الانتخابات الأوروبية تعيد توزيع خريطة اليمين المتطرف.. "التجمع الوطنى" يستعيد الصدارة من حزب ماكرون الوسطى.. "بريكست" حديث الولادة ينتزع المقدمة من المحافظين ببريطانيا.. و"فيدس" المجرى يهيمن على النتائج بـ52.3%

الإثنين، 27 مايو 2019 12:15 م
الانتخابات الأوروبية تعيد توزيع خريطة اليمين المتطرف.. "التجمع الوطنى" يستعيد الصدارة من حزب ماكرون الوسطى.. "بريكست" حديث الولادة ينتزع المقدمة من المحافظين ببريطانيا.. و"فيدس" المجرى يهيمن على النتائج بـ52.3% الانتخابات الاوروبية
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعيش قادة الاتحاد الأوروبى حاليًا أجواء مليئة بالتوتر والقلق فى ظل تصاعد نبرة الأصوات المؤيدة لتفكك التكتل بداية من مشروع القانون البريطانى "بريكست"، وصولًا إلى قادة تيار اليمين المتطرف فى الدول الأوروبية الأعضاء الذين ينادون أيضًا بخروج بلادهم من هذا الاتحاد لرؤيتهم ضرورة توجيه الاهتمام والأموال إلى أوطانهم وليس للاتحاد.

وعلى الرغم من انحسار قوة اليمين الشعبوى فى الدول الأوروبية على مدار السنوات الماضية، خاصة ما ظهر فى الانتخابات الرئاسية والتشريعية لعدة دول مثل فرنسا وصعود إيمانويل ماكرون وحزبه الجمهورية إلى الأمام على حساب حزب الجبهة الوطنية اليمينى المتطرف برئاسة مارين لوبان، وكذا تفوق حزب يمين الوسط فى النمسا "حزب الشعب النمساوى" برئاسة مستشار النمسا سيباستيان كورتس، ولكن يبدو أن خريطة الاستحواذ بدأت فى التغير، وهو ما اتضح مع النتائج والمؤشرات الأولية لانتخابات البرلمان الأوروبى فى عدة دول.

صعود الشعبويين واليمينيين المتطرفين فى أوروبا

نتائج الانتخابات الأوروبية أكدت أن صناديق الانتخابات دائمًا ما تأتى بالمفاجآت، بل وبالمتناقضات بين الحين والآخر، فهذه الانتخابات أوضحت وبشكل واضح بما لا يدع مجالًا للشك صعود تيار اليمين الشعبوى فى العديد من دول القارة العجوز، وهو التيار الذى يهدد استمرار الاتحاد الأوروبى، كما أن صعود هذا التيار للسلطة يعرض مستقبل المهاجرين على أراضيهم والذين هربوا من الحرب فى أوطانهم، حيث أن الشعبويين معادين للهجرة.

ولكن بعيدًا عن كل هذا، فإن نتائج الانتخابات الأوروبية الجارية، تفرض علينا ضرورة التعرف على خريطة توزيع اليمين المتطرف فى أوروبا، والأحزاب المسيطرة على السلطة فى دول القارة أو المشاركة فى السلطة سواء مع أحزاب اليسار أو يمين الوسط، إضافة إلى التعرف على شكل التطور الذى حققته الأحزاب اليمنية على مدار السنوات الأخيرة، فرغم عدم حصول بعض أحزاب اليمين المتطرف على الصدارة فى كثير من الدول مثل ألمانيا وهولندا وغيرهم، ولكن تلك الأحزاب حققت انتصارات ومكاسب كبيرة بتقدم نتائجها، مقابل خسارة الأحزاب الكبرى كثير من نقاطها فى التصويت لصالح التيار المتشدد الصاعد، وذلك مقارنة بالسنوات الماضية.

اليمين المتطرف بقيادة مارين لوبان يتقدم على تيار الوسط فى فرنسا

واللافت للنظر أن نسب التصويت خلال انتخابات البرلمان الأوروبى لعام 2019، هى الأعلى على مدار 20 عامًا، حيث تقدر المشاركة بنسبة 51% بالنسبة إلى الدول الـ27 الأعضاء فى الاتحاد من دون المملكة المتحدة، ولكن مع احتساب المملكة المتحدة، فإن هذه النسبة يمكن أن تراوح بين 49 و52%، وذلك بحسب ما نشره موقع "فرانس 24"، الأحد، نقلًا عن المتحدث باسم البرلمان الأوروبى جوم داش.

وبتسليط الضوء على خريطة توزيع وتقدم اليمين المتطرف فى تلك الانتخابات، سنجد أن حزب التجمع الوطنى الفرنسى بزعامة مارين لوبان المرشحة السابقة لرئاسة فرنسا، قد حقق تفوقًا واضحًا فى انتخابات البرلمان الأوروبى بحصوله على نسبة 23.2%، وذلك فى مواجهة "الجمهورية إلى الأمام" بزعامة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، الذى حصل حزبه على 21.9%، كما أن نسبة المشاركة فى الانتخابات الأوروبية بفرنسا بلغت 43,29% أى بزيادة 8 نقاط مقارنة بانتخابات 2014، وذلك حسب ما نقله "فرانس 24" عن إذاعة مونت كارلو الدولية.

وبتلك النتيجة يتضح لنا  أن شعبية الرئيس ماكرون وحزبه الوسطى "الجمهورية إلى الأمام"، قد انخفضت لصالح اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان، ففى انتخابات الرئاسة عام أبريل 2017، حصل ماكرون على 24.01% من الأصوات فى الاقتراع الأول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وحلت مارين لوبن ثانياً بنسبة 21,30%، وفى الاقتراع الثانى والنتيجة النهائية فى مايو 2017، خسرت ماريان لوبن بنتيجة 34.9%، فى مقابل نسبة 65.1% لصالح إيمانويل ماكرون الذى فاز بالانتخابات الرئاسية على حساب مرشحة حزب اليمين المتطرف.

مارين لوبان وماكرون 

 

حزب فيدس اليمينى الشعبوى يسيطر على الصدارة فى المجر

وبالتوسع أكثر فى رصد خريطة انتشار وتقدم اليمين الشعبوى فى أوروبا، نرى فى المجر، حزب فيدس اليمينى الشعبوى، الذى جاء فى صدارة انتخابات البرلمان الأوروبى بنسبة 52.3%، بقيادة رئيس الوزراء فيكتور أوربان، الذى يسيطر على مقاليد الحكم فى البلاد على مدار السنوات العشر الأخيرة، بعد توليه السلطة فى العام 2010، والذى أعيد انتخابه لولايتين متتاليتين أخرتين منذ ذلك الحين فى العام 2014 و2018، كما سبق تلك المدد بتوليه رئاسة وزراء البلاد لأول مرة خلال الفترة ما بين عامى 1998 و2002.

ويتبنى أوربان مثل جميع اليمنيين سياسات معادية للهجرة، الأمر الذى اتضح فى تصريحاته الأخيرة، الأحد، بعد الإدلاء بصوته فى انتخابات البرلمان الأوروبى، حيث قال للصحفيين أنه "يأمل فى أن تعزز الانتخابات القوى السياسية المناوئة للهجرة فى أنحاء أوروبا"، مضيفًا "آمل أن يحدث تحول فى المجال العام الأوروبى لصالح الأحزاب السياسية التى ترغب فى وقف الهجرة".

سالفينى يحتفظ بالصدارة لليمين المتشدد فى إيطاليا

وتنضم للقائمة، أيضًا، إيطاليا، التى خضعت لحكم حركة النجوم الخمسة التى يتزعمها لويجى دى مايو، وشريكها فى الحكم حزب رابطة الشمال اليمينى المتشدد بزعامة ماتيو سالفينى، الذى يتولى منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية فى البلاد، وهو أحد المعادين البارزين للهجرة.

وفى إطار الانتخابات الأوروبية الجارية، حصد اليمين المتطرف مراكز متقدمة مرة أخرى ليثبت أقدامه فى الصدارة، وذلك بعدما حقق حزب الرابطة بزعامة ماتيو سالفينى فوزًا تاريخيًا فى الانتخابات الأوروبية بنسبة تتراوح ما بين 27 و32% من الأصوات – حسب الاستطلاعات الأولية لنتائج التصويت – فيما حل الحزب الديمقراطى "يسار وسط" فى المركز الثانى بنسبة تتراوح بين 21 و 25%، يليه حركة خمس نجوم الشعبوية الشريك فى السلطة بإيطاليا بنسبة 18.5 و22.5%، وذلك وفقًا لما نشرته وكالات الأنباء العالمية، الاثنين.

 

رئيس الوزراء المجرى 

 

حزب "بريكست" يطيح بالمحافظين من الصدارة فى بريطانيا

كما أظهرت نتائج أولية، الأحد، أن حزب "بريكست" البريطانى بزعامة اليمينى نايجل فاراج، يتقدم بنسبة 31,5% من الأصوات فى انتخابات البرلمان الأوروبى، مع تراجع حزب المحافظين الحاكم إلى المركز الخامس بعد فشله فى إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.

ومع فرز أكثر من 10% من الأصوات، حل حزب الديمقراطيين الليبراليين المؤيد لأوروبا فى المرتبة الثانية، يليه حزب العمل المعارض والخضر والمحافظون بنسبة 7.5% من الأصوات، وهذه النسب تعكس التطور الخطير لصعود اليمين المتطرف فى دول كبرى داخل الاتحاد الأوروبى، بما يزيد من خطر بقاء التكتل.

نايجل فاراج 

 

قادة اليمين يطمحون لرئاسة المفوضية الأوروبية

ليس هذا فقط، بل يتمادى الأمر إلى سعى قادة اليمين لقيادة الاتحاد الأوروبى، وهو ما يتضح فى إعلان زعيم حزب "الشعب الأوروبى" جوزيف دول، الأحد، أن مجموعة اليمين فى البرلمان الأوروبى ستصر على تولى مرشحها الأساسى لرئاسة المفوضية الأوروبية، وبعد أن منحت التقديرات مجموعة اليمين حصة الأسد فى البرلمان، قال جوزيف دول، "فزنا بالانتخابات، و"سبيتزنكانديدات" حزب الشعب الأوروبى مانفريد فيبر، سيكون رئيس المفوضية الأوروبية"، وذلك وفقًا لما نشره موقع "فرانس 24".

فضيحة نائب مستشار النمسا تؤخر ترتيب اليمين المتشدد للمركز الثالث

وفى النمسا، التى تخضع لحكم يمينى يترأسه المستشار سباستيان كورتس زعيم حزب الشعب النمساوى "يمين وسط، وشريكه حزب الحرية اليمينى المتطرف بزعامة هاينز كريستيان شتراخه، نائب مستشار النمسا المستقيل، جاءت الصدارة فى الانتخابات الأوروبية لتيار اليمين الشعبوى، حيث حل حزب الشعب فى المرتبة الأولى بنسبة 34.9%، يليه الحزب الاشتراكى الديمقراطى "يسار وسط" بنسبة 23.4%، ثم حزب الحرية الشعبوى بنسبة 17.2%، وذلك وفقًا للاستطلاعات الأولية لنتائج التصويت.

وفيما يبدو أن الترتيب المتأخر لحزب الحرية اليمينى فى النمسا، بالانتخابات الأوروبية، جاء نتيجة لتأثير فضيحة زعيمه شتراخه، وذلك بعد نشر وسائل إعلام ألمانية لفيديو يظهر فيه نائب مستشار النمسا فى فيلا فى جزيرة إيبيزا - قبل أشهر من انتخابات 2017 التشريعية – وهو يناقش مع امرأة - يبدو أنها مرتبطة بشخصية روسية - احتمال تقديم مساعدات مالية له مقابل منحها مدخلاً لعقود حكومية مع النمسا، وعلى إثر هذه الفضيحة استقال شتراخه، وجاءت النتيجة الحالية بعدما أشارت استطلاعات الرأى قبل تفجير الأزمة إلى أن حزب الحرية سيحصد ما يقرب من 24.5% من الأصوات.

سباستيان كورتس 

أحزاب اليمين فى ألمانيا وهولندا تحرز مكاسب كبرى رغم مراكزها المتأخرة

ومن النمسا إلى ألمانيا، يأتى ترتيب "البديل من أجل ألمانيا" الحزب اليمينى الصغير بزعامة ألكسندر جاولاند، فى المرتبة الرابعة بنسبة 10.8%، وفى هولندا، رغم تأخر حزب الحرية الهولندى بزعامة خيرت فلدرز، الأشد تطرفًا والمعادى للإسلام، ليحل فى المرتبة العاشرة بنسبة 3.5%، ولكن جاء فى المرتبة الرابعة حزب "منتدى الديمقراطية" اليمينى الشعبوى بقيادة تييرى بوديه، بنسبة 10.9%، وذلك بعد أحزاب يمنية ويسارية وسطية سبقته فى المقدمة.

اليمين المتطرف فى بلجيكا يحل بمركز الوصيف للقوميين الفلمنكيين

أما بلجيكا، فأظهر نتائج التصويت الأولية تصدر القوميين الفلمنكيين "التحالف الفلمنكى الجديد" بقيادة بارت دى ويفر، بنسبة 13.5%، يليه الحزب اليمينى المتطرف "فلامس بيلانج" بنسبة 11.4%، ثم الحزب الاشتراكى البلجيكى "يسار وسط" بنسبة 10.5%، وبالتالى فإن هذه النتائج توضح السيادة اليمنية المتطرفة فى البلاد.

اليمين المتطرف فى إسبانيا والدنمارك داخل دائرة المنافسة

وفى إسبانيا، جاء حزب فوكس الإسبانى اليمينى المتطرف فى المرتبة الخامسة بنسبة 6.2%، بعد أربعة أحزاب تنتمى لتيارات متنوعة ما بين يسار الوسط، والوسط، ويمين الوسط، كذلك الوضع فى الدنمارك، فرغم تصدر اليسار يمين الوسط للقائمة، ولكن اليمين المتطرف أحرز تقدمًا كبيرًا أيضًا، بوصول حزب الشعب الدنماركى إلى المركز الرابع فى الانتخابات الأوروبية بنسبة 10.7%.

كتلة اليمين تتصدر الانتخابات الأوروبية.. واليمين المتشدد يحل سادسًا

هذا وتشير النتائج الأولية، إلى تصدر حزب "الشعب الأوروبى" اليمينى لصدارة الانتخابات الأوروبية بنسبة 23.8%، فيما تأتى كتلة "أوروبا الأمم والحريات" التى تضم "الرابطة" الإيطالى و"التجمع الوطنى" البريطانى و"حزب الحرية" النمساوى وحزب "مصلحة الفلامنك" الهولندى، فى المرتبة السادسة بنسبة 7.7%، رغم أن التيار اليمينى المتطرف كان يسعى للحصول على المركز الثالث، إلا أن هذا المركز ذهب إلى "تحالف الديمقراطيين والليبراليين لأجل أوروبا" بنسبة 14.2% من الأصوات.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة