دائما ما كان يسعى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى تصوير نفسه على أنه خليفة المسلمين، وأنه المدافع الأول عن الإسلام، ولكن فى ذات الوقت فإنه يمارس كافة أشكال القمع والانتهاكات ويتبع نظام الرشاوى من أجل إنجاح مرشحى حزبه العدالة والتنمية فى انتخابات البلدية التى من المقرر أن تشهدها مدينة إسطنبول فى شهر يونيو المقبل.
أردوغان الذى يصور نفسه على أنه خليفة للمسلمين، استخدم أسلوب الرشاوى من أجل إنجاح مرشح حزب العدالة والتنمية التركى فى الانتخابات البلدية المقبلة التى تشهدها مدينة إسطنبول، بعد قرار اللجنة العليا للانتخابات التركية بإعادة الانتخابات فى تلك البلدية بعد خسارة مرشح أردوغان بن على يلدريم.
فى البداية كشف الكاتب التركى صلاح الدين أونكيبار، أن رجب طيب أردوغان وزع 50 مليون ليرة على القيادات الدينية التركية للفوز بالانتخابات المحلية فى اسطنبول التى سيتم إعادتها فى نهاية يونيو المقبل.
وأكد أونكيبار أن لقاءات عدة أجرتها قيادات حزب العدالة والتنمية التركى مع القيادات الدينية التركية من أجل إقناع الناخبين الأكراد للتصويت فى الانتخابات المحلية لصالح حزب العدالة والتنمية خاصة الناخبين الذين لم يصوتوا فى الانتخابات الأخيرة.
وأشار أونكيبار، إلى أن أحد القيادات الكردية يدعى عبد الصمد أكارسوى، أبلغه بتلقيه عرض للحصول على منحة قدرها 100 ألف دولار، لكنه رفض وأبلغ المسئولين أنه لن يبيع انتمائه ومبادئه من أجل النقود والسياسة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى قررت فيه اللجنة العليا للانتخابات فى تركيا إلغاء نتائج انتخابات بلدية إسطنبول الكبرى وإعادتها الشهر المقبل، مستندة على أعمال التزوير المزعومة فى تشكيل لجان الصناديق.
وفى إطار متصل، تلقى مرشح حزب العدالة والتنمية التركى، فى انتخابات البلديات بمدينة إسطنبول، صفعة كبرى، خلال إجراءه إحدى الجولات فى المدينة التركية قبل إعادة الانتخابات المقرر لها فى يونيو المقبل.
وذكرت صحيفة "زمان" التركية المعارضة، أن ردود الفعل الغاضبة ضد مرشح حزب العدالة والتنمية في انتخابات بلدية إسطنبول بن علي يلدريم، تتواصل بعدما خسر أمام مرشح المعارضة ليفقد حزب العدالة والتنمية إسطنبول للمرة الأولى منذ 25 عامًا، مما دفع أردوغان لتهديد اللجنة العليا للانتخابات من أجل إعادة التصويت مرة أخرى.
وذكرت الصحيفة التركية المعارضة، أن بن علي يلدريم أجرى زيارة لأحد أحياء إسطنبول، ضمن حملته الانتخابية استعدادًا لانتخابات الإعادة، إلا أنه استقبل بردود فعل غاضبة، وقالت له إحدى السيدات: أكان من الضرورى إعادة الانتخابات؟ هذا لا يليق بك.
من جانبه أكد دانيز أوغلو، القيادى بحزب الشعب الجمهورى التركى المعارض، أن كافة أفعال أردوغان وحزبه لن تفلح، خاصة فى ظل رغبة كبيرة من قبل الشعب التركى لإنهاء هيمنة حزب العدالة والتنمية على تركيا.
وأضاف القيادى بحزب الشعب الجمهورى التركى المعارض، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن هناك توقع كبير بفوز مرشح المعارضة التركية أكرم إمام أوغلو فى انتخابات مدينة إسطنبول لما يتمتع به من شعبية كبيرة فى تلك المدينة.