لا تزال أزمة انتخابات بلدية اسطنبول فى تركيا عالقة بسبب تحركات رجب طيب أردوغان رئيس تركيا لعرقلتها، والتى من المنتظر أن تعاد الانتخابات فيها ٢٣ يونيو المقبل، وهى الانتخابات التى كان قد خسرها حزب العدالة والتنمية التركى الذى ينتمى له أردوغان فى ضربة قوية تلقاها الرئيس التركى.
وكشفت الهيئة العليا للانتخابات فى تركيا عن احتمالية تعيين الأئمة رؤساء لصناديق الاقتراع وأعضاء باللجان الانتخابية.
وأكدت صحيفة زمان التابعة للمعارضة التركية، أن الجدل فى تركيا يتواصل بعد قرار اللجنة العليا للانتخابات بإعادة الانتخابات بسبب كون المشرفين على 754 صندوقا انتخابيا من بين 31 ألف صندوق لم يكونوا موظفين حكوميين.
وكانت اللجنة العليا للانتخابات إعادة التصويت فى إسطنبول فى ٢٣ يونيو المقبل، بعد طعون تقدم بها العدالة والتنمية بعد خسارته بحجة وقوع مخالفات فى العملية الانتخابية أبرزها أن بعض المشرفين على صناديق التصويت لم يكونوا موظفين حكوميين.
وكشفت الصحيفة أن هناك عددا كبيرا من أعضاء حزب العدالة والتنمية لم يكونوا مقتنعين بالأسباب المعلنة لقرار إعادة الانتخابات فى اسطنبول ، ونقلت عن الكاتب، أحمد تاكان قوله، أن مسئولا فى حزب العدالة والتنمية الحاكم أبلغه بعجزهم عن إقناع أعضاء الحزب بشأن انتخابات بلدية إسطنبول عقب الظلم الذى تعرض له مرشح حزب الشعب الجمهورى، أكرم إمام أوغلو.
وأكدت الصحيفة إن الحزب لم يتمكن من إقناع أعضائه وقاعدته بضرورة إعادة الانتخابات لوقوع انتهاكات، كما نقل تاكان عن المسؤول الذى رفض الإفصاح عن اسمه قوله “هناك قناعة قوية لدى قاعدتنا بتعرض إمام أوغلو للظلم وفى حال عقد الانتخابات اليوم سيفوز بها أيضا إمام أوغلو مرة أخرى”.
وفى الوقت الذى تعقدت فيه الانتخابات المحلية داخل تركيا بسبب تلقى أردوغان خسترة كبيرة فيها، لم يغب فشل أردوغان عن الاقتصاد بعدما يعانى من تراجع ملحوظ خلال الآونة الأخيرة بسبب سياسات الرئيس التركى إذ تعانى الليرة من انخفاض كبير أمام العملات الأجنبية فى الوقت الذى نشهد فيه البلاد ارتفاعا كبير فى الأسعار وازدياد معدل التضخم.
وامتدت الأزمة لتشمل زيادة معدل البطالة الذى ارتفع بشكل ملحوظ خلال الآونة الأخيرة، وجاء انخفاض وجود فرص عمل بتركيا بسبب تراجع ضخ رؤوس الأموال الأجنبية بعد سياسات أردوغان مؤخرا.
من جانبه أكد طارق أبو السعد، الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، أن السياسات التعسفية التى يتبعها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان تسببت فى إحداث انقسامات فى حزب العدالة والتنمية، خاصة أن قيادات الحزب يضشعرون بأن قرارات أردوغان ستغرق سفينة الحزب والدولة التركية بشكل عام.
وأضاف الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، أن أعضاء حزب أردوغان أصبحوا لا يقبلون مغامرات الرئيس التركى الذى أصبح يسئ لأنقرة، ويزداد قمعه، وبالتالى فإن الكثير من أعضاء حزب العدالة والتنمية أصبحوا يخشون على مستقبل الحزب من الانهيار خاصة بعد انخفاض شعبيته بشكل كبير
ولفت طارق أبو السعد، إلى أن خسارة الحزب فى انتخابات البلديات ثم قرار اللجنة العليا للانتخابات التركية بإعادة الانتخابات فى اسطنبول دفع الكثير من أعضاء حزب أردوغان للإعلان عن انتقادهم لأردوغان والانشقاق عنه خاصة أنه انقلب على الديمقراطية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة