تواجه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى موجة جديدة من الضغوط المطالبة باستقالتها فى ظل احتجاج على خطتها لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، أدت إلى استقالة زعيمة الأغلبية بمجلس العموم أندريا ليدسوم من منصبها الوزارى.
وقالت ليدسوم إنها تستقيل لأنها لا تعتقد أن خطة ماى للبريكست ستحقق قرار الناخبين بمغادرة الاتحاد الأوروبى. وإلى جانب ليدسوم، أعرب عدد من الوزراء عن رفضهم لمشروع قانون الخروج من الاتحاد الأوروبى الذى تقترحه ماى، وبينهم وزير الداخلية ساجد جاويد، الذى يعد من الأسماء المرشحة لخلافتها فى رئاسة الحكومة.
ومن جانبها، قالت صحيفة "التايمز" البريطانية، أنه من المتوقع أن تعلن ماى استقالتها يوم غد الجمعة، بعد تمرد حكومى على خطة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى "بريكست".
وتحدت محاولة لإجبارها على ترك منصبها الليلة الماضية وأصرت على أنها ستقضى اليوم فى حملتها الانتخابية فى الانتخابات الأوروبية، ومع ذلك يعتقد حلفاؤها، حسب الصحيفة، أنها ستعلن أنها ستغادر داونينج ستريت مقر الحكومة البريطانية بعد اجتماعها مع جراهام برادى رئيس لجنة 1922 صاحبة النفوذ القوى داخل حزب ماى (المحافظين) الحاكم.
وكان حزب المحافظين قد أجرى مساء أمس الأربعاء محاولة لتغيير قواعد الحزب للسماح بإجراء تصويت فورى بحجب الثقة عن رئيسة الوزراء. فبموجب القواعد الحالية، لا يجوز إجراء مثل هذا التصويت إلا بعد مرور 12 شهرا على تصويت مماثل فى ديسمبر الماضى. ونجحت ماى حتى الآن فى كسب 36 ساعة إضافية.
كما قالت صحيفة إندبندنت إن ماى على وشك تقديم استقالتها مع مواجهتها ثورة متزايدة من داخل حكومتها بسبب بريسكت ولإذلال المتوقع لحزب المحافظين فى الانتخابات الأوروبية.
وكشف استطلاع للرأى أجرى لصالح صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن حزب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى، على وشك أن يتعرض لأسوأ هزيمة انتحابية فى انتخابات البرلمان الأوروبى.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاستطلاع الذى عزز مكانة حزب بريسكت بزعامة نايجل فراج فى المركز الأزول، أظهر أيضا أن حزبى العمال والديمقراطيين الأحرار يتنافسان على المركز الثانى مع تفوق بسيط لحزب العمال بقيادة جيريمى كوربين.
ووجد الاستطلاع الذى أجراه باحثون بمركز BMG لصالح "إندبندنت" أن حزب بريكست الذى تم تأسيسه مؤخرا يتفوق على الأحزاب السياسية الراسخة فى ويسمنيستر، حيث اختار 35% من المشاركين فى الاستطلاع الحزب الرافض للبقاء فى الاتحاد الأوروبى. وهو ما يشير، بحسب ما تقول الصحيفة، إلى أن 9% فقط من هؤلاء الذين صوتوا لمغادرة الاتحاد الأوروبى فى استفتاء عام 2016 سيصوتون لحزب المحافظين، فى الوقت الذى بدا فيه أن المصير المحتوم لأخر محاولة لتريزا ماى لتمرير خطة بريكست فى البرلمان سيكون الرفض.
وفى صحيفة "فاينانشيال تايمز"، قال النائب المحافظ بمجلس العموم توم توينهات إن هناك فرصة أخيرة وحيدة لتنفيذ بريكست بشكل صحيح ومغادرة الاتحاد الأوروبى بطريقة منظمة، لكن حان الوقت الآن لكى ترحل تيريزا ماى، وبدون تأجيل.
وطالب توينهات ماى بضرورة إعلان استقالتها بعد انتخابات البرلمان الأوروبى، داعيا حزب المحافظين إلى ضرورة البدء سريعا فى عملية اختيار زعيم جديد ليحل محلها.
وعكست عناوين الصحف البريطانية الصادرة اليوم الخميس، حجم المأزق الذى تواجهه ماى، ونشرت معظم الصحف صورة ماى وعيناها تملأها الدموع وهى جالسة فى سيارتها. وقالت صحيفة دايلى ميرور إن عودة ماى إلى مقر الحكومة ذكر بمشهد مماثل لرئيسة الوزراء السابقة مارجريت ثاتشر عندما ظهرت باكية فى مقعد سيارتها الخلفى، وحينها اختارت الصحيفة عنوان "دموع فى المقعد الخلفى" فى الحدثين مع مارجريت ثاتشر ومع ماى.
بينما تحدثت صحيفة "ذا صن" عن أن ماى أصبحت معزولة واستخدمت نفس الصورة، فى حين استخدمت صحيفة الجارديان صورة أكثر سعادة لماى، وقالت إنها لا تزال تتشبث بالسلطة مع مواجهتها خيارا صعبا بين الاستقالة أو إجبارها على ترك الحكومة من قبل حزبها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة