كل ما تريد معرفته عن بينالى الشارقة للفنون.. خارج السياق بدورته الـ 14

الأربعاء، 22 مايو 2019 04:31 م
كل ما تريد معرفته عن بينالى الشارقة للفنون.. خارج السياق بدورته الـ 14 أعمال الفنان مروان قصاب باشي
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحتضن ساحة الفنون فى قلب الشارقة، مجموعة واسعة من الأعمال الفنية المشاركة فى بينالى الشارقة 14 "خارج السياق"، حيث تعرض فى كل من بيت عبيد الشامسى، وبيت السركال، ومتحف الشارقة للفنون، أعمالاً من تقييم الفنانين زوى بُت وعمر خليف وكلير تانكونس.

وتسعى الأعمال المشاركة فى الدورة الرابعة عشرة من البينالى إلى استكشاف مجموعة السياقات الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، التى ترسم حدوداً وقوالب لحياة البشر، وكيفية تجاوز هذه السياقات عبر اقتراحات جديدة أو رؤى مغايرة تحمل دلالات ومؤشرات لحياة إنسانية تتجاوز الهياكل والبنى التى هيمنت لفترات تاريخية طويلة، وما زالت حتى يومنا هذا.

وفى بيت عبيد الشامسى نرى مجموعة من الأعمال التى يقدمها الفنانون: أولريك لوبيز، وجيس كلايتون، وسوتشيترا ماتاى، وكارلوس مارتيل، وميشاك غابا، وتريسى روز، وهانا بلاك، وإبا فرانسين والدهور.

يقدم كارلوس مارتييل فى بيت الشامسى مجموعة من الأعمال التى تبحث فى أنظمة القيمة والتاريخ الثقافى لمناطق شرق إفريقيا وجنوب آسيا والشرق الأوسط، ومن خلال فيلمه "طعم الدموع" يجسد تجربة الغوص لاستخراج اللؤلؤ، موظفا الحبال والإكسسوارات التقليدية التى استعملها الغواصون فى عملهم اليومي، ومظهراً الإرهاق البدنى والمكابدات الذهنية التى يواجهها العاملون فى هذه الصناعة، والتى كانت محركاً اقتصادياً رئيسياً فى المنطقة لغاية ثلاثينيات القرن العشرين.

أما سوتشيترا ماتاى، فتقدم عملها "الاتساق المختلّ" والذى يتقصى عبر توظيف مواد متنوعة من المنسوجات والأقمشة والفيديو، التاريخ والذاكرة وبناء الهوية فى مجتمعات الشتات، وتتأمل ماتاى كيف تتداخل السياسة والمجتمع مع التجربة الفردية بطرق معقدة ومتناقضة فى بعض الأحيان، وكيف أن الحدود الوطنية والفيزيائية لا تشكل فى نهاية المطاف هوياتنا السياسية والاجتماعية فحسب، بل الهويات الخاصة بنا أيضاً.

وفى بيت السركال تعرض أعمال الفنانين: إيان تشينغ، وأستريد كلاين، وباميلا روزنكرانز،و أليساندرو بالتيو، ومايكل راكوفيتز، كويمانغ وا ليهوليرا، وستان دوغلاس،و باربارا كاستن، موروة أرسانيوس، ولورنس أبو حمدان، ومنعم واصف، وجون رافمان.

"شئون الآلة" هو العمل الذى يقدمه منعم واصف، ويتتبع فيه موت صناعة الجوت فى بنجلاديش، وبالتالى قطع أرزاق الأناس الذين كانوا يعتمدون فيما مضى على "الليف الذهبى"، حيث حظيت صناعة الجوت حتى منتصف القرن العشرين بحضور قوى فى شبه القارة الهندية، وذلك نظراً إلى استخدام خيوط الجوت لتعبئة محاصيل العالم من القطن والبقوليات والقهوة والسكر، علاوة على الإسمنت، لكن مع انتقال مركز القوة من شرق البنغال إلى باكستان بعد التقسيم فى عام 1947، أضحت هذه الصناعة الرافد الأكبر لإيرادات البلد الوليد، ما حرم صغار المشتغلين فى شرق البنغال من أرباح الجوت، وأخرجت مصانع عن الخدمة، كما شهد الإنتاج الإجمالى انخفاضاً كبيراً.

فيما يقوم كيمانغ وا لوهوليرا من خلال عمله "اعتذارى للزمن"، بتحويل المقاعد الدراسية القديمة فى المدارس الإعدادية إلى سلسلة من بيوت العصافير المتصلة بأنبوب فولاذى، ومن خلال استعادة قدرة الببغاء الرمادى الإفريقى على تقليد الكلام الإنسانى ومحاكاة أصوات الحيوانات الأخرى، يسلط الفنان الضوء على نقاط التشابه بين محاكاة الببغاء البسيطة، وبين الطرق التى تعمل بها المؤسسات التعليمية كآلات أيديولوجية تؤطر الأفكار والسلوك.

أما متحف الشارقة للفنون فيحتضن أعمال الفنانين: خادم على، وروسليشام إسماعيل، وأمبانى ساتوه، ونالينى مالانى، وأنور جلال شيمزا، ولوبينا حميد، وسميحة بيركسوى، ومروان قصاب باشي، وبرونو وباتشيكو، وأوغيت كالان، وسيزاد داوود، وكورى أركانجيل.

يقدم الفنان مروان قصاب باشى ست لوحات أنجزت بين عامى 1965 و2010، تتراوح بين لوحات تعبيرية وتلك التى تصوّر رؤوساً ووجوهاً ضخمة عُرِف بها، وتعبر هذه الأعمال عن تاريخ البورتريه، والرؤوس الحائرة، والأجساد المشوهة، ما يضع عمله فى حوارية مع علم الأنساب التركيبى الممتد من الفن المصرى القديم والإغريقى وصولاً إلى الصور المقربة فى الأعمال الرقمية اليوم، حيث أن الوجه بالنسبة لقصاب باشى، هو الأكثر تعبيراً من جميع الفضاءات الأخرى، ومن هنا فإنه يسعى إلى تحويله إلى مشهد مؤثر قادرعلى نقل التضاريس المترامية للأعماق الإنسانية بتدرجات ونسب لونية مصاغة ببراعة ودقة.

كما يعرض فى المتحف مجموعة مختارة من لوحات الفنانة سميحة بيركسوى فى خمسينيات وسبعينيات القرن الماضي، والتى تضيء على أسلوبها البسيط لكن المفعم بالحيوية، وتشمل اللوحات الزيتية المعروضة «أمى تعزف العود» (1958)، و«أمى الرسامة فاطمة صايمى» (1972)، التى تقدم تمثيلاً مباشراً وغير معقد لأمها، و«قصة الحب» (1968) عبارة عن بروتريه آثم ينقل ما يجول فى الباطن المتحمس والبائس، وفى بورتريه آخر بعنوان «كاسر السلسلة» (1968)، تصوّر بيركسوى نفسها محاطة بتمائم، وشخصيتها المكبلة تظهر وتنحسر فى ثنايا خلفية داكنة، وعبر حوارية مباشرة بين بورتريهاتها الشخصية، مع بورتريهات أكثر قتامة لأمها تراقبها، يحضر البعد الروحى فى عرض هذه الأعمال.

 

 

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة