قالت صحيفة لوبينيون الليبرالية الفرنسية، إن نتائج ستؤدى إلى تغيير جديد داخل البرلمان والمفوضية الأوروبية، كما أشارت لوبينيون إلى أن حزب التجمع الوطنى اليمينى المتطرف فى فرنسا صار الحزب الفرنسى الأكبر داخل البرلمان الأوروبى بحوالى أربعة وعشرين نائبا، وهو وضع مقلق فى ظل الضعف الذى بان عليه حزبا "الجمهوريون" اليمنى والحزب الاشتراكى فى هذه الانتخابات.
ويعتبر فوز حزب "الجبهة الوطنية" اليمينى المتطرف بقيادة مارين لوبان، صفعة جديدة للتيارات الليبرالية، سواء فى أوروبا بشكل عام أو فى فرنسا على وجه الخصوص، فى ضوء الطموحات الكبيرى التى يتبناها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لقيادة أوروبا واستعادة النفوذ الفرنسى عبر قيادة الاتحاد الأوروبى.
فوز حزب "التجمع الوطنى" اليمينى المتطرف الذى تقوده مارين لوبان بنتائج الانتخابات الأوروبية فى فرنسا التى جرت أمس الأحد، وذلك بنسبة 23.2%، على حساب قائمة النهضة المدعومة من الرئيس ماكرون، يحمل تداعيات كبيرة، ليس فقط على المستوى الأوروبى، ولكن أيضا على مستوى الداخل الفرنسى، فى ظل ازدياد حدة التوتر جراء المظاهرات التى تطلقها حركة "السترات الصفراء"، منذ شهور احتجاجا على سياسات الرئيس الفرنسى فى المرحلة الراهنة.
ففى أول تعليق لها على الانتصار الذى حققته فى انتخابات البرلمان الأوروبى، قالت لوبان أن الفوز الذى حققته هو انتصار للشعب، الذى عمل بفخر واعتزاز من أجل استعادة السلطة، مشيرة إلى حالة الغموض التى اكتنفت البلاد فى الأشهر الماضية، جراء التظاهرات التى اندلعت فى كافة المدن الفرنسية، موضحة فى الوقت نفسه أن حزبها يبقى البديل الوحيد للسلطة الحالية.
تصريحات لوبان شهدت حالة من التطابق مع المطالبات التى تبنتها حركة "السترات الصفراء"، فى الأشهر الماضية، حيث أنها طالبت صراحة بحل البرلمان، وهو نفس المطلب الذى رفعه المتظاهرون فى شوارع باريس، بالإضافة إلى تغيير نظام الاقتراع النسبى.
ويعد الدعم الكبير الذى قدمته تيارات اليمين المتطرف فى فرنسا لحركة السترات الصفراء ليس بالأمر الجديد تماما، حيث سبق وأن أعرب الساسة اليمينيين عن دعمهم لمطالب المتظاهرين فى العديد من المواقف السابقة، وبالتالى فأن نتائج انتخابات البرلمان الأوروبى فى فرنسا دليلا دامغا على حالة الانسجام بين الشارع الفرنسى الثائر من جانب، ورؤية التيارات اليمينية من جانب آخر.
وبالتالى، فإن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون يبدو فى مأزق حقيقى فى المرحلة الراهنة، جراء ما يعانيه من حصار، ففى الداخل، أصبح منافسوه اليمينيين هم الأقوى على الأرض على الساحة السياسية، بينما لا يختلف الوضع كثيرا فى الشارع فى ظل المظاهرات الحاشدة التى تشهدها الشوارع أسبوعيا من قبل السترات الصفراء، فى حين أن صعود التيارات الشعبوية فى دول الجوار الأوروبى، يساهم بصورة كبيرة فى تقويض طموحاته نحو قيادة القارة العجوز فى المرحلة الراهنة.