لمس أكتاف.. عندما يحارب الفن الجريمة ويكشف المستور فى عالم المخدرات.. المسلسل يحذر من أدوية متداولة تساعد على الإدمان ويدق ناقوس الخطر لحماية الشباب.. ويطالب بتكثيف الإجراءات لمكافحة الظاهرة

الإثنين، 20 مايو 2019 11:30 ص
لمس أكتاف.. عندما يحارب الفن الجريمة ويكشف المستور فى عالم المخدرات.. المسلسل يحذر من أدوية متداولة تساعد على الإدمان ويدق ناقوس الخطر لحماية الشباب.. ويطالب بتكثيف الإجراءات لمكافحة الظاهرة مسلسل لمس أكتاف
كتبت - زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ بداية شهر رمضان، حقق مسلسل لمس أكتاف نجاحا كبيرا ونسب مشاهدة عالية، وتصدر قوائم التريند ومؤشرات البحث يوميا فى مصر والعالم العربى، واستطاع أن يفرض نفسه بين الأعمال الدرامية خلال شهر رمضان.
 
ولا يقتصر تفوق مسلسل لمس أكتاف الذى يقوم ببطولته ياسر جلال وفتحى عبدالوهاب وحنان مطاوع على نسب المشاهدة فقط أو الأحداث المشوقة التى تجذب المشاهدين فى كل حلقة، ولكن أثبت هذا المسلسل أن الفن الهادف لا يزال قادرا على أن يلمس مشكلات المجتمع، وأن يضع يده على مناطق الخطر ويضعها أمام المسؤولين، وأنه يستطيع أن يعيش الواقع وينقل تفاصيله ويغوص فى خباياه فيكشف ما يهدده، وهو ما ظهر فى أحداث المسلسل التى كشفت عن قضية خطيرة فى عالم تجارة المخدرات.
 
فالقصة التى كتبها المؤلف هانى سرحان تحذرمن كارثة قد لا ينتبه إليها الكثيرون وهى الأدوية غير المجدولة، التى يتم تداولها فى الصيدليات لعلاج بعض الأمراض ومنها الصرع، ولكن يستخدمها الشباب كمخدرات تؤدى للإدمان.
 
 
الأكثر من هذا أن المسلسل لم يتطرق لهذه القضية بشكل عام، ولكنه كشف عن أسماء عدد من هذه الأدوية بشكل محدد ومنها أدوية «ليريكا، وليورين»، التى تستخدم فى علاج بعض الأمراض العصبية والنفسية، وتباع فى الصيدليات، ويستخدمها الشباب كمخدر لأنها غير مجدولة ومن السهل شرائها، كما لفت الأنظار إلى قضية إدمان مخدر الاستروكس وضرورة وجود تشريعات وإجراءات لوقف هذا الخطر.
 
وهذه القضية الخطيرة التى كشفها المسلسل تضع أمام المسؤولين وأعضاء البرلمان، والهيئات الطبية قضية كبيرة يجب تلافيها لمكافحة المخدرات، وتعيد للأذهان الكثير من المشكلات التى كان للأعمال الفنية دور فى إلقاء الضوء عليها، وساهمت فى تغيير قوانين ومنها فيلم «أريد حلا، وجعلونى مجرما». 
 
وفضلا عن المضمون والقصة التى لفتت الأنظار نحو أحد القضايا المهمة والخطيرة، فإن المسلسل تكتمل فيه كل عناصر التفوق والتفرد والإبداع التى قدمت القصة المميزة فى قالب فنى مشوق استطاع جذب انتباه المشاهدين منذ الحلقة الأولى، كما يتضح فيه الجهد الرائع لكل العناصر الفنية من ممثلين وإخراج وإنتاج وديكور.
 
 فالقصة تدور حول «أدهم» بطل المصارعة الرومانية الذى تبدأ مشكلته مع أولى حلقات المسلسل بالمباراة التى لعبها مع صديق عمره فتسبب فى إصابته بالشلل، ثم يدخل فى صراع مع عصابة مخدرات، ويتم اتهامه ظلما بقتل عدد من العناصر الأمنية والضباط، ويقوم بدور أدهم الفنان ياسر جلال الذى يواصل تقديم جرعات إبهار جديدة للمشاهدين مع كل عمل جديد يقدمه، فبعد أن أبدع وحقق نجاحات مذهلة خلال العامين الماضيين فى مسلسلى «ظل الرئيس، ورحيم»، يبهر الجمهور هذا العام بشخصية جديدة وهى شخصية «أدهم» محترف المصارعة اليونانية، بما يحتاجه أداء هذا الدور من مجهود خارق كى يتدرب ياسر جلال على المصارعة الرومانى بل ويعرف أدق تفاصيلها ويتفوق فيها بما يجعله مقنعا حين يؤدى أصعب مشاهد المسلسل، وهو يصارع البطل العالمى كرم جابر ويتفوق عليه، بل ويرفعه بيديه ثم يطرحه أرضا، وهو ما استلزم تدريبات شديدة، دربه عليها الكابتن كرم جابر نفسه، وتطلبت تحضيرات جسدية شاقة حتى يخرج مشهد المباراة بالشكل السليم، وهو ما حاز إعجاب خبراء المصارعة الذين أكدوا أن هذا المشهد احتوى على  6 حركات صعبة وخطرة، قام بها ياسر جلال بدقة، وحفز المسلسل عددا كبيرا من الشباب للتدريب على رياضة المصارعة.
 
اهتم ياسر جلال بكل تفاصيل الشخصية، فحرص على أن يكون تون صوته مميزا وقويا وأجش وعميقا ، ليتناسب مع التكوين الجسمانى للشخصية وهذا أيضا احتاج إلى تدريبات كثيرة، كما حرص على أن يكون «اللوك» مناسبا لشخصية المصارع، من خلال شكل الذقن والشعر والحركة.
 
تفوق ياسر جلال على نفسه، واستطاع أن يقدم شخصية مختلفة عن الشخصيات التى قدمها  من قبل، واجتهد فى كل التفاصيل كى يكون جديرا بالمكانة التى وصل إليها فى قلوب الجماهير، واستطاع من خلالها أن يستحوذ على أدوار البطولة، ويحقق نجاحات متتالية، كما أبدع فى تقديم المشاعر الإنسانية لشخصية أدهم، خاصة وهو يؤكد لابنه براءته من جريمة قتل الضابط فى مشهد مؤثر بعد القبض عليه.
 
أما  الفنان فتحى عبدالوهاب فدائما يثبت مع كل دور يقوم به أنه مدرسة فنية متفردة، مبدع فى كل أدواره ومشاهده، يستطيع أن يجعل المشاهد فى حالة انبهار دائمة، وهو ما يفعله فى شخصية حمزة تاجر المخدرات، استطاع أن يستخدم تعبيرات وجهها وابتسامته وصوته أحسن استخدام، وأن يبدع فى كل مشاهده، وأن يمتع الجمهور خاصة فى المشاهد التى جمعته بأدهم «ياسر جلال» التى كانت مباراة فنية فى الإبداع تعلقت بها أنظار المشاهدين واستمتع بها الجمهور.
 
فيما أبهرت الفنانة حنان مطاوع الجمهور بأداء شخصية «عايدة» تاجرة المخدرات التى ورثت هذه التجارة عن والدها، وسيطرت على السوق بقوة شخصيتها وسطوتها، أثبتت حنان مطاوع أنها طاقة فنية متجددة لا يمكن أن تتوقع ما ستفاجئ الجمهور به، صدقها الجمهور فى أدوار السيدة المستكينة الضعيفة المسالمة، وها هى تفاجئه بشخصية «عايدة» المركبة، القوية القاسية ، وتستفزه فى أكثر من مشهد ومنها مشهد المواجهة مع والدة أحد الضحايا وهى توزع المساعدات واللحم على منطقة سطوتها التى تم حبس وقتل عدد من رجالها الذين يعملون معها فى تجارة المخدرات، حيث قامت عايدة بقص شعر السيدة وحرمان المنطقة من أى مساعدات بعدما واجهتها السيدة بأنها السبب فيما وصل إليه ابنها وأبناء أهل المنطقة.
 
أظهرت حنان مطاوع وجها جديدا من وجوه إبداعها، وأثبتت أنها قادرة على الإبداع فى كل الأدوار ومفاجئة للجمهور فى كل مشهد .
 
كما قدم كل الفنانين المشاركين فى العمل أداء مميزا، ومنهم إيمان العاصى، ومجدى فكرى، وشريف الدسوقى. 
 
وهكذا اكتملت كل الأركان من قصة وفنانين وعناصر إنتاج قدمتها شركة سينرجى، واستطاع المخرج المميز حسين المنباوى أن يستغل كل هذه الإمكانيات الفنية ليكون مسلسل لمس أكتاف إنتاج شركة أحد أهم الأعمال الدرامية لهذا الموسم.






مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة