خالد ناجح

مصر الذكية

الثلاثاء، 28 مايو 2019 12:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العالم انتقل بالتحول الرقمى إلى آفاق بعيدة جدا، فدولة أستونيا مثلًا احتفلت بالاستغناء عن استخدام الورق نهائيا فى جميع المعاملات الحكومة، ويستغرق إنشاء شركة ودفع رسومها بالكامل 14 دقيقة فقط.
 
والآن يمكن رقمنة حتى الإنسان، فالأبحاث العلمية توصلت إلى شريحة يتم تركيبها تحت جلد الإنسان يمكنها ترجمة المؤشرات البيولوجية إلى مؤشرات حركية، مثلا هناك شخص فى طريقه إلى المنزل يمكن أن تصله رسالة عبر الهاتف المحمول تخبره بالحالة المزاجية لزوجته من خلال الشريحة الإلكترونية التى تترجم المؤشرات الحسية للزوجة، حيث يوجد برامج (سوفت وير) تحلل المؤشرات الحيوية للشخص.
 
الرئيس عبد الفتاح السيسى ومنذ توليه المسئولية أعلن أن هذا المشروع هو أحد مستهدفات الدولة الضرورية، بهدف حوكمة الاقتصاد العام والسيطرة على الاقتصاد غير الرسمى، وتنشيط الاقتصاد العام من خلال تبسيط الإجراءات للمستثمرين، والمتعاملين من الجهاز الإدارى للدولة سواء من الأجانب أو المواطنين المحليين، وتأتي العاصمة الإدارية الجديدة المرشحة لتكون أول مدينة ذكية فى مصر إلا التطبيق الحقيقى والقوى، بحيث تكون بوابة دخول مصر عصر المدن الذكية التى تعتمد على تطبيقات المجتمع الرقمى وأحدث تقنيات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى أعمال إدارة وتشغيل المرافق والخدمات بما يسهم فى تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة للمواطنين وتلبية احتياجاتهم الإقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية والأمنية، فضلا عن تقليل تكاليف التشغيل والصيانة وترشيد الاستهلاك بالإضافة إلى ابتعاد الموظف عن الجمهور، وهو أحد عوامل انتشار الفساد والرشاوى.
 
وتتضمن رؤية التحول الرقمى التطور الخاص بالخدمات الحكومية التى تقدم عن طريق الإنترنت كقطاع التعليم والتأمين الصحى والشمول المالى، وتعتبر مصر أول دولة على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا والمستوى العربى يكون لها استراتيجية خاصة بالتحول الرقمى والتجارة الإلكترونية.
 
التحول الرقمى أصبح من الضروريات بالنسبة للهيئات والحكومات والمؤسسات التى تسعى إلى التطوير وتحسين خدماتها وتسهيل وصولها للمستفيدين، وهو لا يعنى فقط تطبيق التكنولوجيا داخل المؤسسة، بل هو برنامج شمولى كامل يمس المؤسسة، ويمس طريقة وأسلوب عملها داخلياً، ويراقب كيفية تقديم الخدمات للمواطن المستهدف لجعل الخدمات تتم بشكل أسهل وأسرع.
 
ككثيرين لم أكن اعلم شيئا عن هذا العالم، فاتصلت بصديقي إبراهيم رمضان مدير مشروع الفاتورة الإلكترونية للقطاع التجارى وهو من الشباب الواعدة بوزارة المالية وأصغر مدير مشروع بالمكتب الفنى لوزير المالية، وقال لى مميزات كثيرة وكلامًا كثيرًا جدًا عن التحول الرقمى، وأن منظومة المدفوعات الإلكترونية الحكومية تحقق مزايا عديدة منها سرعة تحصيل إيرادات الدولة وزيادة العمر الافتراضى للعملات الورقية عبر الحد من الحاجة لتداولها فى الأسواق، بالإضافة إلى تقليص زمن تسوية التعاملات المالية وتخفيض تكاليف النقل والحد من مخاطر نقل الأموال إلى جانب رفع كفاءة أداء وتنفيذ الموازنة العامة من خلال توفير الربط الإلكترونى بين أطراف القطاع الحكومى فى المعاملات المالية.
 
التطور المذهل فى الأجهزة والآلآت والأنظمة الذكية سيؤدى لاختصار الوقت وخفض التكلفة وتحقيق مرونة أكبر وكفاءة أكثر فى العملية الإنتاجية وقدرة كبيرة فى مُعالجة البيانات والذكاء الصناعى، ولا شك أن هذه المستجدات ستعمل على اتساع نطاق التطوير والتغيير وحدوث تحولات غير مسبوقة فى الاقتصاد وسوق العمل والقطاع الصناعى، حيث يُمثل التحول الرقمى واحدًا من أهم دوافع ومحفزات النمو فى كبرى الشركات والدوائر الحكومية مما يفرض على الشركات سباقًا حاسمًا لتطوير حلول مبتكرة، تضمن استمراريتها فى دائرة المنافسة.
 
الدفع الإلكترونى له عديد من المزايا فهى توفر سرعة فى تحصيل إيرادات الدولة وتقليل تهالك الأوراق النقدية، وتقليص تكاليف النقل والتأمين على النقدية ورفع كفاءة وأداء الموازنة العامة للدولة، بجانب تسهيل دمج الاقتصاد غير الرسمى، أيضًا تقليل مخاطر التحرك بكميات كبيرة من الأموال، ومعدلات أكبر من الأمان وتوفير عنصر السرعة في التعاملات، باعتباره نظامًا محميًا بالقوانين والقواعد، ويتجاوز القيود والحواجز الجغرافية والمادية كما أن الدفع الإلكترونى يمتاز أيضًا بالتنوع فى وسائل الدفع، علاوة على أن تكلفة المعاملة الواحدة بواسطة بطاقات الدفع الإلكتروني تصبح أقل بكثير من تكلفة المعاملة النقدية مثيلتها، بمجرد إنشاء نظام للدفع الإلكتروني.
 
وتستهدف خطة الدولة للتحول الرقمى ضم أكثر من 35 مليون مواطن للتعامل مع الخدمات الإلكترونية الحكومية واستخدام خدمات البنوك والبريد ووسائل الدفع الإلكتروني من نحو 17 مليونا فى الوقت الحالى.








الموضوعات المتعلقة

امتلاك الحكمة

الإثنين، 20 مايو 2019 10:00 ص

أبدًا لن نتخلى عن علامة النصر

الإثنين، 13 مايو 2019 12:28 م

لماذا تأخر ترامب..؟

الثلاثاء، 07 مايو 2019 03:50 م

السيسى والتجربة الصينية

الإثنين، 29 أبريل 2019 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة