منذ أن أصبح إدموند هيلارى وتينزينج نورجاى، أول متسلقين لقمة جبل إفرست عام 1953، يحاول المغامرون من شتى أنحاء العالم أن يسيروا على خطاهما، ويبدو أن عددًا قياسيًا من المتسلقين حاولوا القيام بذلك هذا العام، ما أدى إلى اختناقات مرورية فى القمة، حيث ينتظر مئات الأشخاص فى صف للوصول إلى قمة إفرست.
جثة ملقاه وسط الثلج
وحتى الآن، توفى 11 شخصًا على الأقل خلال موسم تسلق الربيع نتيجة لتعرضهم لخطر الإرهاق ونفاد الأكسجين، مقارنة بخمسة العام الماضى وستة فى عامى 2017 و2016. لكن لا يزال المستلقون يتدفقون على الجبل، حيث تقول شبكة "سى.إن.إن"، إن سحر إيفرست يعتمد على عدد من الأساطير.
لكن فى مشهد تقشعر له الأبدان، وصف متسلق من ذوى الخبرة فى حديث لـ صحيفة الجارديان البريطانية، "الموت والمجازر والفوضى" أثناء تسلق قمة جبل إيفرست، حيث يسير المتسلقون على جثث الموتى الذين قتلوا أثناء محاولة الوصول إلى أعلى قمة في العالم.
جثث بعد إجلائها قبل أسبوع
ووصل إيليا سيكالى، المخرج السينمائى، إلى هيلاري ستيب، المرحلة الأخيرة قبل القمة، فى صباح يوم 23 مايو حيث قال إن شروق الشمس كشف عن جثة متسلق آخر، ومع عدم وجود خيار كبير على هذا الارتفاع إلا أن يستمر فى التسلق، فإن فريقه بما فى ذلك جويس عزام، أول امرأة لبنانية تتسلق "القمم السبعة" فى العالم، وصل إلى القمة بعد فترة قصيرة.
وفى منشور لسيكالى على حسابه على إنستجرام قال: "لا أستطيع أن أصدق ما رأيته هناك.. موت.. مذبحة.. فوضى.. جثث الموتى كانت ملقاة على الطريق وأخرى فى الخيام، أشخاص فقدوا الوعى وحاولت إفاقتهم ولكنهم ماتوا. المتسلقون يمشون فوق جثث الموتى".
صف طويل من المتسلقين يحتشدون فوق الجبل
وفى تقرير لـ فرانس برس، تقول أميشا شوهان، وهى أحد الناجين من الازدحام على جبل إيفرست، وتقبع حاليا فى المستشفى لتتعافى من قضمة الصقيع، إنه يجب منع المتسلقين الذين يفتقرون إلى المهارات الأساسية للحيلولة دون تكرار الحوادث المميتة التي حصلت خلال هذا العام على أعلى قمة فى العالم.
وهذه السنة أصدرت نيبال لموسم التسلق في الربيع الذى يمتد من أبريل حتى مايو، رقمًا قياسيًا من التصاريح يشمل 381 تصريحًا لمتسلقين أجانب بشكل رئيسى، بتكلفة 11 ألف دولار للواحد. لكن مئات المتسلقين ليسوا مدربين بشكل صحيح ويتخذون قرارات سيئة، كما أنهم "يعرضون حياتهم وحياة المرشدين معهم للخطر"، وفقا لشوهان.
أكثر من 300 شخص قتلوا على إيفرست منذ 1922
وكان على هذه الشابة الهندية، التى تبلغ 29 عامًا، الانتظار 20 دقيقة للنزول من القمة التى يبلغ ارتفاعها 8848 مترًا، فيما بقي آخرون لساعات. وواصلت المتسلقة الهندية حديثها من مستشفى كاتمندو العام: "رأيت بعض المتسلقين يفتقرون إلى المهارات الأساسية ويعتمدون على المرشدين المرافقين لهم. يجب على الحكومة تعديل المعايير المؤهلة لتسلق جبل إيفرست". وأضافت: "المتسلقون المدربون فقط هم من يجب السماح لهم بتسلق أعلى قمة فى العالم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة