مكرم محمد أحمد: حجم التطور الذى طرأ على الأزهر وفكره وعالميته وإنسانيته فى وجود الإمام الطيب ضخم وهائل
الدكتور الطيب صاحب فضل فى أن يعترف الغرب بأن الإرهاب ليس لصيقا بالإسلام كدين
الأمريكان يستثمرون مخاوف المنطقة ليبيعوا لنا بضاعة الأمن
هناك من يريدون الإيقاع بمصر.. وقطع مسيرة تقدمها وإجهاض نموها.. والسيسى مدرك تماماً لهذه الأفخاخ التى تسعى لاستنزافنا
الإعلام المصرى قاعد و«مكسح» وغائب عن الأحداث فى المنطقة ولا نشاهده فى سوريا أو السودان على سبيل المثال.. والسبب نقص كفاءة قبل ندرة إمكانيات
أتعرض للسب والافتراء ولا أجد قلماً صحفياً واحداً شجاعاً يقول الحقيقة ويقف إلى جوارى.. وكأنهم يتركوننى لمصيرى
الدراما فى مصر أصبحت سوقا كبيرة كله سماسرة
الموسم الحالى أفضل بكثير من المواسم السابقة فالفوضى التى كانت موجودة فى الإعلام ليست موجودة هذا العام.. والناس كانت تتحاور بالشتائم والكراسى والنعال.
مصر عليها أن تكون أبطأ الأطراف فى الوصول إلى حالة الصراع فى المنطقة
هناك مبالغات كثيرة جدا فى تكبير هذه المخاوف واستثمارها لترتيب أوضاع جديدة فى المنطقة والأوضاع رتبت بالفعل
الأزهر فى عهد الدكتور الطيب استطاع أن يرقى إلى مستوى أن يكون له دور عالمى وإنسانى أوسع وأكبر يتجاوز منطقتنا الجغرافية
لست رقيباً على الفن.. وليس صحيحاً أن الرقابة شاهدت المسلسلات لأنهم يعملون يوما بيوم والتصوير مازال جارياً حتى اليوم
المجلس فى آرائه عن دراما رمضان جزء من الرأى العام وما يرصده من مخالفات يراها كل الناس
أكد الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن حجم التطور الذى طرأ على الأزهر وفكره وعالميته وإنسانيته فى وجود الإمام الطيب ضخم وهائل وكبير وأن الدكتور الطيب صاحب فضل فى أن يعترف الغرب بأن الإرهاب ليس لصيقا بالإسلام كدين، مضيفا فى حواره للكاتب الصحفى أحمد الصاوى رئيس تحرير جريدة صوت الأزهر، أن الموسم الحالى من الأعمال الدرامية أفضل بكثير من المواسم السابقة، وأن الفوضى التى كانت موجودة فى الإعلام ليست موجودة هذا العام.
ونرصد تفاصيل حوار مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، نقلا عن صوت الأزهر كالتالى:
الكاتب الصحفى مكرم محمد احمد وأحمد الصاوى رئيس تحرير صوت الأزهر
- بالنظر إلى التوتر الحاصل فى الإقليم.. هل من الممكن بالفعل أن تشهد المنطقة حربا جديدة؟
لا أظن أن المنطقة ستشهد حرباً جديدة، هناك رغبة أمريكية فى إعادة ترتيب بعض الأوضاع.. وإثارة النزاع بالصورة التى حدثت من قبل الإدارة الأمريكية فتح الفرصة والمجال لعمل الكثير من الأشياء، أصبح الوجود العسكرى فى كافة دول الخليج واقعاً بعد إعادة الانتشار، وأصبح من حقهم أنهم يوجدوا فى هذه المناطق سواء فى السواحل أو فى الأراضى أو فى الدول نفسها بدعوى مواجهة الخطر الإيرانى المتصاعد، بينما فى واقع الأمر نسمع الرئيس الأمريكى يقول. ننتظر حتى الآن بادرة تهديد واحدة من داخل إيران وإذا حدث وصدرت بادرة تهديد فإنا سوف نفعل ونفعل.
وتابع أعتقد المسألة كلها استثمار مخاوف المنطقة والتجارة بأمن الناس واستثمار أن هناك مشكلة أمن، ومن المؤسف أن هذا كله يتم فى غيبة كاملة من الإرادة العربية، نتحدث عن الأمن القومى العربى وواقع الأمر أن الأمريكان هم الطرف الأساسى فى موضوع الأمن وهم تجار الأمن والمستفيدون من قلة الأمن، وهم الذين يروجون لحاجة المنطقة لمزيد من الأمن.
- ولكن على مستوى الحاصل بالفعل هناك تهديدات حقيقية فالمملكة العربية السعودية مستهدفة داخل حدودها والسفن الإماراتية ضُربت؟
لا أحد يقول إن إيران لا تشكل تهديداً، أو أن التمدد الإيرانى وهم أو خيال، وأن علاقة إيران بحزب الله غير موجودة، وأن تأثيرها على الحوثيين غير موجود، فنحن نعلم جيداً أن إيران لها أصابع ولها أدوات وأن من بين أدواتها الحوثيين وحزب الله، كما نعلم أيضاً أن حجم ما أثير لا يتوافق على وجه الإطلاق مع حجم ما حدث، فإذا كان الرئيس الأمريكى أمس يقول لم يحدث أنهم شكلوا أى تهديد على الكتائب، كما أن إيران تعمل بوكلائها، ورغم ما يفعله الحوثيون من استهداف لمدن سعودية بصواريخ حصلوا عليها من إيران، إلا أنى مازلت أعتقد أن هناك مبالغات كثيرة جدا فى تكبير هذه المخاوف واستثمارها لترتيب أوضاع جديدة فى المنطقة والأوضاع رتبت بالفعل.
- هل قمة مكة التى تدعو لها المملكة العربية السعودية فى نهاية هذا الشهر بالفعل من الممكن أن تساعد فى تلمس منظومة أمن إقليمى جديدة على سبيل المثال؟ وما الذى يعول على هذه القمة حال انعقادها؟
مع الأسف المنطقة كانت تسعى لتعزيز أمنها من خارجها وليس من داخلها، وبالتالى ليت هذه القمة بمكة تبدأ فى وضع أسس لتعزيز أمننا من داخل المنطقة، وبالطبع هناك علاقة مصيرية بين مصر والسعودية ولا أحد يستطيع على وجه الإطلاق أن يقول إن هذه العلاقة بأبعادها الاستراتيجية لا تشكل جزءا مهما من أمن المنطقة واستقرارها ولكن أيضاً فى نفس الوقت عندما أبحث عن المفهوم الحقيقى والواقعى للأمن القومى العربى فى هذه الظروف ووجوده وتأثيره، فمع الأسف أن أقول إننى أجد كلاما وصياغات نظرية فقط، ولكن عملياً لا أرى إلا مزيدا من الاعتماد على القوات الخارجية الأمريكية.
- هل أصبحت مصر الآن بعد السنوات التى مرت مستعدة لأن تستعيد دورها بشكل يساهم فى ضبط منظومة الأمن فى المنطقة؟
أعتقد أنه من الصعب والظلم تحميل مصر كل أثقال المنطقة فى هذا الوقت، خاصةً أن هناك من يريدون الإيقاع بمصر، وهناك أيضاً من يريد أن يقطع مسيرة التقدم التى أحدثتها مصر وإفشالها وتقويض عوائدها وإجهاضها بحيث إنها لا يمكن أن تتم أو تستمر، وتكاد تكون جزءا أساسيا من سياسات السيسى اليوم هو الحفاظ على هذه المكتسبات، ولا يوجد أحد يحلق بعيدا عن هذه الاهتمامات الأساسية، كما أعتقد أن السيسى مدرك تماماً لأن هناك فخاخا يتم عملها للإيقاع بمصر فى هذا الموضوع واستنزافها.
- الرئيس السيسى أطلق مصطلح «مسافة السكة» وطوال الوقت يتحدث عن فكرة أن الأمن الخليجى تحديداً جزء من الأمن المصرى وأن مصر ستبادر فى أى لحظة فى الدفاع عنه أو لدعم إخواننا فى الخليج فى حال حدوث أى تهديد، فكيف يكون حدود هذا الدعم؟
بالطبع الدعم يتمثل فى أن العلاقات الوثيقة والأساسية بين مصر والسعودية، وأن استعداد مصر للدفاع عن أمن الخليج بمثابة أنها تدافع عن مصالحها لأن مصالحها تفرض على كل من مصر والسعودية أن يكونوا فى جبهة واحدة، وأنهم يدركون أن الخطر المحدق بهم خطر واضح ومحدد، وأن التهديدات التى توجه لهم تهديدات مشتركة كل هذه العوامل تعزز التحالف، لكن عندما يصل الأمر إلى تصوير التهديد الإيرانى على أنه هو التهديد الأساسى، فنحن فى وضع غير ملائم لذلك.
- هل يعنى ذلك أن تقييمنا للتهديد أو للنفوذ أو للأطماع الإيرانية أقل من التقييم الخليجى؟
لا أستطيع أن أقول إن التقييم أقل، ولكن ينبغى أن لا نتعجل فى إثارة حرب أو نزاع مع إيران، وإذا كانت هناك فرصة للحوار أو السلام فنرحب بها، وإذا كانت هناك فرصة لتجنب أن مسافة الشقة تتسع ما بين العرب وما بينهم، يتفاوت موقفى كمصرى عن السعودية بعض الشىء فى هذا، لأن السعودية تلامس بشكل ما الخطر الإيرانى، ففى المنطقة الشرقية لديها تهديدات أكثر وضوحاً، والعلاقة أيضاً النوعية ما بين السعودية وإيران ربما من جانب الإيرانيين تختلف عن العلاقة ما بين إيران ومصر، ولكن كل هذا فى النهاية يلزم مصر بأن تكون أبطأ الأطراف فى الوصول إلى حالة الصراع وأكثر الأطراف تريثاً، لأننا نعلم بالكارثة التى من الممكن أن يسفر عنها هذا الموضوع ولدينا تجربة طويلة مع ما يمكن أن نسميه الصراع ما بين السنة والشيعة وحاولنا طوال تاريخنا سواء داخل الأزهر أو خارجه، بقدر الإمكان أن نحدث نوعاً من التقريب ما بين السنة والشيعة، ولكن كان هناك حفر مستمر وإصرار على الوقيعة ما بين السنة والشيعة وعلى أننا نكون جبهتين متعارضتين.
- هذا التصوير للأمر على أننا جبهتان متعارضتان بسبب الدين أم السياسة؟
لا بسبب السياسة وفى النهاية الموضوع كله يتعلق بالفرس والعرب كون أنه يأخذ اسما جديدا شيعة وسنة، ولكن فى النهاية النزعة الفارسية التوسعية هى الأساس وهى الخطر الكامن الذى يظهر، وإيران الحالية تعبر عن النزعة الفارسية تلك.
- كيف لصراع مثل هذا لا يؤثر على الشيعة العرب الموجودين فى البلاد العربية؟
بتعزيز المواطنة والانتماء للوطن وليس للمذهب، وأنا أعتقد أن الدولة الوحيدة المؤهلة فى المنطقة لأن تأخذ موقفاً متريثاً وحكيماً وموقفا ليس متعجلا من موضوع السنة والشيعة هو مصر لأن هذا فى النهاية بحر من العداء ليس له آخر وليس له حد، وأنا أظن أن لا الشيعة ستفوز ولا السنة ستفوز منه بشىء فالخسارة ستكون قائمة على الطرفين.
تحدثت عن الأزهر وجهوده فى التقريب بين المذاهب.. فما تقييمك لدور الأزهر فى هذه الفترة، خاصةً فى تعزيز السلم والتسامح والتعايش بين الأديان؟
أعتقد أن ما من أحد يستطيع أن ينكر مهما كانت درجة رغبته فى الإنكار أن الدور البديع والمتحضر للأزهر فى عهد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، له فضل أن يعترف الغرب بالفعل أن الإرهاب ليس إسلامياً، وهذه كانت الفكرة السائدة وكلنا نذكر مقولتهم التى تكاد أن تصل إلى أن تكون قاعدة أن المشكلة فى البنية الفكرية للإسلام ذاته، فالآن لا أحد يقول إن المشكلة فى البنية الفكرية فى الإسلام ذاته، ولكن يقولون كلام شيخ الأزهر بأن هذا إرهاب، وهو من الممكن أن يكون مدفوعا بدوافع دينية، ومن الممكن أن يكون مدفوعاً بدوافع أخرى، ولكن لا يوجد هناك شىء يسمى إرهاب مسلم، وبهذا التطور الشديد أظن أننا قطعنا مسافات كبيرة جداً لكى يتحقق ما يتحقق الآن، رغم أن البعض يحب أن ينكر أو يقلل من دور الأزهر فى هذا المكان، ولكن ما من شك أن الأزهر فى عهد الدكتور الطيب استطاع أن يرقى إلى مستوى أن يكون له دور عالمى وإنسانى أوسع وأكبر يتجاوز منطقتنا الجغرافية، كما استطاع الدكتور الطيب أيضاً أن يلغى فكرة أن العفن فى البنية الفكرية للدين نفسه والإسلام هو المصدر، ونرى الآن أن هذه الفكرة أصبحت السائدة التى يتحدث عنها الجميع ويتحدث عنها البابا وقادة الكنائس والجميع ويجاهرون بها بما فى ذلك بعض القادة اليهود أن الإسلام ليست له علاقة بهذه الأشياء، وأن هذه كلها قضايا دخيلة على الإسلام واتهامات سياسية فى الأغلب ودوافع مختلفة، ولكن مما لاشك فيه أن صورة الإسلام قد تحسنت تماماً وتبدلت وتغيرت فى وجه الدعاية المضادة بسبب الحوار الذى حدث ما بين الأزهر أى ما بين الشيخ الطيب على وجه التحديد وقادة الكنائس والأديان المختلفة.
- كيف ترى أن البعض يعتقد أن هذا التقدير الكبير وهذه النظرة الموجودة فى كثير من العالم ومع ذلك هناك احساس بأن الصورة داخل مصر مختلفة وأن البعض يحاول إخفاء دور الأزهر؟
إذا كان الأمر وصل إلى محاولة الوقيعة ما بين الأزهر وبين الدولة هل هناك أكثر من ذلك، وتصوير الأزهر على أنه لا يقوم بمهامه فى إصلاح الدين.
- ما الهدف من هذه الحملة والوقيعة هل هو تحت شعارات إصلاح الأزهر أم هى أهداف لأشخاص أو أطماع لأشخاص؟
جزء منه عدم فهم لطبيعة ودور الأزهر وهناك من يتصور أن الأزهر من الممكن أن يكون لحنا واحدا فالأزهر مجموعة من الألحان، وليس تياراً فكرياً متماثلاً واحداً بداخله تنوع فكرى، ولكن عندما أتكلم عن الأزهر كأزهر نتكلم عن حاصل المجموع فالأزهر أظن أنه لديه حاصل مطمئن وعظيم ومتطور وحضارى وقادر على التحدث مع الغرب، وأن يكون جزءا من الحياة الإنسانية وجزءا من عالمنا وجزءا من الثقافة الشاملة الموجودة اليوم، فوثيقة الأخوة الإنسانية ما كان من الممكن أن نراها لولا هذا المنهج، فما فعله الأزهر كثير وضخم وكبير، وأيضاً وثيقة المواطنة كانت جهدا أزهريا متنوع فى الجبهة الداخلية المصرية، الأزهر احتضن المجموع المتنوع من المفكرين والمثقفين ورجال الدين فصدرت هذه الوثيقة لأن التيار المتنوع داخل الأزهر كان تيارا مهما وأساسيا استطاع أن يستوعب هذا.
- الدعم الذى قدمه الأزهر فى السنوات العشر الماضية لملف الوحدة الوطنية.. كيف تراه؟
أراه عظيما، وأرى أن هناك اعترافا إسلاميا مسيحيا قبطيا بأننا أسرة واحدة وهذا كان بعد إنشاء بيت العائلة، فالعلاقة بين البابا تواضروس والشيخ الطيب هل يمكن أن ترى مثالاً لها فى كافة العلاقات القديمة ما بين شيخ الأزهر والبابوات الأقباط؟ وهل نتجت علاقة من هذا النوع؟ الإجابة لا، الشيخ الطيب -ويغضب من يغضب - لا يمكن القول إلا أنه علامة بارزة ومحطة مهمة فى تاريخ الأزهر، وحجم التطور الذى طرأ على الأزهر وفكره وعالميته وإنسانيته فى وجود الشيخ الطيب أعتقد ضخم وهائل وكبير.
- باعتبار أننا فى شهر رمضان كيف ترى من يروجون أن المجلس تحول إلى رقيب زائد على الرقابة الموجودة بالفعل للأعمال الفنية؟
أرى أنهم جميعهم كاذبون، وأعلم دوافعهم وهى إما حسد أو غيرة مهنية، وأرى أيضاً أن هناك مرضا فى الصحافة المصرية فكل فرد متربص للأخر، ولا يوجد تواصل، فأنا أتعرض للسب والافتراء ولا أجد قلماً صحفياً واحداً شجاعاً يقول الحقيقة ويقف إلى جوارى، يتركوننى لمصيرى إذا استطعت أن أنجو فهم معى وإذا لم أستطع وغرقت فيقولون غيرك أفضل.
صناع الدراما يقولون إن الرقابة شاهدت أعمالهم.. فلماذا المجلس الآن؟
غير صحيح فهم يعملون يوما بيوم وحلقة بحلقة، فالفكرة نفسها والمشروع غير موجود وهم يعترفون بذلك، فالمشروع يولد فى الاستوديو يوما بيوم، فأنا لست ضد الابتكار، كل ما نقوله أن ما يقال ألفاظ خادشة للحياء وفيها إهانة للمرأة، وإظهار أطفال صغار تدخن وتشرب الشيشة هذا لا يصح.
هناك من الناس من يتساءل عن الفائدة من الملاحظات إذا كانت الأعمال عرضت، فنحن نضع ملاحظات بعد العرض ولماذا لا تحدث قبل العرض؟
عندما أراها قبل العرض يكون فيها شكل من أشكال الرقابة المسبقة، إنما أن تراها بعد العرض فهذا يكون سندا معك وأيضاً رأى الآخرين، وليس أنا بمفردى بل جميع الناس، ومن ثم الموقف هنا يختلف وأدواتى أنا أيضاً تقوى، وفى هذه الحالة لا يكون موقف المجلس بل يكون جزءا من الرأى العام.
هذه التقارير هل من الممكن أن تكون مؤثرة فى الموسم المقبل؟
أعتقد أن من الواضح جداً أن هذا الموسم أفضل بكثير من المواسم السابقة، فالفوضى التى كانت موجودة فى الإعلام ليست موجودة هذا العام، فهل تتذكر عندما كانوا يجلسون أمام التليفزيون فى حوار ويرفعون أحذيتهم على بعض، والحوارات التى كانت تجرى داخل الاستوديوهات بالنعال، وأيضاً مصنف الألفاظ القبيحة الذى كان يقال فى كل حوار.
- أنت تقول إنك لا تلعب دور الرقيب؟
أنا لا ألعب دور الرقيب، كل ما أقوله أن هذا الجزء ليس فنا وليس أدبا ولا ثقافة وهذا حقى مهنياً، فما يعرض ليس مهنيا وهذه ليست أصول المهنة ولا قواعدها.. الغريب فى الموضوع أن ذوق الناس أصبح أرقى بكثير جدا من ذوق المنتجين، أى إن ما يتصورونه عوامل رواج ليست عوامل رواج.. وهذا ليس فنا راقيا.. أليس من حقى مثل أى بنى آدم فى الدنيا أن أقول إن هذا قبيح وهذا غير قبيح.
بمناسبة الدراما وأن لديك سلطات وزير الإعلام، فى الفترة الماضية حتى فى عدد «صوت الأزهر» الأخير كان يثار نقاش بأن الشاشة غابت عنها الدراما الدينية والتاريخية لأن الدولة انسحبت من إنتاج هذه الأعمال ولايزال، كيف تعود الدولة لإنتاج مثل هذه الأعمال؟
بأن تعرف أن السوق بالفعل لا يمكن أن تقوم على السماسرة، لا بد أن يكون هناك تاجر على الأقل، فكلهم سمأسرة ولا يمكن أن يكون السوق كلها سماسرة.
- الناس تتحدث الآن عن أن معظم الشاشات مملوكة للدولة بشكل مباشر وغير مباشر فما المانع من أن تنتج الدولة أعمالا جيدة وتاريخية ودينية؟
الدولة تملكها ولكنها ليست طرفاً فى الإنتاج، وأنا سألت نفسى هذا السؤال ولا أجد مبرراً على وجه الإطلاق، لأن الدولة تتوقف على هذا العمل بدعوى أنها من الممكن أن تخسر، دور الدولة أساسى جداً فى هذا الموضوع.
- بعض الفنانين الذين يعملون فى هذه الأعمال طرحوا أن يتم عمل صندوق للإنتاج الدرامى يكون تابعا للأزهر ويختص بالأعمال الدينية ومثل هذه الأعمال؟
الأزهر لا يحتاج إلى صندوق لكى يمول، ولو وجد أن الفكرة جيدة أعتقد أنه سيقوم بذلك.
أليس هناك تأثير على قطاع الإنتاج بالتليفزيون لإحيائه؟
ليس لى علاقة أو شأن بالتليفزيون المصرى وهذا بسبب غياب التنسيق ما بين
بعد هذه السنوات من تجربة المجلس والهيئة كيف تقيم الموضوع خاصة أن بعض الناس تقول إننا نحتاج من جديد لوجود وزير للإعلام مرة أخرى؟
وزير الإعلام موضة، فالناس تتحدث دون تفكير، فأنا لدى سلطات وزير الإعلام وأكثر وأنا بداخلى مكرم محمد أحمد النقيب 4 مرات وبداخلى صحفى مهنى يعمل فى هذه المهنة منذ أكثر من 60 سنة، وداخلى أيضاً تاريخى المهنى الذى أخاف عليه، فمجموعة الأشياء المتجسدة فى الوضع تقوينى وتجعلنى أقوى كثيراً من أى وزير إعلام جاء فى تاريخ مصر، هل بدون كنت أستطيع مواجهة كل هذه الأشياء هل كان فى مقدورى أن أقف وسط كل هذه التيارات بمفردى وأقاومها وأنجح فى أن أضع شواطئ لكثير من المسائل التى لم يكن لها شواطئ.
ما تقييمك لأداء المجلس والهيئة فى هذه الفترة؟
الكلام القديم الذى كنت أقوله هو نفسه، وهو أن هذه المجالس ليست لها علاقة ببعضها وليست بينها أية وسائل حقيقية، فكل فرد يعمل فى وادٍ ومن المفروض أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لا ينظم شيئا لأنه لا أحد يريد أن ينتظم.
- وقانون المجلس لا يعطيك الحق بأن تتدخل فى هذا التنظيم؟
القانون لا يساعدنى أيضاً.
كيف ترى مستقبل هذه الهيئات؟
إما أن هذه الهيئات تنتظم بالفعل بخطة واحدة تستهدف الإصلاح وإما أن تندثر ويصبح ليس لها وجود.
كشيخ للصحفيين ووضع الصحافة لا يخفى عليك سواء كصناعة أو كصحفيين كيف ترى الأفق؟
أرى أن لدينا صحفيين جيدين، لدينا قدر من الحرية يمكننا بالفعل من أن تكون لدينا صحافة جيدة، ولكن الصحافة تمر بأزمة شديدة وهذه الأزمة أزمة اقتصادية، وتمر بها الصحافة فى العالم كله، لأن الصحافة المطبوعة والمقروءة لا تعد بذات القوة ولم بذات الحجم ولا بذات الإمكانيات التى كانت موجودة فى السابق ولا بذات التأثير الموجود، وظهرت صور جديدة منافسة أكثر تأثيراً وأسهل وأيسر قللت من قيمة الصحافة المكتوبة، ولكن لا نستطيع على وجه الإطلاق إننا نقول إن كل شىء سيضيع، لا تزال الجودة مهمة، ولا يزال الرأى الذى يستند إلى عمق وحقيقة محترم ولا يزال مسموعاً، ومن ثم نحن لدينا مشكلة أخرى وهى مشكلة الإتقان وهذا أيضاً مرض لأننا جميعاً كصحفيين كان يهمنا أن يقرأ أعمالنا ناس كثيرة، لكن الآن كل رؤساء التحرير هؤلاء يهمهم أن يقرأ عملهم شخص واحد فقط وهذا ليس طريقا إلى الجودة، فأنت كنت فى أقوى نظام شمولى أحاط بمصر، ولكن مع هذا النظام الشمولى الشديد والقوى ظهر هيكل وموسى صبرى وغيرهم فكيف كل هؤلاء ظهروا فى ظل هذا النظام وكيف مكنتهم حرفيتهم ومهنيتهم من أن يرقوا بأدائهم بحيث يغطى على ذلك، فلابد أن يكون هناك حد من الجودة والمهنية، لأن عملية الارتقاء الطبيعى فى المهنة كانت تحدث بذاتها وبداخلها، فأنا نعم أترقى لأننى صاحب النظام أو موال للنظام فمن الممكن أن يكون حظى جيدا نوعاً ما ولكن إذا لم أكن مهنيا أستطيع أن أنجح مهما فعلت.
الإتقان الذى تتحدث عنه الآن هو الذى يجعل المنطقة حولنا مشتعلة ومليئة بملفات مفتوحة ولكن الإعلام المصرى غائب عنها؟
لا تظلم الإعلام المصرى بهذا الشكل، فالإعلام المصرى قاعد وليس غائبا، وإعلام مكسح، هل هناك صحفى ذهب لسوريا ليعرف ماذا حدث للسوريين، والسودان هل هناك صحفى ذهب ليرى المعتصمين فى السودان فهى صحافة قاعدة.
هل هى صحافة قاعدة بسبب نقص الكفاءة أم نقص الإمكانيات؟
أعتقد بسبب نقص الكفاءة أولاً ونقص الإمكانيات فأنا لا أظن أن إمكانيات الصحافة المصرية وصلت إلى حد أنها لا تستطيع أن تمول رحلة شاب صحفى إلى سوريا أو السودان أو أى رحلة لتغطية صحفية، فالجميع يجلس على المكاتب والجميع يستسهل.
كيف ترى الأوضاع الداخلية فى مصر.. هل تعافينا أم مازال أمامنا وقت؟
مصر تتعافى وإمكاناتها تزيد وأهم شىء أنها مدركة لوضعها، فما الذى يجعلنى أكون تاسع جيش فى العالم، أنه أصبح لدى موقع غاز على مسافة 80 كيلومترا فى داخل البحر بعيدا عن الشاطئ، والطائرات التى تطير مسافات طويلة وحاملة الطائرات، أفليس واجبا عليك أن تحميها وكيف تحميها إن لم تحمها بأدوات، فأنا أرى أن مصر واعية ومدركة وهذا مهم، ولكن هناك قليلا من القلق وانعدام الثقة بالناس، لأن المصريين يستحقون أن يكونوا فى وضع أفضل.
ما سبب عدم وجود ثقة بالناس؟
لا بد أن يتم تعزيز ورفع مستوى الحرية والاحتفاء بالرأى والرأى الأخر فى إطار محترم وعبر نقاش إيجابى وأظن أن مصر ستكون أفضل من ذلك. والمواطنون يلعقون الصبر إلى النهاية، فسعر الكهرباء ارتفع وغيرها من إجراءات الإصلاح الاقتصادى، فلو لم تكن هناك قناعة لدى الناس بأن هذه الأشياء ضرورية ومفيدة ولابد منها لم يكونوا ليتحملوا.
أى إننا من الممكن أن نقول إن الناس استوعبت دروس السنوات العشر الماضية فلذلك هى قادرة على أن تتحمل؟
نعم وأيضاً لا بد أن نقول إن الناس أدركت أنه لم يعد هناك بديل آخر، وأدركت ما يحدث هو الفعل الصحيح، فنظرية «عيشنى النهارده وموتنى بكرة» ليست سياسات أو أنك تعمل سياسات اليوم لكى تدفع بالأزمة وتؤجلها قليلاً أو أنك «تبشبشها» على حساب جيل مقبل أو على حساب حاكم مقبل كل ذلك لم يعد ناجحاً.
- كيف ترى الإعلام الذى يصدر عن الأزهر، وما نصيحتك لهم، فهل الأزهر يحتاج إلى أن يطور من أدائه الإعلامى.
الأزهر عليه ألا يتوقف عن الاجتهاد، وتطوير وسائله وأدواته، وقد اثبتت تجربة جريدة «صوت الأزهر» وما حدث فيها من تطوير، وكذلك دخوله مجال إنتاج مسلسلات الكارتون والحملات التى أطلقها، أن الأزهر يستطيع عمل المزيد من الاشتباك مع قضايا المجتمع لتوضيح وجهة نظره وتقديم نصائحه والحضور الكامل على الساحة.
أقرأ جريدة «صوت الأزهر» وأستمتع بقراءتها وأستطيع أن أقول بعد تصفحها والوقوف على تطورها إن الأزهر أصبح له آذان وعيون، آذان تسمع جيداً وعيون ترى أكثر مما كانت ترى سابقاً بأجهزة الإعلام الموجودة عنده اليوم، وأظن أنه مثلما هو يؤثر فى العالم هذه التأثيرات أعتقد أنه لا بد أن يكون مدركا أن تأثيره يتزايد ويكبر ومكانته تكبر ويصبح يوماً وراء يوم محل ثقة متزايدة وتصديق متزايد وإيمان متزايد، وهذا يحتاج لنجاح إعلامى مواز وحضور أقوى ويحتاج أن يوفر له إمكانيات ودعم لإنضاج هذه التجارب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة