كانت أبهى المساكن فى واحات الوادى الجديد وشهدت قصصًا وحكايات وأحداثًا عاشتها الواحات القديمة منذ عدة قرون، حتى أصبحت تلك المساكن مجرد أطلال وبقايا حياة ما زالت شاهد عيان على تاريخ واحات الداخلة القديمة؛ حيث البيوت المتشابكة فوق التباب الصخرية والأسقف المنخفضة والممرات الضيقة والتى خلت من سكانها تهدمت أركانها لتصبح مأوى للخفافيش والحيوانات الضالة والزواحف، وتنتشر حولها الشائعات أنها أصبحت مساكن للجن والعفاريت.
ومن تلك القرى القديمة موط القديمة وأسمنت والهنداو وغيرها من القرى القديمة التى أصبحت مهجورة، حيث رصدت عدسة "اليوم السابع" جانبًا من تلك المساكن الآيلة للسقوط فى مدينة موط القديمة والتى تمتد جنوب مدينة موط على مساحة شاسعة وما زالت غير مأهولة بالكامل باستثناء أطرافها، حيث تم اعتماد مخصصات مالية للبدء فى مشروع تطويرها وصرف تعويضات لمالكى تلك المنازل القديمة، وهى منازل ليست بها سوى الخفافيش والحيوانات الضالة، والتى أصبحت مصدر ذعر وخوف لسكان مدينة موط فلا يستطيع أحد الاقتراب منها ليلاً.
كما رصدت كاميرا اليوم السابع جانبًا من العشوائيات فى قرية أسمنت، والتى ما زالت قائمة رغم مرور مئات السنين عليها والتى كانت محاطة بسور شاهق ما زالت بقاياه تشهد على عظمة تلك القرية الحصينة، كما تظل المناطق العشوائية فى قرية الهنداو قائمة حتى الآن دون تدخل من الجهات المختصة لإزالتها، حيث إن عشوائيات القرى القديمة وأطلالها ما زالت قائمة بجوار القرى التى تم إنشاؤها وتمثل خطرًا داهمًا على حياة المواطنين بسبب هجوم الزواحف والثعابين والكلاب الضالة عليهم.
وتبقى أغلب تلك المنازل مهجورة وملجأ لتلك الحيوانات والزواحف، وتهاجم الأسر التى تقيم على أطراف تلك القرى المهجورة، وكان آخر تلك الحوادث منذ يومين عندما تعرضت ربة منزل لهجوم أفعى سامة قامت بنفث سمها فى وجه السيدة وأحد أحفادها، وعلى الفور تم نقلهما إلى مستشفى الداخلة العام وتم إنقاذهما من العمى، وهى حوادث متكررة فى تلك المناطق بسبب عدم الاهتمام بتلك المناطق العشوائية.
وقال محمد حسين من أهالى مدينة موط، أن منطقة موط القديمة كانت من أروع المناطق السكنية والتى كانت مساكنها منظمة ولها عدة مداخل وبوابات رئيسية للدخول منها، كما تم بناء جزء من المدينة فوق التباب الصخرية المعروفة باسم القارة وهى تباب صخرية منتشرة فى القرى حيث أصبحت منطقة موط القديمة خالية من السكان منذ سنوات طوال، وسكنتها الخفافيش والقطط والكلاب والزواحف فلا يستطيع أحد الاقتراب منها فى الليل، كما يتخوف المواطنون من خرافات وجود الجن والعفاريت فى تلك المنازل المهجورة.
وتقول أم أحمد، من أهالى قرية الهنداو، أن المناطق العشوائية والبيوت القديمة فى القرية تمثل مصدر خطر سديد على المكان بسبب تزايد وجود الزواحف التى تخرج من جحورها بسبب الحر الشديد والبحث عن الغذاء وتدخل المنازل الأخرى المسكونة وتهدد المقيمين فيها، حيث تعرضت هى لهجوم أفعى عليها ولكنها نجحت فى التخلص منها وقتلها رغم تضررها من نفث الأفعى للسم فى عينيها هى وحفيدها وتم نقلهما للمستشفى وتم علاجها رغم تأخر الخدمة الطبية إلا أنه تم بالفعل إنقاذها.
ومن جانبه أعلن اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادى الجديد، عن بدء أعمال إزالة منطقة "موط" القديمة بمركز الداخلة، والتى تبلغ مساحتها 5 أفدنة والتى سيجرى تطويرها من خلال صندوق تطوير العشوائيات بوزارة الإسكان، وذلك بإنشاء وحدات سكنية ومناطق ترفيهية وتجارية وصناعية بتكلفه 24 مليون جنيه.
وأكد الزملوط، فى تصريحات له، أنه سيتم تعويض أهالى المنطقة بأراضٍ مناسبة بسعر التثمين نفسه، وذلك يأتى فى إطار تنفيذ خطة الدولة لتطوير العشوائيات وإزالة المناطق التى تمثل خطرًا داهمًا على المواطنين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة