فى الوقت الذي كان يقف فيه الطفل يوسف العربي بصحبة أصدقائه بميدان الحصرى بمدينة 6 أكتوبر، فوجئ بطلقة نارية جاءت إليه من حيث لا يدرى، واستقرت فى رأسه، وبعد محاولات لعدة أيام من أجل إسعافه، فارق الحياة، لتبدأ رحلة البحث عن مصدر تلك الرصاصة، التى شكلت لغزًا حير الأجهزة الأمنية حتى تم حله.
بدأت أجهزة الأمن رحلة البحث عن مصدر الرصاصة التى اخترقت رأس الطفل الصغير، وبعد تحديد المدى المتوقع لسقوط الرصاصة، بدأت التحرى وسماع أقوال شهود العيان فى الاتجاهات الأربعة لموقع سقوط الطفل، وخلال رحلة البحث أثار ما قاله أحد حراس العقارات عن احتفال أحد الأشخاص بحفل "خطوبته" فى يوم الواقعة، وإطلاقه النيران بشكل كثيف ذهن رجال الأمن، وكان ذلك خيطًا كفيلًا بكشف مصدر الرصاصة.
توجهت أجهزة الأمن إلى الفيلا التى شهدت إطلاق النيران، وتمكنت من الحصول على مقاطع فيديو لحفل الخطوبة، والتى ظهر فيها عدد من الأشخاص يطلقون النيران بشكل كثيف من بنادق آلية فى الهواء، احتفالاً وكان ذلك دليل إدانة كافي لأن يشير بأصابع الاتهام لـ4 متهمين من بينهم "العريس"، الذي شارك فى إطلاق النيران.
أجهزة الأمن جمعت من موقع إطلاق النيران فوارغ طلقات نارية، وتم إرسالها برفقة الطلقة النارية المستخرجة من رأس الطفل الضحية، إلى المعمل الجنائى، الذى فحصها وأكد أن المقذوف الذى استقر من جسد الطفل هو من ذات النوع المستخدم فى الأسلحة النارية التى أطلقت النيران، وأن المدى الذى أطلق منه النيران كافي لإصابة الطفل والتسبب فى مقتله.
اكتملت أدلة الثبوت والتى شملت أقوال 11 شاهداً فضلاً عن تحريات رجال المباحث حول الواقعة، وتقرير الطب الشرعى الخاص بالطفل يوسف العربى المجنى عليه فى الواقعة، والطالبة دعاء قاعود، والتى أصيبت فى ذات الوقت الذي أصيب فيه "يوسف" بميدان الحصرى بمدينة 6 أكتوبر، وقررت النيابة إحالة القضية إلى محكمة الجنايات.
قضت محكمة جنايات الجيزة فى مايو 2018 بمعاقبة 3 متهمين - بينهم اثنين هاربين - بالسجن 7 سنوات لاتهامهم بقتل الطفل يوسف سامح العربي في ميدان الحصري بمدينة 6 أكتوبر، وبرأت المتهم الرابع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة