على الرغم من أن الرياح شكلت شكل المريخ لآلاف السنين، إلا أن دورها الدقيق فى حركة الكثبان الرملية وحفر الجروف الصخرية أو ملء الحفر لم يفسره العلماء إلى الآن، وفي أكثر التحليلات تفصيلاً حول كيفية تحرك الرمال على سطح المريخ، بدأ فريق من علماء الكواكب بقيادة ماثيو تشوجناكي من جامعة أريزونا للكشف عن الظروف التي تتحكم فى حركة الرمال على المريخ، وكيف تختلف عن تلك الموجودة على أرض.
وفقا لما ذكره موقع "phys"، فإن النتائج التي نشرت في العدد الحالي من مجلة الجيولوجيا، تكشف أن العمليات التي لا تشارك في التحكم في حركة الرمال على الأرض، تلعب أدوارًا رئيسية على سطح المريخ.
وقال شوجناكي، المؤلف الرئيسي للبحث: "توجد الكثير من الكثبان الرملية في مناطق مختلفة من المريخ، وهذه أماكن جيدة للبحث عن التغييرات".
رمل المريخ
وبالمقارنة مع الغلاف الجوي للأرض، فإن الغلاف الجوي للمريخ رقيق جدًا، حيث يبلغ متوسط ضغطه على سطح الأرض 0.6 % فقط من ضغط كوكبنا على مستوى سطح البحر، وبالتالي، فإن الرواسب على سطح المريخ تتحرك ببطء أكثر من نظيراتها الأرضية.
وتراوحت الكثبان المريخية التي لوحظت في هذه الدراسة من 6 إلى 400 قدم، وتبين أنها تزحف بسرعة متوسطة موحدة إلى حد ما تبلغ قدمين لكل سنة أرضية، وبالطبع فإن الكثبان الرملية الأرضية أسرع على الأرض، مثل تلك الموجودة في شمال إفريقيا، التى تتحرك بسرعة 100 قدم في السنة.
وقال تشوجناكي "على كوكب المريخ، ببساطة لا توجد طاقة رياح كافية لنقل كمية كبيرة من المواد الموجودة على السطح، وقد يستغرق الأمر عامين على المريخ لرؤية نفس الحركة التي تراها عادةً في موسم على الأرض."
وكان الجيولوجيون الكوكبيون يناقشون ما إذا كانت الكثبان الرملية على الكوكب الأحمر هي آثار من الماضي البعيد، عندما كان الغلاف الجوي أكثر ثقلا، أو ما إذا كانت الرمال المنجرفة ما زالت تعيد تشكيل وجه الكوكب اليوم، وإذا كان الأمر كذلك فما درجة التأثير؟
قال تشوجناكي. "قمنا بقياس معدل وحجم الكثبان الرملية التي تتحرك على سطح المريخ، واستخدم الفريق الصور التي التقطتها كاميرا HiRISE التابعة لناسا، حيث قام الباحثون بتخطيط أحجام الرمال ومعدلات هجرة الكثبان الرملية".
وأضاف تشوجناكي: "لم تأتي البيانات من الصور فقط، ولكن تم الحصول عليها من خلال مختبر القياس التصويري عبر المريخ، ووجد المسح أسطحًا نشطة من والغبار في الحفر والأودية والصدوع والشقوق وكذلك بقايا البراكين والأحواض القطبية والسهول المحيطة بالحفر.
واكتشف الباحثون أن أكبر حركات الرمال من حيث الحجم والسرعة تقتصر على ثلاث مناطق متميزة تعود فيها أسباب هذا النشاط لأمور لا تؤثر على الرمال على كوكب الأرض مثل درجات حرارة السطح.
وأكد الباحثون أن هذه ليست عوامل يمكن أن تجدها في الجيولوجيا الأرضية، فقد وجد أن الأحواض المملوءة بالغبار تتمتع بمعدلات أعلى من حركة الرمال، حيث يعكس الحوض المشرق أشعة الشمس ويسخن الهواء أعلى بسرعة أكبر بكثير من المناطق المحيطة، وبالتالي فإن الهواء سوف يتحرك لأعلى الحوض باتجاه حافته ويقود الرياح وحركة الرمال".
وقد يساعد فهم كيفية تحرك الرمال والرواسب على سطح المريخ العلماء في التخطيط لبعثات مستقبلية إلى مناطق لا يمكن مراقبتها بسهولة.