يعد حادث مطار تنريف الإسبانى ( مطار لوس راديوس) من أسوأ الكوارث الجوية على مر التاريخ، حتى أنها عرفت باسم كارثة القرن، حيث راح ضحية هذا الحادث 583 قتيلا، وذلك نتيجة تصادم طائرتين من طراز بوينج 747 على المدرج الخاص بالمطار.
تعود وقائع الحادثة إلى 27 مارس 1977، حيث وقع انفجار فى مطار غران كناريا الواقع بجزر الكنارى، مما اضطر سلطات الملاحة الجوية فى إسبانيا إلى تحويل العديد من الرحلات إلى مطار تنريف (لوس راديوس) الصغير من حيث المساحة، وكان من ضمنها رحلة الخطوط "بان أمريكان" العالمية رقم 1763، والتى كان على متنها 378 راكبا بالإضافة إلى طاقم الطائرة، إضافة إلى رحلة الخطوط الهولندية 4805، والتى كان على متنها 248 راكب، وكان مطار تنريف صغيرا، وغير معتاد على استقبال هذا العدد من الطائرات، إضافة إلى عدم تدريب ضباط المراقبة فى هذا المطار على التعامل مع تلك الأزمات، كما أن المطار لم يكن مجهزا بجهاز رادار لرصد حركة الطائرات على الأرض، وما كان أسوأ أن المطار كان به مدرج وحيد وأضوائه الرئيسية كانت معطلة، إضافة إلى انتشار الضباب بشكل كثيف فى كافة أنحاء المدرج.
هبطت الرحلتان المنكوبتان فى المدرج نفسه، فى انتظار فتح مطار غران كناريا، بعد الاطمئنان والانتهاء من أزمة القنبلة فى المطار، وبعد أن فتحت السلطات الإسبانية مطار غران كناريا، استعدت طائرة الخطوط الهولندية للانطلاق، ولكن كان الضباب قد غطى أنحاء مطار تنريف أو لوس راديوس، ولكن ضباط المراقبة الجوية، أعطوا الإذن للطائرة بالاستعداد وانتظار الإذن للإقلاع، ولكنهم كانوا لايرون الطائرات، كما أن كابتن الطائرة الهولندية لم ينتظر الإذن بالإقلاع، وكان فى نفس المدرج ونفس الاتجاه الطائرة الأمريكية، مما تسبب فى اصطدام الطائراتين، ومصرع جميع ركاب الطائرة الهولندية بمافيه طاقم الرحلة، إضافة إلى وفاة 335 راكب من الطائرة الأمريكية، بما فيهم 9 من طاقم الطائرة، ليصل إجمالى ضحايا هذا الحادث 583 حالة وفاة لتكون هذه هى أسوأ الكوارث الجوية على مر التاريخ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة