سيبقى الزمالك ظاهرة كروية استثنائية في تاريخ كرة القدم في مصر وربما في العالم.. فهناك أندية جماهيرية مثله اختفت واندثرت
مع غياب البطولات عنها وتعثرها وغرقها في الصراعات والمشاكل حتى لم يعد لها سيرة في المشهد الكروي في مصر والعالم.. أين الترسانة والاوليمبي وغزل المحلة.. وأين ديربي كاونتي بطل إنجلترا في السبعينات.. كلها أندية عريقة لم يعد لها مكان على الخريطة الكروية
الزمالك تعرض لما هو أصعب وأسوأ ومرت سنوات طويلة غاب فيها عن منصات التتويج والفوز بالبطولات وتعرض لحرب شرسة من أعداءه ومن أطراف كثيرة أخرى، اعلام واتحاد كرة وحكام وكان الهدف هو شيطنة هذا النادي وابعاده وأخراجه واقصاءه عن المنظومة الكروية في مصر واخلاء الساحة للمنافس المدلل تماشيا مع نظرية القطب الأوحد في العالم في تلك السنوات وهو ما سعت اليه الولايات المتحدة الأمريكية بالجبروت والهيمنة والبلطجة. لكن القوي الكبرى قد تبعد احيانا وتمرض احيانا ولكنها لاتموت وتعود اكثر قوة.
هكذا الزمالك.. الذي تعامل معه البعض على أنه رجل الكرة المريض في مصر وانه انتهى وغاب نجمه وانطفأت أنواره وحان توريث تركته.. لكنهم فوجئوا به مثل التنين العملاق والعنقاء الذي ينتفض وينهض من كبواته ومرضه ليعلو فوق الجميع بفضل جمهور لا مثيل له في العالم بالتز امه وانتماءه ووفاءه لناديه ولكيانه الذي عاش معه الأفراح قليلا والأحزان كثيرا ورغم ذلك تكاثرت الجماهير وزادت في مصر والعالم العربي… أطفال وصبيان وربما شباب في سن الزهور لم يشادوا الزمالك وهو يفوز بالبطولات الكبرى ومع ذلك عشقوه وشجعوه بكل جنون.
كيف لهذ الجماهير العريضة في كل ربوع مصر والوطن العربي أن تحب نادي وتشجعه وهو لا يحقق البطولات.. اللهم سوي الكرة الجميلة والفن والهندسة. ما كل هذا العشق. وما هو السر.
جماهير الزمالك العاشقة المسألة بالنسبة لها ليس دولاب او حصالة او بورصة وإنما هو حب خالص لكيان ووطن.. مثل المحب الذي يذوب عشقا بمحبوبة ليست هي أجمل نساء العالم.. انه الحب يا ساده لا يكابده من يعدم الاحساس به.
كل ذلك لخصه مشهد الأمس في مصر وداخل استاد برج العرب.. فقد أذهل وأدهش هذا الجمهور الأبيض العريض كل من شاهد المباراه. فقد امتلأت المدرجات ب٨٠ الف زملكاوي في مشهد لم يتكرر منذ سنوات طويلة في الملاعب المصرية. وقدم جمهور الزمالك الراقي المحترم صورة مبهرة لمصر أمام أفريقيا والعالم.. ومصر على أبواب تنظيم بطولة الأمم الأفريقية والكل ينتظرها
مشهد جماهير الزمالك التي زحفت منذ الصباح في نهار رمضان وملأت ملعب ستاد الجيش في برج العرب .. هو أبلغ رد على من حاربوه وسعوا للتخلص منه والقاءه في جب الصراعات والمشاكل ليخلوا لهم وجه الهيمنة والسيطرة والبلطجة
فرحة الملايين في مصر والعالم العربي بفوز الزمالك بالكونفدرالية الافريقية دليل على أنه النادي الأكبر في المنطقة العربية ليس الآن فقط ولكنه منذ الستينات والسبعينات بمواقفه الوطنية والعربية.. فالزمالك له حبة غلال في معظم الصوامع العربية.. بصماته في كل قطر عبي شقيق واضحة
شكرا لهذا الجمهور العظيم الذي وقف خلف فريقه في أحلك الظروف ولم ينفض عنه او يعتدي على لاعبيه بالسنج والمطاوي لمجرد خسارة بطولة.. شكرا لهذا الجمهور الذي تحمل الكثير من أجل عشقه لكيانه.. فجاءت الفرحة الكبري
شكرا للاعبي الزمالك الابطال الرجالة وخاصة طارق حامد ابو الرجال.. قلب الاسد.
شكرا لادارة الزمالك ولكل من ساهم في رسم الابتسامة والفرحة على وجوه ملايين الزملكاوية في مصر والعالم العربي. مبروك للجميع ولعلها بشارة بيضاء لفوز المنتخب ببطولة افر بقيا يونيو المقبل.
باختصار.. الزمالك وطن.. الزمالك حدوتة مصرية….. مبروك