فى أولى أيام عيد الأضحى، حمل الشاب "محمود نظمى" الذى لم يتجاوز الثلاثينات من عمره "محمود نظمى"، طفليه "ريان ومحمد" وبعد تأديتهم الصلاة، توجه بهما إلى منطقة "الملاهى" ليلعبوا ويمرحوا رفقة أصدقائهم، بعدها بساعات أجرى اتصالًا هاتفيًا بزوجته أخبرها فيه بأن الطفلين اختُطفا أثناء لهوهما ولا يعرف مكانهما، وكان ذلك إعلانًا بانقلاب مدينة "ميت سلسيل" راسًا على عقب.
بدأ الأهالى يجوبون الشوارع والطرقات بحثًا عن الأطفال الذين اختفوا فجاءة ولم يعلم أحد عن مكانهما شيئًا، على أمل العثور عليهما، ولكن دون جدوى، وبعد ساعات طويلة من البحث والانتظار، وفى مساء اليوم التالى لاختفاء الطفلين أصحاب العامين والـ5 أعوام، عثر عدد من أهالى قرية "فارسكور" على جثث الطفلين الضحايا، وتم انتشالهما من مياه "نهر النيل".
المتهم والضحايا
لم يكن العثور على جثة الطفلين سوى فصل من فصول القضية، التى اثارت الجدل فى ذلك الوقت، وبدأ الفصل الثانى بالبحث عن القاتل المجهول، ولكن من ذا الذى يدفعه عقله للتخلص من طفلين فى عمر الزهور، ما هو الدافع وراء قتلهما بتلك الطريقة البشعة، وما وجه الاستفادة، أسئلة كثيرةً طرحت نفسها أمام أجهزة الأمن وجهات التحقيق وكان لابد لها من إجابة.
بعد التحريات والبحث بدأت أجابات الأسئلة تتضح شيئًا فشيئًا، وبدأت أصابع الاتهام تتجه نحو والد الطفلين، خاصة بعدما أكد مقربين منه أنه تحدث معهم عن رغبته فى التحرر من مسئولية الطفلين، فضلًا عن تعاطيه المواد المخدرة بشراهة والتى تجعله يغيب عن الوعى، ولكنها لم تكن سوى دلائل تشير بأصابع الاتهام إليه فقط، وكانت بحاجة إلى دليل أكثر قوة ليؤكد تلك الشكوك.
المتهم أثناء جلسات محاكمته
رغم إنكار الأب فى بداية الأمر؛ إلا أن شواهد أخرى أكدت تورطه فى قتل الطفلين، من بينها شهادة أحد معارفه بمشاهدته بصحبة الطفل بمنطقة العثور عليهم بـ"فارسكور"، والتقاط كاميرات المراقبة له بصحبة الطفلين بموقع الحادث، إلا أن دليل أخر كان أكثر إدانة وكان بمثابة القشة التى قسمت ظهر "نظمى" وفضحت كذبته، حينما التقطت رصدت شبكة المحمول موقع المكالمة الهاتفية التى أجراها بزوجته واخبرها فيها باختفاء الطفلين، وتبين أنها لم تم تجرى من "ميت سلسيل" ولكنها أجريت من موقع التخلص من الطفلين بـ"فارسكور".
وبعد أقل من عام على قضيته التى أثارت الجدل كثيرًا فى حينها، أٌسدل الستار على الفصل الأول من فصول قضية "ميت سلسيل"، بعدما أدانت المحكمة "محمود نظمى" والد الطفلين الضحايا واتهمته بقتلهما، وأصدرت حكمًا بإعدامه، دلائل إدانة "نظمى" كانت كفيلة بأن توجه إليه أصابع الاتهام، والتى كان من أبرزها "المكاملة الهاتفية" التى تم رصدها للمتهم بموقع الحادث.
طفلى ميت سلسيل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة