"صوته مثل النور الكريم الفريد الذي لم يصل إليه أحد" .. هكذا وصف الدكتور مصطفى محمود صوت الشيخ سيد النقشبندى فى برنامج العلم والإيمان ..هذا الصوت الذى ينقلنا حين نسمعه إلى عالم آخر من الصفاء والسكينة والتضرع إلى الله ، ونشعر أننا نحلق فى إلى السماء حين نسمعه يشدو "مولاى إنى ببابك ..قد بسطت يدرى من لى ألوذ به إلاك ياسندى" ..تلك الأنشودة الأشهر ضمن تراث قيثارة السماء وأعماله ، فلا يذكر اسمه بين الأجيال إلا ويتذكره الكثيرون بها ، على الرغم من أن تراث الشيخ النقشبندى يذخر بمئات الروائع التى لا ترى النور، ولم تصل إلى آذان الملايين من عشاقه فى مصر والعالم العربى.
أين اختفى تراث الشيخ النقشبندى وأين هذه الروائع التى حدثنا عنها حفيده سيد شحاتة النقشبندى والحاج رضا حسن جامع تراثه؟
شعرنا بالصدمة حين أكد الحفيد أن ما يعرض من ابتهالات هو أقل القليل من أعمال جده الراحل ومما قدمه للإذاعة، مؤكدا أن الشيخ سيد النقشبندى كان يدون يوميا الأعمال التي يقدمها ويعطى لنفسه تقييما ودرجات، وسجل بيده أسماء هذه الروائع.
كشف سيد شحاتة النقشبندى أن جده كان وعلى مدار 6 سنوات كاملة كان يقدم فى كل رمضان 30 إبتهالا ً، خلال الفترة من 1969 وحتى 1975، بما يعادل 180 ابتهالا ، وجميعها موجود بالإذاعة لكن لا يتم إذاعتها.
أهمل المسئولون كنوز الشيخ النقشبندى وحرموا منها الملايين من عشاقه ، فيما لايزال صديقه الحاج رضا حسن يحاول بكل قوته جمع هذا التراث وإنقاذه والبحث عن أعماله المفقودة والمهملة بالإذاعة.
أكد صديق النقشبندى أن الشيخ سجل للإذاعة عددا من البرامج والمسلسلات ومنها برنامج مع الله، ومسلسل (سلطان العاشقين لابن الفارض) من 30 حلقة بطولة عبد الوارث عسر وعباس فارس ويحيى شاهين، ومسلسل (الباحث عن الحقيقة عن سلمان الفارسي)، وشارك الفنانة سميحة أيوب فى 30 دعاء، ينشد ويشدو وسيدة المسرح تلقى الشعر ، كما سجل مع أمال فهمي في برنامج على الناصية.
وأوضح الحاج رضا حسن أن النقشبندي سجل 99 حلقة من برنامج أسماء الله الحسني وشارك فيه عمالقة الطرب محمد قنديل وسعاد محمد وكارم محمود، وفي أكتوبر 73 أنشد للقنطرة وللقناة ولبدر أناشيد كثيرة، وكتب له عبد السلام أمين 30 دعاء ولحن له الموجي وسيد مكاوي وكبار الملحنين، كما أنشد قصيدة البردة.
ذهب صديق النقشبندى لمسئولي الإذاعة والبرنامج العام لاستخراج تراث النقشبندي الذي لا يعد ولا تذيعه الإذاعة نهائيا ولكنهم لم يهتموا.
وكشف أن الشيخ النقشبندي قام ببطولة فيلم سينمائي بعنوان: "الطريق الطويل"، يحكى قصة حياة منشد ديني، وكان الفيلم إخراج مصطفى كمال البدري، وإنتاج عباس حلمي، وقدم فيه قيثارة السماء عددا من الابتهالات من تلحين حسين فوزي، ولكن لسوء الحظ توفى المخرج بعد تصوير جزء كبير، وأكد صديق النقشبندى أنه يبحث عن أسرة المخرج حتى تخرج الابتهالات التي قدمها الشيخ للنور، وناشد الإذاعة الإفراج عن مئات الروائع والابتهالات المحبوسة في الأدراج، والتي لم تصل إلى آذان محبي الشيخ النقشبندي.
فهل يتحرك المسئولون للبحث عن تراث الشيخ النقشبندى المفقود أو المحبوس فى الأدراج ؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة