تمر، اليوم، ذكرى ميلاد الموسيقى الشهير بوب ديلان، الذى أثار حصوله على جائزة نوبل للآداب عام 2016 ضجة كبرى واندهاشا عظيما، وكان هو أول المندهشين.
ولد بوب ديلان فى 24 مايو 1941، وصدرت له مؤخرا ترجمة عربية لكتابه (أخبار الأيام) قام بها عبد الوهاب بو زيد وصدرت عن "كلمات"، وهو الكتاب الوحيد الذى كتبه بوب ديلان، المعروف بكتابة أغانيه بنفسه طوال خمسين عامًا، فكان سبب منحه نوبل هو أنّه فيما كتبه من أشعار غنائيّة "ابتكر تعابير شعريّة جديدة داخل التقاليد الغنائيّة الأمريكيّة العظيمة".
أطلق على بوب ديلان فى الستينيات صوت الجيل الجديد، فكان المتظاهرون الأمريكيون للمطالبة بحقوق الناس والكفّ عن الحرب، يرفعون كلماته عاليًا فى وجه الأنظمة، لقد كتب أغانى تحمل فى عمقها إشارات فلسفيّة وشعريّة، وهمومًا ثقيلة اجتماعيّة وسياسيّة، وروحًا قطّرها من أرواح سابقيه من مغنّي البلوز والروك-آند-رول والكنتري والجاز والفولك، والشّعراء الكبار أمثال تي إس إليوت، وإدغار آلان بو، وبودلير، والقاصّين مثل هوغو، وبلزاك، وغوغول. لقد أصدر أسطوانة كاملة مستوحاة من قصص تشيخوف.
تبدأ مذكرات ديلان فى مدينة نيويورك عام 1961، ويمكن التوقف عند مرحلة من حياة بوب ديلان كان فيها مطربا شعبيا يقول: أحد المغنين الذين تقاطعت سبلنا معا كثيرا "ريتشى هيفنز"، كان يصحب معه دائما فتاة جميلة تمرر القبعة. وقد لاحظن أنه كان يجمع كثيرا من المال دائما، أحيانا كانت الفتاة تمرر قبعتين. إذا لم تكن لديك حيلة ما فلن يلحظ أحد وجودك، وذلك أمر ليس بالجيد.
يقول بوب ديلان فى كتابه "صحبت فتاة مرات عديدة، تعرفت عليها فى "ما؟" وكانت نادلة حسنة المظهر، كنا ننتقل من مكان إلى آخر، أنا أعزف وهي تجمع المال، مرتدية قلنسوة مضحكة، وتضع ماسكارا سوداء ثقيلة، وبلوزة قصيرة جدا، كانت تبدو عارية تماما من الخصر تخت معطف أشبه بعباءة دون أكمام، كنت أقتسم معها المال لاحقا، لكن أتعبنا فعل ذلك طوال الوقت، ومع ذلك فقد كنت أكسب مالا أكثر حين كانت تعمل معى.
يقول بوب ديلان "ما كان يميزنى حقا فى تلك الأيام هو ذخيرتي من الأغنيات، كانت أكثر ثراء من بقية عازفى المقاهي، وكان القالب الذي أقدمه هو الأغنيات الشعبية الجامحة hard – core المدعومة دون توقف بالعزف على الأوتار بصوت عال، كنت إما أن انفر الناس منى أو يقتربوا أكثر ليتبينوا حقيقة ما أفعله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة