تعرف على أعمال الفنانين المشاركين فى بينالى الشارقة للفنون الـ 14

الأربعاء، 29 مايو 2019 03:00 م
 تعرف على أعمال الفنانين المشاركين فى بينالى الشارقة للفنون الـ 14 عمل الفنان أحمد فؤاد عثمان
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحتضن ساحة الخط فى قلب الشارقة مجموعة من المشاريع والأعمال الفنية التى قامت بتقييمها الفنانة زوى بُت تحت عنوان "رحلة تتخطى المسار" ضمن بينالى الشارقة 14، وتعرض هذه الأعمال فى كل من متحف الشارقة للخط، وبيوت الخطاطين، ومركز الشارقة للخط العربى والزخرفة، وبيت الخزف، وجمعية الإمارات لفن الخط العربى والزخرفة.

يبحث "رحلة تتخطى المسار"، فى السياقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإيديولوجية التى أعاقت حركة الإنسانية، وسببها وآثارها، وصداها، وكيف غُيب الإحساس الإنسانى الجمعى بفعل النظم البيروقراطية الصارمة، ويكشف الفنانون عن التأثير المتوارث بين الأجيال لمجموعة من الأدوات الجسدية والنفسية، محاولين إلقاء الضوء على ضرورة التبادل والتنوع في جميع أنحاء العالم.

"التنين الملك على صخرة الكبرياء الناعسة" هو عمل الفنانة أناوانا هالوبا الذى تستكشف فيه حضور الصين فى إفريقيا، وأثر ذلك على حيوات عامة السكان فى زامبيا على وجه التحديد، حيث أسهمت الصين من خلال إنشاء سكة تازارا الحديدية فى تشكيل جبهة موحدة لحماية سيادة إفريقيا.

ويعتبر هذا المشروع الذى أنجز بين عامى 1968 و 1975 أول مشاريع الصين وأكبرها فى مجال البنى التحتية فى إفريقيا واصلاً زامبيا التى تفتقر إلى أى منفذ بحرى، وتم النظر إلى سكة تازارا الحديدية إفريقياً بوصفها خطوة مناهضة لنظام التمييز العنصرى، ورمزاً للحرية وفعل مقاومة ضد قوى الاستعمار.

وتقدم هالوبا ذلك عبر عمل تركيبى يستند إلى الرحلات التى قامت بها إلى سكة تازارا، حيث استقلت خلالها مجموعة من القطارات القديمة، وسجلت محادثات مع مسافرين حول دور الصين السابق والحالي في إفريقيا، كما أعادت تصميم بطاقات بريدية وخريطة للطريق الممتد من بلدة كابرى مبوشى إلى دار السلام، واستكشفت مجدداً مرحلة التحرر في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين من خلال الأغانى والرسم،  إضافة إلى ذلك يسبر العمل بعينٍ نقدية حضور الصين المعاصر فى القارة الإفريقية لفهم مبادرتها التى حملت اسم "حزام واحد طريق واحد" ويعزى لها الفضل فى إنشاء ممرات برية وبحرية تصل جنوب شرق آسيا مع أوروبا الشرقية وإفريقيا.

ويستند عمل الفنان شو تشن "مجاعة السودان" إلى الصورة الحائزة على جائزة بوليتزر لعام 1994 للمصور الجنوب إفريقى كيفن كارتر، والملتقطة لنسر يتربص بطفلة سودانية جائعة.

 

فى البداية، حظيت صورة كارتر بالثناء، لكن بعد فترة وجيزة، أثارت جدلاً عالمياً بشأن المعايير الأخلاقية للتصوير الصحفي، وتساءل كثر كيف له أن يغادر المكان من دون معرفة مصير الطفلة، انتهى المطاف بكارتر منتحراً بعد مواجهته إدانة قاسية على فشله في مساعدة الطفلة التي حصد من خلالها الكثير من الشهرة والأضواء.

يتكون عمل تشين من صور فوتوغرافية وفيديو، ويحاول معاينة القيم الإنسانية العالمية والتعاطف البشرى وحدوده الأخلاقية.

فيما يبحث الفنان أنتاريكسا في عمله "الرفاهية التعاونية" عن الفنانين اليابانيين الذين تم إرسالهم إلى ساحات القتال لإنشاء صور فى الحرب الصينية اليابانية الأولى (1894-1895) والحرب الروسية اليابانية بعد عشر سنوات، واستمرار هذه الممارسة على نطاق غير مسبوق فى ثلاثينيات وأوائل أربعينيات القرن العشرين، عندما جنّد الجيش مئات الفنانين للعمل فى وزارة الدعاية "سيندنبو"، بما فى ذلك عدد كبير من الفنانين والمثقفين الإندونيسيين البارزين، حيث تم عرض أعمالهم عن الحرب فى المعارض اليابانبة التى جذبت أعداداً كبيرة من الزوار، وحضرها حتى الإمبراطور نفسه، وتم تضخيم قيمة الدعاية لأعمالهم بشكل أكبر من خلال نسخها فى وسائل الإعلام الجماهيرية.

في هذا العمل تدخل السيطرة العسكرية على الذاكرة الثقافية من خلال السير الذاتية للأشخاص الذين استخدموا الوسائل الفنية ليصبحوا وسطاء فى نقل الرسائل المتشددة، وسرديات الحرب، وتوثيق تعابير غير مصادق عليها.

ويسعى الفنان أحمد فؤاد عثمان فى عمله " إنريكى من إقليم ملقا: مشروع تذكارى" لإعادة بناء شخصية مفقودة وأرشيف ضائع حول هوية رجلٍ تحتفى به حالياً كل من ماليزيا وأندونيسيا والفيلبين، مستنداً إلى أدلة تاريخية ومقابلات أكاديمية وتسجيلات شفاهية.

اكتشف عثمان شخصية إنريكى من ملقا في رواية صدرت عام 1985 للكاتب هارون أمين أوراسيد، واطلع الفنان من خلالها على حكاية مغايرة عن أول رجل أبحر حول العالم، ورغم أن هذا الإنجاز عادة ما يتم نسبه إلى المستكشف البرتغالي فرناندو ماجلان، لكن العالم الفينيسي أنطونيو بيغافيتا الذي رافق ماجلان في رحلته هذه دوّن وفاته المبكرة خلال صراع مسلح في جزيرة ماكتان فى تاريخ 27 أبريل 1521.

وبناءً على ذلك، فإن ماجلان لم يكمل قط رحلة إبحاره حول العالم. وكان إنريكي مرافقاً لماجلان في هذه الرحلة بعد أن أسره الأخير واتخذه عبداً عام 1511، وتم التحقق من هذه الحقيقة من خلال وصية المستكشف الأخيرة وشهادته التي من خلالها وهب العبد حريته عقب موته، لكن ما حل بإنريكى في ماكتان بقي غير معروف، ويشكل غياب حقائق موثقة حول هذا الأمر إرثاً أسطورياً تاريخياً بما يتعلق بهويته وولائه وسمعته.

ويطرح عثمان أسئلة عديدة حول إنريكى، ومدى استحقاقه للقب أول إنسان يدور حول الأرض، ومن خلال تطوير سردٍ مستندٍ على مصادر مأخوذة من مناطق جغرافية متداخلة تاريخياً وثقافياً، يتساءل الفنان حول الطريقة التي تتم فيها كتابة التاريخ، ليس هذا فحسب وإنما أيضاً عن الجهة التى تحدد قيمة ما يحفظه التاريخ.

عمل الفنان أحمد فؤاد عثمان
 

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة