تنطلق اليوم الخميس، انتخابات البرلمان الأوروبى، وسط دعوات للمشاركة وأخرى للامتناع عن التصويت، فى واحدة من أهم انتخابات القارة العجوز، وسط حراك مريب لأحزاب اليمين المتطرف.
فقبل الانتخابات، وحدت الأحزاب القومية واليمينية المتطرفة من جميع أنحاء أوروبا، الصف للتعاون معا في مسعى للفوز بمزيد من المقاعد فى البرلمان الأوروبى. إلا أن خطاباتهم الانتخابية كلها تحث على الكراهية لملايين الأشخاص فى جميع أنحاء أوروبا.
البرلمان الأوروبى
فقد تلقى نحو نصف مليار مستخدم لموقع " فيسبوك " أخباراً كاذبة وخطابات تحض على الكراهية وتروج للفكر اليميني المتطرف ، وذلك قبيل بدء الانتخابات البرلمانية الأوروبية التي تنطلق اليون، وذلك وفق لما أكّدته منظمة "آفاز" التي تعمل ضمن إطار قضايا البيئة وحقوق الإنسان وحرية التعبير والفساد والفقر والأزمات والحروب.
وكشف تحقيق أجرته المنظمة، في ست دول أوروبية، أن الجماعات اليمينية المتطرفة تغمر وسائل التواصل الاجتماعي بمحتوى مضلل من الأخبار الزائفة والتقارير المفبركة والمقاطع المصوّرة المجيّرة وغيرها.
فيس بوك
وأبلغت المؤسسة عن أكثر من 500 جروب وصفحات "فيس بوك" مشتبه بها تعمل فى جميع أنحاء فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة وبولندا وإسبانيا. كان معظمهم إما ينشرون أخبارًا مزيفة أو يستخدمون صفحات وملفات تعريف زائفة لتعزيز محتوى الأحزاب أو المواقع التى يدعمونها بشكل مصطنع، لتنتهك بذلك قواعد الفيس بوك.
ومن المعروف أن أحد عوامل انتشار اليمين المتطرف فى أوروبا، مناهضة الهجرة لدول الاتحاد الأوروبى، لسبب أنهم ينظرون بعين الريبة إلى الأجانب الذين يرون فيهم مزاحمين على الوظائف باوروبا وخاصة المسلمين.
إدارة "فيس بوك" والتى تكافح من أجل تنظيف المنصة وإنقاذ سمعتها، أغلقت بالفعل حسابات لديها وصلت لـ 6 ملايين متابع قبل بدء التصويت فى الانتخابات الأوروبية اليوم الخميس.
فيس بوك
وقال متحدث باسم "فيسبوك" فى تصريحات لوسائل إعلام أوروبية: "إننا نركز جهودنا على حماية نزاهة الانتخابات في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي وفي جميع أنحاء العالم، لقد أزلنا عددًا من الحسابات المزيفة والمكررة التي تنتهك القواعد لدينا.. لقد اتخذنا إجراءات ضد بعض الصفحات الإضافية التي نشرت معلومات مضللة بشكل متكرر".
وأوضح أن "فيسبوك" يدير مركزاً تشغيليًا للانتخابات يضم 40 فريقًا مكلفًا بـ "حماية نزاهة" انتخابات الاتحاد الأوروبي، وإحدى مهامهم إزالة حسابات الأخبار المزيفة.
وكان موقع "فيسبوك"، تعرّض للنقد إبان الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، حين نشرت الحسابات الروسية أخبارًا وهمية للناخبين الأمريكيين، وتعمل الشركة منذ ذلك الحين لتغيير صورتها وتطهير منصة المحتوى البغيض، وبدأت مؤخراً بإجراء مراجعة لسياساتها بشأن البث المباشر والمحتوى العنيف.
وقال المتحدث باسم "فيسبوك" لـ"يورونيوز": "كل يوم نمنع ملايين الحسابات المزيفة، ونواصل نشر تكنولوجيات أكثر ذكاء ونسعى دائماً للحصول على دفاعات أكثر نجاعة، لكننا في سباق محموم مع خصوم متطورين ومثابرين ويسعون للتلاعب بالرأي العام".
فى المقابل، نشرت تقارير إعلامية استنتاجات بصعود مجموعة من الأحزاب الشعبوية فى انتخابات البرلمان الأوروبى والتى يمكن أن تفوز بأكثر من ثلث الأصوات، أكبرها التحالف اليمينى المتطرف بقيادة نائب رئيس الوزراء الإيطالى ماتيو سالفينيى ويضم حزب اليمين الفرنسى المتطرف الذى تقوده مارين لوبان وحزب البديل لألمانيا المعادى للهجرة فى ألمانيا.
من جهة أخرى، كان من المفترض أن تكون خرجت المملكة المتحدة (بريطانيا) الاتحاد الأوربى، لكن تأجيل (بريكست) أدى إلى ضرورة مشاركتها فى الانتخابات البرلمانية، والتى من المرجح أن يهيمن عليها حزب نايجل فراج المعادى للاتحاد الأوروبى "بريكست"