فى الوقت الذى تتخذه فيه التصعيدات الكلامية بين الولايات المتحدة وإيران منحنى متذبذبا من الحرب، يبدو أن الدوائر العسكرية والسياسية فى واشنطن لا ترغب فى خوض صراع غير محسوب العواقب لاسميا فى تلك المنطقة التى تعج بالإضطرابات والتهديدات من الجماعات الإرهابية.
وفى سعى أمريكى داخلى نحو الضغط على الرئيس دونالد ترامب للتراجع عن مزيد من التصعيد، وقع أكثر من 70 قائد عسكرى أمريكى متقاعد، خطاب مفتوح يحث الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، تجنب الحرب مع إيران.
نصح زعماء القوات المسلحة السابقين، ترامب بالتهدئة. وكتبوا يقولون "بصفتك رئيسًا والقائد الأعلى للقوات المسلحة، لديك قوة كبيرة تحت تصرفكم لتقليص المستويات الخطيرة من التوتر الإقليمى على الفور". واضافوا "يجب وضع تدابير لوقف تصعيد الأزمة، بالتعاون مع القيادة الإيرانية على المستويات العليا للحكومة كمقدمة للدبلوماسية الاستطلاعية في المسائل ذات الاهتمام المشترك". مؤكدين "الدبلوماسية وليس النزاع المسلح ستكون أفضل لمصالح الولايات المتحدة".
وكتبوا "حماية المصالح الوطنية للولايات المتحدة فى الشرق الأوسط وسلامة أصدقائنا وحلفائنا تتطلب حنكة سياسية مدروسة ودبلوماسية بدلاً من نزاع مسلح غير ضرورى". وأضافوا أن إجراءات التصعيد التى اتخذها الجانبان "تثير قلقًا كبيرًا وتؤدى إلى مواجهة فتاكة محتملة".
وفقًا لـدورية War on the Rocks، التى تهتم بالسياسة الخارجية وقضايا الأمن القومى، فإنه تم تنسيق الرسالة من قبل الكلية الأمريكية لقادة الأمن القومى، وهي مجموعة من الأمريكيين المتقاعدين والجنرالات والسفراء وكبار المسؤولين التنفيذيين الحكوميين.
وتصاعدت التوترات مع إيران فى الأسابيع الأخيرة، خاصة بعد أن أرسلت الإدارة الأمريكية حاملة الطائرات يو إس إس ابراهام لينكولن وقاذفة إلى الشرق الأوسط وسط ما وصفه المسؤولون بـ "مؤشرات وتحذيرات مقلقة وتصاعدية" من إيران لم يتم تحديدها علنًا. وقال ترامب، أمس الجمعة، إنه سيرسل حوالى 1500 جندى إضافى إلى الشرق الأوسط لمواجهة التحركات الإيرانية.
ومن جانب آخر، تسعى دول غربية وعربية للتوسط من أجل كبح أى احتمالات للصراع العسكرى بين البلدين، حيث كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن دبلوماسيون غربيون وعرب يتبادلون رسائل للمساعدة فى نزع فتيل التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.
وأوضحت أن دول أوروبية بالإضافة إلى العراق وعمان برزوا كمحاورين محتملين لواشنطن وطهران والتوسط فى محاولة لتفادى الصراع المباشر فى الخليج، بحسب دبلوماسيون. وتمثل الجهود غير المباشرة المبكرة التى بذلتها الولايات المتحدة وإيران، خطوة نحو القنوات الدبلوماسية التقليدية.
وتصاعد التوتر بين البلدين منذ مطلع مايو الجارى مع دخول العقوبات الأمريكية على النفط الإيرانى حيز التنفيذ حيث وصلت صادرات طهران من النفط إلى صفر يوميا، بعد أن انتهت المهلة الأمريكية التى كانت تثتسنى ثمان دول من العقوبات حال شراء النفط من إيران، مما دفع القادة الإيرانيين بالتهديد بغلق مضيق هرمز وعرقلة حركة ناقلات النفط عالميا، كما أعلنت انسحابها جزئيا من الاتفاق النووى.