مشروع محور 30 يونيو الذى بدأ تشغيله التجريبى مؤخرًا، وهو طريق تبادلى للطريق الموازى لقناة السويس، ويكتب رقمًا جديدًا فى سجل المشروعات القومية العملاقة التى تعكف الدولة على تدشينها خلال الفترة الأخيرة ضمن خطة التنمية الشاملة 2030، ويكشف المهندس محسن سعيد، رئيس جهاز تعمير سيناء لـ"اليوم السابع" تفاصيل جديدة عن المشروع.
وتحدث محسن سعيد، رئيس جهاز تعمير سيناء، عن الجوانب الفنية والتقنية للمحور العملاق الذى يمتد بمحاذاة القناة بين البحرين الأحمر والمتوسط ليسجل واحدًا من المشروعات القومية التاريخية، إذ أنه طريق حر مزدوج بطول 95 كيلو مترًا وعرض 80 مترًا، وكل اتجاه يتكون من 5 حارات مرورية، "حارتان للنقل الثقيل و3 حارات للمركبات"، ويشمل 11 كوبرى رئيسى و6 كبارٍ فرعية، ويوجد به 16 نفقًا، ويضم محطة رسوم للشاحنات والسيارات، بتكلفة استثمارية 5.2 مليار جنيه، ويختصر الوقت من بورسعيد إلى القاهرة لتصبح 75 دقيقة.
وأضاف، رئيس جهاز تعمير سيناء، أن محور 30 يونيو الجديد تم تنفيذه تحت إشراف الجهاز المركزى للتعمير التابع لوزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، ممثلًا فى جهاز تعمير سيناء، وتم التشغيل التجريبى للقطاع الجنوبى للمحور فى منتصف مايو 2018، ابتداءً من طريق الإسماعيلية الصحراوى حتى الصالحية، ومنذ أيام تم التشغيل التجريبى للمحور بالكامل، مشيرًا إلى أنه تم استكمال أعمال التخطيط السطحى والمرورى والعلامات الإرشادية، وتقوم الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، باستكمال امتداد المحور من طريق "الإسماعيلية الصحراوى حتى تقاطع طريق جبل الجلالة مع طريق القطامية / العين السخنة"، بطول حوالى 106 كم، ليشكل مع طريق جبل الجلالة والطريق الساحلى للبحر الأحمر، محورًا طوليًا على مستوى الجمهورية.
وتابع "سعيد"، الكبارى الرئيسية للمحور تمر على ترعة الإسماعيلية ومصرف المحسمة وطريق "القاهرة - الإسماعيلية الصحراوى، والإسماعيلية – الزقازيق، ومصرف بورسعيد الرئيسى ومصرف القنطرة شرق وشادر عزام ومصرف الحسينية وترعة الصالحية والكسارة وأبو شلبى السطحى والسكة الحديد"، والكبارى فرعية عمودية على مصرف القنطرة العمومى والصالحية وفاقوس والفردان والكسارة أبو شلبى العلوى و36 الحربى ووادى الملاك.
وأكد "سعيد"، أن محور 30 يونيو يعتبر محور الحركة الرئيسى لتنمية إقليم قناة السويس، ويبدأ المحور من جنوب بورسعيد مارًا بالطريق الدولى الساحلى "بورسعيد/ دمياط"، ويمتد جنوبًا حتى الكم 94 طريق "القاهرة/ الإسماعيلية الصحراوى"، ويتكون المحور من اتجاهين "القطاع الجنوبى، وبه 5 حارات مرورية، والقطاع الشمالى به 5 حارات مرورية"، بالإضافة إلى طريقى خدمة على جانبى المحور، ويضم المحور، 17 كوبرى "11 كوبرى رئيسى على المسار، و6 كبارى فرعية عمودية على المسار"، و16 نفقًا عرضيًا للسيارات والمشاة، ونفقين للمشاة فقط، ومحطتين لتحصيل الرسوم، و6 محطات للخدمة، و500 "برابخ ، وعدايات"، وتم تنفيذ ما يقرب من 500 عمل صناعى من مواسير، وشارك فى تنفيذه 21 شركة مقاولات 14 فى أعمال الطرق، و7 فى أعمال الكبارى.
وأشار رئيس جهاز تعمير سيناء، إلى أن تنفيذ المحور يهدف إلى خلق محاور تنموية جديدة، ضمن مشروعات شبكة الطرق القومية، وتهيئة المجال لجذب الاستثمارات والسكان للمناطق التنموية الجديدة الواعدة، كما أنه محور النقل الأساسى الذى يخدم تنفيذ مشروعات تنمية محور قناة السويس، وتطوير وربط موانئ "شرق وغرب بورسعيد، ودمياط، والإسكندرية، والعريش، وخليج السويس" ببعضها، ويسهم المحور فى زيادة الربط بين سيناء والدلتا من خلال ربط المحور مع أنفاق قناة السويس الجديدة مما يساهم فى إسراع معدلات التنمية.
وأوضح "سعيد"، أنه شارك فى تنفيذ الأعمال بمحور 30 يونيو، حوالى 2000 معدة متنوعة، وحوالى 50 ألف عامل، و21 شركة مقاولات، وإجمالى كميات الحفر والردم والإحلال والتكريك بلغت 17.4 مليون م3، وبلغ حجم أعمال تسليح طبقات التربة 9.3 مليون م2، وإجمالى أعمال طبقات الأساس والدبش 3.4 مليون م3، وإجمالى أعمال الأسفلت 9 ملايين م2، بالإضافة إلى 400 كم طولى من الحواجز الخرسانية، و34 ألف طن حديد تسليح وباكيات معدنية.
وواجهت الشركات المنفذة لمشروع محور 30 يونيو تحديات ومعوقات، هى وجود كم هائل من المرافق المعترضة لمسار الطريق "خطوط وكابلات كهرباء، وخطوط مياه وصرف صحى، وخطوط بترول وغاز، وكابلات إشارة وكابلات تليفونات خط، وسكة حديد، وترع ومصارف وقنايات"، بالإضافة إلى أن المحور يمر ببحيرة المنزلة لمسافة حوالى 7,5 كم مما تتطلب أعمال تكريك لتشكيل جسم الطريق بطول 4,2 كم، وباقى المسافة تطلبت أعمال ردم فى البحيرة بالإضافة إلى عمل برابخ اتزان، بينما يقع باقى القطاع الشمالى للطريق بطول حوالى 40 كم، فى أراضٍ سبخية وأراضٍ رخوة ومزارع سمكية، وتطلب تشكيل جسم الطريق فيها، أعمال إحلال وتحسين خواص التربة، واستخدام حوالى 9,3 مليون متر مسطح طبقات نسيج صناعى عازل، لتحسين جسر الطريق نظرًا لطبيعة التربة الرخوة فى بورسعيد.
وتم تشغيل أعمدة الإنارة فى المحور وعلى الكبارى بالطاقة الشمسية، حيث تم وضع خلية شمسية على كل عمود إنارة، وهى تتميز بسهولة الصيانة وانعدام نفقات التشغيل، كما أنها لا تحتاج إلى كابلات أرضية وهو ما يمنع حالات سرقة كابلات الكهرباء كما تحدث فى أعمدة الإنارة التى تعمل بالطاقة الكهربائية.
ومن المنتظر أن يحقق المشروع إيرادات مليار جنيه فى العام من خلال الخدمات التى ستقام عليه ورسوم عبور الشاحنات والسيارات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة