لم تعد الإعاقة السمعية تقف حائلا دون استمتاع الصُم والبُكم بخطبة الجمعة فى المسجد الأقصى بالقدس خلال شهر رمضان، فقد بدأ اتحاد إقليمى للصُم والبُكم تقديم ترجمة بلغة الإشارة لخطبة الجمعة كل أسبوع.
وحضر عشرات من الصُم والبُكم صلاة الجمعة فى المسجد الأقصى يوم 17 مايو، حيث ساعدهم مترجم للغة الإشارة على فهم ما قاله الإمام فى الخطبة.
ومن جهته، قال ثائر ضراغمة، مُترجم لغة إشارة "طبعا الصُم، إن "فكرة وجودهم فى المسجد الأقصى وترجمة خطبة الجمعة كان حلم من سنوات، لكن الحمد لله هذه السنة استطعنا إننا نحققه من خلال تواصلنا مع الصم ودعوتهم للتواجد فى المسجد الأقصى فى كل جمعة من شهر رمضان وتوفير الترجمة".
وقال محمد نزال، أحد المصلين الصم ورئيس اتحاد الصم فى قلقيلية، عبر مترجم للغة الإشارة يقف إلى جواره، "وسيلة التواصل اللى هو الفيس بوك، من خلال الفيس بوك فيه عندنا شاب اسمه خليل عمل رسالة للصم بالتعاون مع محمد رئيس الاتحاد، وبلّغ الصُم إنه راح يكون فيه ترجمة لصلاة الجمعة فى المسجد الأقصى وتحديد المكان، والصُم يعنى سهل جداً يتواصلوا مع بعض من خلال وسائل الاتصال من خلال الفيسبوك والواتس اب وهذه الأمور".
وجاءت هذه الخطوة فى إطار مبادرة أطلقها عدد من الشباب خلال شهر رمضان لتشجيع مزيد من الصُم والبُكم على حضور صلاة الجمعة فى المسجد الأقصى، فيما قال ناصر قوس، رئيس لجنة شباب البلدة القديمة فى القدس، "مجموعة من الأخوة من الصم والبكم الذين يأتوا من جميع أنحاء فلسطين لأداء الصلوات فى المسجد الأقصى، ونحن كرجال نظام وبالتعاون مع دائرة الأوقاف الإسلامية سنوفر لهم مكان لكى يسمعوا ويتابعوا خطبة وصلاة الجمعة ويكونوا مرتاحين فى أداء صلواتهم".
فيما، قال خليل حراحشة، أحد المصلين الصم وناشط للتواصل بين الصم على مواقع التواصل الاجتماعى "كان عددنا قليل ونحاول فى أكثر من مكان، وخطر ببالى فكرة إنه السنة دى من خلال الفيسبوك ندعوا الصم والبكم للتواجد فى مكان واحد يوم الجمعة ويكون فيه مترجم"، كما يقول منظمو المبادرة، إن المبادرة أسهمت فى زيادة عدد المصلين فى المسجد الأقصى فى وقت تمنع فيه القيود الإسرائيلية آخرين يتمنون لو تسنى لهم أداء الصلاة فى القدس الشريف.
بينما، يقول المتحدث باسم منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية فى الضفة الغربية إن الكثير من الفلسطينيين من أهل الضفة الغربية وقطاع غزة يصلون فى المسجد الأقصى عندما يُسمح لهم بالدخول يوم الجمعة فقط.
وأضاف المتحدث أنه يُسمح للرجال الذين تزيد أعمارهم على 40 عاما فقط بدخول القدس عبر نقاط التفتيش الإسرائيلية دون تصريح أما من تزيد أعمارهم على 55 عاما فيُسمح بدخولهم دون فحص أمنى، كما يمكن للنساء عبور نقاط التفتيش دون قيود خاصة بالسن.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية فى حرب عام 1967 ثم ضمتها إليها فى خطوة لم يُعترف بها دوليا، فيما نقلت الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس بعد قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالمدينة عاصمة لإسرائيل عام 2017.