الداعية الدكتور محمد داود : هجرنا القرآن الكريم فتخلفنا وتقدم غيرنا

الإثنين، 27 مايو 2019 07:51 م
الداعية الدكتور محمد داود : هجرنا القرآن الكريم فتخلفنا وتقدم غيرنا الدكتور محمد داود الأستاذ بجامعة قناة السويس
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الدكتور محمد داود ،الأستاذ بجامعة قناة السويس، أن الحقائق القرآنية الخالدة بشأن شهر رمضان المبارك، أنه شهر القرآن؛ قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} ، وقال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} ،حيث تؤكد هذه الآيات أن القرآن الكريم يعصم الأمة من كل ضلال وزيغ،وأن القرآن يحقق لهذه الأمة القدر والقيمة والمكانة العالية،وكل ذلك حق وصدق، ولكن متى يكون ذلك؟ ،والقرآن يجيبنا: حين تتبع الأمة هدي القرآن، وتتحقق به تتأتى لها المنزلة العالية والقدر العظيم؛ لأن القرآن أكد في وضوح ودقة أن بركة القرآن لمن يعمل به.
 
وأضاف خلال حفل إفطار جميعة سفراء الهداية لرعاية الطلبة الوافدين الدارسين بالأزهر الشريف، لماذا تأخرنا  إن كان القرآن يحقق لهذه الأمة القدر والقيمة ويعصمها من كل ضلال وزيغ فما الذي حدث؟ ،والإجابة جلية واضحة يشهد لها واقعنا و حياتنا و مواقفنا من القرآن،الذي حدث أننا إن كنا موصولين بالقرآن الكريم تلاوة وحفظًا، فإننا والأسف بالغ قد هجرنا القرآن في حقائقه وهداياته التي يكون بها التمكين؛أليس القرآن قد أمرنا بالعلم من أول آية نزلت (اقرأ)؛ ونحن أقل الأمم قراءة ومعرفة وعلمًا وليس لنا موقع على الخريطة العلمية العالمية،وإنما نحن في موقع الاستهلاك الحضاري، ولسنا شركاء في صنع الحضارة وأصبحنا الوريث الجاهل الذي تنهار به الحضارة، ويكون السبب المباشر وراء كل تخلف وسقوط، والله تعالى ما وعد جهولا برفعة؛ وإنما وعد أهل العلم، قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} .
 
وتساءل أليس القرآن قد أمرنا بالبحث والاكتشاف؛ قال تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ} ،ولم نفعل فتأخرنا، وفعل غيرنا فتقدم، لقد أراد القرآن للمؤمن أن يكون إنسانًا فوق العالمية، أن يكون إنسانًا كونيًّا، موصولًا بالكون كله، بحثًا واكتشافًا؛ قال تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} ،لقد أمرنا القرآن بالفكر والإبداع واجتهاد العقل؛ حيث اشتمل القرآن الكريم على ألف ومئتين وستين سؤالًا للعقل البشري وجاءت مشتقات كلمات الفكر أكثر من ثماني عشرة مرة ودخلنا حارة الجمود العقلي؛ فتخلفنا وتقدم غيرنا.
 
وتابع قائلا  :القرآن دعوة دائمة للتجديد، قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} فالأقوم والأفضل والأحسن مطلب قرآني دائم،ولم نفعل فتأخرنا وفعل غيرنا فتقدم علينا،والقرآن دعوة محكمة للأخذ بالأسباب، وسنن الله في الكون وفي الناس {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} ، {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}، {وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا} ، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} ، وأهملنا الأخذ بالأسباب وشاع فينا التواكل فتأخرنا وفعل غيرنا فتقدم،فالقرآن دعوة إلى التخطيط واستشراف المستقبل، قال تعالى: {وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} ، مؤكدا  أن القرآن ضد العشوائية والتخبط، قال تعالى: {كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ}، {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} ، {مَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} ، {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا}، وأهملنا وملأت العشوائية حياتنا فتأخرنا وفعل غيرنا فتقدم.
 
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة