استطاعت مصر أن تستعيد الإرهابى هشام عشماوى الهارب إلى ليبيا، بعدما نشر الفساد فى الأرض وتسبب فى ارتكاب عدد من الكوارث التى حتما سيحاسب عليها.
لكن من زاوية أخرى هناك سؤال ثقافى يطرح نفسه، كلما كان الحديث يدور حول الإرهاب وهو: ما الذى يقرأه الإرهابى؟.. ما الكتب التى تصنع هذه العقلية الرافضة للمجتمع؟ خاصة أن هشام عشماوى كانت بداية تحوله إلى الإرهاب بتوزيع عدد من الكتيبات على زملائه طالبا منهم عدم طاعة قادتهم، فالعقلية الإرهابية متقاربة فى التكوين الثقافى، ربما تختلف المادة المقدمة، لكن حتما يجمعها (العنف والرغبة فى التدمير) ويستقون أفكارهم من منتج قائم على نبذ الآخر وإبعاده.
ومن الدراسات المهمة المتعلقة بهذا الأمر ما قام به باحثون حللوا عدد 1695 منشورا ووثيقة ضبطت لدى 44 مدانا بالإرهاب، فى 10 تحقيقات أنجزتها الشرطة البريطانية بين 2004 و2015، تضمنت المحجوزات مواد مكتوبة وصوتية ومقاطع فيديو، أغلبها باللغة الإنجليزية. وحضرت العربية فى الأناشيد الحماسية وبعض الكتب، فيما ذيلت مقاطع الفيديو بالترجمة إلى الإنكليزية.
فى هذه الوثائق كان المنظرون الجهاديون حاضرين بقوة، منها كتابات الداعية الأميركى من أصل يمنى أنور العولقى (قتل سنة 2011) والجمايكى عبد الله فيصل، وزعيم الأفغان العرب عبد الله عزام، وأبو أويس عبد الله على، وعلى التميمى وآخرين، وحضرت أيضا مقالات سيد قطب.
ومن أشهر الكتب التى يقرأها الإرهابيون:
مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق
كتاب مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق، من تأليف أبو زكريا أحمد بن إبراهيم بن محمد المشهور بابن النحاس، يتحدث فيه عن الجهاد، أخذه من عدة كتب منها كتاب ابن عساكر وزاد عليه ورتبه على ثلاثة وثلاثين بابا وخاتمة ثم ترجمه باقى أفندى الشاعر بالتركية، واختصره مصطفى بن إسماعيل الامام.
كتاب "ملة إبراهيم"
كتاب تكفيرى خصصه أبو محمد المقدسى، ويقوم الكتاب على فكرة الأخذ بملة النبى إبراهيم، هذا الأخذ و"التأسي" يتمثل بالكفر "بالطاغوت" والبراءة منه، يتدخل المقدسى فى تحديد أشكال هذا الكفر، إذ لا يجوز أن ينخرط المسلم فى وظائف الطاغوت، خصوصا فى السلك العسكرى، ولاحقا أفتى المقدسى بكفر القوات الأمنية العربية كما كان أتباعه يؤكدون.معالم فى الطريق
كتاب معالم فى الطريق لمؤلفه سيد قطب، هو من أشهر كتب التطرف وأكثرها جدلاً، تتركز فيه أفكاره الأساسية فى التغيير الذى ينشده وإن كان أصله مأخوذاً من كتابه فى ظلال القرآن فى طبعته الثانية.
وبحسب الكاتب التونسى مختار الدبابى فى مقال نشرته إحدى الصحف العربية، فإن "معالم فى الطريق" رسم معالم واضحة اهتدت بها كل التيارات الإرهابية التى نشطت فى العالم العربى والإسلامى وفى غيره، وتأتى أهميته بالنسبة للتيارات الإسلامية، ولشتى المشغولين بتتبع مسارات الأفكار المتطرفة، فهو حلقة فى سلسلة المناهل التى تنهل منه تلك التيارات، فهو كتاب لا ينفصل عن إرث ابن تيمية وأبو الأعلى المودودى وحسن البنا.
وتأتى خطورة "معالم فى الطريق" بحسب متخصصون بفكر الجماعات الإسلامية أنه حول الجماعة إلى فرقة ناجية اعتمادا على مدونة انتقائية للنصوص المرجعية تؤسس بها لشرعيتها فى مواجهة الآخر ويحمل رؤية فلسفية تجعل المختلف كافرًا وجاهليًا بالضرورة.
كتاب "فصول فى الإمامة والبيعة"
لأبى المنذر الشنقيطي، ويقول فيه إن "تنصيب الإمام واجب شرعى على المسلمين فى كل مكان ولا يختص به زمان عن زمان. ومن زعم أن نصب الإمام غير واجب فى هذه الأيام فقد افترى على الله، لأنه عارض الائتلاف وزعم أن الشرع أقر الناس على التفرق والاختلاف".
مسائل من فقه الجهاد
كتاب من تأليف أبو عبد الله المهاجر "عبد الرحمن العلى" تلقَّى علومه الإسلامية فى باكستان، يقع الكتاب فى 600 صفحة، ويعتبر الأساس الفقهى لمعظم المنطلقات الفقهية والدينية لتنظيم "داعش"، إذ لا نظير له فى بحث وإيجاد الآثار والنقول كافة من التراث الفقهي، والتى تفضى إلى أبشع وسائل القتل.
خصص الكتاب مبحثاً كاملاً بعنوان: "مشروعية قطع رؤوس الكفار المحاربين"، أكد فيه أن قطع الرؤوس أمر مقصود، بل محبوب لله ورسوله، وقام مؤلف الكتاب بإيجاد الشواهد والآثار الدينية فى تبرير وتسويغ مختلف وسائل القتل والتعذيب، فلم يكتف بالذبح والإحراق، وإنما تناول القتل بإلقاء الحيات والعقارب، وبالإغراق بالماء، وبهدم الجدر والبيوت، وبالرمى من الشاهق، والسعى لامتلاك أسلحة الدمار الشامل، من نووية وكيمياوية وجرثومية، وأن الضرورة فى أعلى درجاتها، وليس مجرد الحاجة هو ما يدعو إلى ذلك.
العمدة فى إعداد العدة" و"الجامع فى طلب العلم الشريف"
لسيد إمام، أبرز منظرى الجهاد العالمي، انتشرت كتبه فى منطقة القبائل الأفغانية إبّان فترة "الجهاد" الأفغانى ضد الاتحاد السوفيتي، يعدّ أحد أبرز المرجعيات التى استندت إليها السلفية الجهادية فيما بعد. له أيضا كتاب "الجامع فى طلب العلم"، ترجم كتاباه إلى معظم لغات العالم، باعتباره بمثابة دستور تنظيمى للجهاد و"القاعدة".
الجهاد والاجتهاد
كتاب "الجهاد والاجتهاد" لأبى قتادة الفلسطينى، وهو من أشهر المنظرين لأطروحات وخطابات السلفية الجهادية، نشر عام 1999، وكان من المؤيدين للجماعات الإسلامية المقاتلة فى الجزائر.
وأبو قتادة يكفر جميع علماء الإسلام ويحرض على القتل، ويفتى بذبح الأطفال ويبيح السلب والسبى، ويرى أن هناك كفارا أصليين وهناك كفار مرتدون، فالأصليون كالنصارى واليهود والمجوس وغيرهم، والمرتدون من دان من المسلمين بغير دين الإسلام كالبعثية والعلمانية والشيوعية وغيرها، أو من أتى بناقض من نواقض التوحيد.
كتاب "آيات الرحمن فى جهاد الأفغان"
يعد مؤلف كتاب "آيات الرحمن فى جهاد الأفغان" عبد الله عزام، الأب الروحى للجهاديين وكان تأثيره طاغياً، وانتشرت فتواه أن الجهاد فرض عين، كتب فى وصيته عام 1986: "الناس كلهم آثمون بسبب ترك الجهاد.. لا إذن لوالد على ولده، ولا زوج على زوجته"، فقد كرس الشيخ عزام حياته كلها لجذب الشباب العرب للجهاد الأفغانى، تدريجياً زاد نفوذه وشهرته، حتى أنشأ دار خدمات الجهاد عام 1984.
وفى الكتاب يحاول تصوير ما قام به تنظيم طالبان انتصار للشعب الأفغانى نفسه، متداولا قصصا أسطورية عن قيام طيور بالدفاع عن المجاهدين تحت قذائف الطائرات هناك.
كتاب "إعلام الأنام بميلاد دولة الإسلام"
كتاب "إعلام الأنام بميلاد دولة الإسلام" لـ عثمان بن عبد الرحمن التميمى، يعد من أكبر الكتب الجامعة للأحكام والمراجع التى تنص على وجوب قيام الخلافة الإسلامية وضرورة تطبيق الشريعة، وهو ينتصر لما قام به تنظيم داعش الإرهابى فى العراق وسوريا، ويرى أن القتل.
مقالات عمر عبد الرحمن
يعد عمر عبد الرحمن الزعيم الروحى للجماعة الإسلامية وله مجموعة من المؤلفات، اعتقل فى الولايات المتحدة وقضى فيها عقوبة السجن المؤبد بتهمة التآمر، فى قضية تفجيرات نيويورك سنة 1993، حذرت دار الإفتاء من مقالاته الفكرية، خاصة: "قولوا للظالم لا، والشريعة الإسلامية شريعة كاملة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة