دندراوى الهوارى

الآثار الفرعونية لم تسجل أنبياء.. فلماذا لم تذكر آثار العراق النبى إبراهيم؟! «6»

الإثنين، 20 مايو 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نكرر أن سلسلة المقالات، التى بدأناها فى هذه المساحة، ووصل عددها اليوم 6 مقالات، هدفها الإجابة بوضوح ودون لبس عن الأسباب التى حالت دون تسجيل اسم نبى أو رسول، على كل الشواهد الأثرية، سواء ما تم تدوينه على جدران المعابد، أو نقشه على جدران المقابر والمسلات والأهرامات والتماثيل والتمائم، والأحجار، أو تناقلته الوثائق والروايات التاريخية، فى مصر، واليوم نطرح نفس السؤال: لماذا لم تسجل أيضا آثار الحضارات القديمة، اسم أى نبى، مثل البابلية والآشورية، ثم فيما بعد، الإغريقية، وغيرها من الحضارات القديمة..؟!
 
وتعالوا نتفق على أن أى تعارض بين ما ذكره القرآن، وما دونه التاريخ، فقطعا، القرآن الأصدق، والمنزه عن الباطل، بينما التدوين على جدران المعابد والمقابر وباقى الشواهد الأثرية، وما تناقلته الوثائق والروايات التاريخية، يتحكم فيها الطبيعية البشرية من حب وكراهية، بجانب المقولة الشهيرة أن التاريخ يكتبه المنتصرون..!!
 
أيضا الأسباب القوية للتركيز على طرح السؤال: لماذا لم تذكر الآثار المصرية والبابلية والآشورية، على وجه التحديد، سيرة أى نبى أو رسول، المذكورين فى الكتب المقدسة، لأنها دارت فى المنطقة المحصورة بين العراق وفلسطين ومصر، لذلك اشتعلت حالة الشغف الشديدة فى صدور المهتمين والباحثين بعلم الأديان، وأيضا خبراء الآثار، للبحث والتنقيب فى هذه المناطق، لعل أن يتوصلوا لاكتشاف شاهد أثرى أو وثيقة تاريخية عن نبى من الأنبياء والرسل، تتسق وتتفق مع ما جاء فى الكتب المقدسة..!!
 
ويركز اليهود على وجه التحديد، على التنقيب والبحث فى هذه المناطق، عن آثار إبراهيم وسليمان وداود وموسى ويوسف، للتأكيد على أن إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، وأن الإثبات ليس قاصرا فقط، على الوثائق التاريخية، حسب مزاعمهم، وإنما هناك أدلة عقائدية ثابتة وراسخة فى الكتب المقدسة، ورغم هذه القناعة الاستعمارية المستعرة، وشراهة البحث والتنقيب فإنه لم يتم العثور على أى شاهد أثرى أو وثيقة تاريخية تتحدث عن نبى من الأنبياء، وما قصة هيكل سليمان إلا دليل قوى..؟!    
 
ورغم أن هناك تيارا متشددا من الباحثين فى علم الأديان يؤكد أن هناك نصوصا كثيرة بالتوراة اليهودية عبارة عن نتاج لأشخاص كتبوا الأحداث من وجهة نظرهم ولفقوا ما شاءوا لإثبات وجهات النظر التى يريدونها، فكان من الطبيعى أن تتداخل الأحداث وأن تضاف أسماء وأحداث وقراءات ومبالغات لا وجود لها فى الواقع، وقد قادت هذه النتائج الكثير من الباحثين إلى القول بأسطورية النصوص الدينية عموماً ونفى الواقعية عنها أو حتى رمزيتها، وهذا تعميم غير مبرر فالتوراة ليست نصاً دينياً بالمعنى الدقيق للكلمة.
 
أيضا هناك سؤال يردده خبراء وباحثون فى الآثار والتاريخ مفاده: إذا كانت الآثار الفرعونية لم تتضمن اسم أو سيرة نبى واحد أو رسول، فلماذا لم تتحدث الآثار البابلية أو حتى الآشورية، عن النبى إبراهيم، المولود فى العراق..؟! أو سيرة أى نبى آخر من الأنبياء المذكورة فى القرآن، والتوراة والإنجيل..؟!
 
ورغم عدم التوصل لإجابة على هذا السؤال حتى الآن، فإن عمليات البحث والتنقيب عن الآثار خاصة فى المناطق العراقية والفلسطينية والمصرية، بشكل عام، والقدس بشكل خاص، مستمرة، ولم تتوقف لحظة، وحجة الباحثين والخبراء فى الآثار والتاريخ، أنهم لم يفقدوا الأمل مطلقا فى إيجاد دليل أثرى يتحدث عن نبى من الأنبياء المذكورين فى الكتب المقدسة، فى ظل أن هناك مناطق لا تعد ولا تحصى، لم يتم التنقيب فيها، ويرجح أنها تضم مدنا أثرية كاملة، ولذلك نسمع بين الحين والآخر عن كشف أثرى يقود إلى تغيير فى وجهات النظر تجاه هذه القضية الشائكة..!!
وللحديث بقية إن شاء الله.. إن كان فى العمر بقية..!!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة