تصديق الأخبار الكاذبة توجه عالمى وإيطاليا تواجهه بالمناهج التعليمية
قطر استخدمت "الجزيرة" فى تدمير ليبيا.. وبالغت فى أعداد الضحايا من النساء والأطفال وذكرت أنها بالملايين والحقيقة لم تتجاوز 2%
غلق مواقع التواصل الاجتماعى فى الأزمات أمر بديهى وعلى مصر ممارس الضغوط على إدارات السوشيال ميديا
انتشار الأخبار الكاذبة على السوشيال ميديا يعادل 5 أضعاف الأخبار الحقيقة
من المدهش تعرض مصر لاتهامات بقمع الحريات بسبب مواجهتها للتطرف والأخبار الكاذبة
الجزيرة نشرت فيديو مفبرك لإثارة الأوضاع ضد صدام حسين قبل الاحتلال الأمريكى
إدراج اليمين المتطرف فى الغرب على قوائم الإرهاب ضرورة.. والدعوة للعنف ليست حرية رأى
فى كتاب "حروب الجيل الخامس.. أساليب التفجير من الداخل على الساحة الدولية"، يقدم الدكتور شادى منصور، رئيس وحدة تقدير الاتجاهات الأمنية بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة فى دولة الإمارات العربية المتحدة، عرضا لأبرز ملامح حروب الجيل الخامس التى تبلورت فى العقد الأخير، بهدف تفجير الدول من الداخل، من خلال استخدام العديد من الوسائل غير التقليدية، مثل الحروب الاقتصادية والسيبرانية والمعلوماتية والبيئية، وكيف استخدمتها عدة دول فى حروب وأحداث شهدها العالم خلال الآونة الأخيرة.
كما يبرز الدكتور شادى منصور، فى كتابه الصادر عن دار العربى للنشر، فى القاهرة، بالتزامن مع فعاليات معرض أبوظبى الدولى للكتاب 2019، المفاهيم والمصطلحات التى وضعها عدد كبير من المنظرين العسكريين والاستراتيجيين لفهم ورصد واستشراف التحولات التى طرأت على أشكال الحروب.
"اليوم السابع" التقى بالدكتور شادى منصور فى معرض أبوظبى الدولى للكتاب 2019، وكان لنا معه هذا الحوار، الذى كشف فيه عن وقائع عديدة لدور قطر فى تدمير الدول العربية من الداخل، وسعيها الحثيث إلى إضعاف الدولة المصرية، كما تحدث عن كيفية مواجهة أشكال حروب الجيل الخامس، وإلى نص الحوار.
الزميل بلال رمضان يحاور شادى منصور فى معرض أبوظبى للكتاب
من الجيل الرابع إلى الخامس.. متى وصلنا إلى هذا علميا؟
حروب الجيل الخامس، هو المفهوم الأحدث، فالجيل الرابع دائما ما كان يشار إليه بـ"العمليات"، أما الجيل الخامس، فأصبح السائد هو "الحروب"، وأحد المنظرين العسكريين الأمريكيين، والذين ينظرون لهذه الحروب، هو من بلور ماهية حروب الجيل الخامس.
وما هو الفرق بين عمليات الجيل الرابع وحروب الجيل الخامس؟
هى قائمة على فكرة الحروب اللامتماثلة، القائمة على محاولة طرف ضعيف أن ينتصر على طرف أقوى، من خلال محاولة الاستنزاف، وهذه المحاولة أو هذه الحروب دائما ما تنتصر.
وهل توجد أمثلة عملية على ذلك؟
بالطبع، لدينا ما حدث فى فيتنام من خلال عملية استنزاف طاقة الجيش الأمريكى، وتمثل ذلك فى محاولة استطالة مدة الحرب لفترة زمنية طويلة، لا تمكن الطرف الأقوى من تحقيق انتصار حقيقى، ولدينا أيضًا مثال آخر، يتمثل فيما حدث فى السوفيت فى أفغانستان، فعلى مدار عشر سنوات من الحرب لم تتمكن من تحقيق أى انتصار أو أهداف، بل تم استنزاف اقتصاد السوفيت.
وهل يوجد مثال حديث العهد فى ظل ما نعيشه؟
حروب الجيل الخامس شهدنا التطبيق الخامس لها بعد بداية أحداث الربيع العربى، وقبل ذلك، كانت روسيا ترى أن الولايات المتحدة الأمريكية قد اتجهت لتطبيقها فى 2004 فى عدة دول، مثل أوكرانيا، وشرق أوروبا، فيما عرف بالثورات الملونة، وكان الهدف الأساسى منها، هو انتفاضة الشعوب على الحكومات التى كانت موالية إلى روسيا، وثم استبدالها بحكومات أخرى، وكان هذا اتهام من الروس للأمريكان. لكن التطبيق الكامل لحروب الجيل الخامس لم يحدث إلا بعد ثورات الربيع العربى، وحدث بصورة واضحة فى الحالة الليبية.
بلال رمضان يحاور الدكتور شادى منصور
وكيف حدث ذلك فى ليبيا؟
ما حدث فى ليبيا، أن انتفاضة اندلعت ضد معمر القذاقى، أيا كانت الأسباب، إلا أن المبالغة الإعلامية، ومحاولة تضخيم من الأوضاع، والحديث عن القيادة الليبية تقوم بقتل الشعب تبين فيما بعد أنه غير صحيح.
وكيف تبين ذلك؟
عملية التضخيم من الأحداث، عكف عليها الإعلام الغربى، وكذلك قناة الجزيرة فى قطر، وتبين ذلك فى أرقام الضحايا، وبخاصة الأطفال، حيث تبين أن قناة الجزيرة كانت تقوم بذلك من أجل الجماعات الإرهابية التى تدعمها فى داخل ليبيا، مثل جماعة الإخوان المسلمين، وجماعات مقاتلة موالية لتنظيم القاعدة، وكان نظام القذافى قد دخل مع هذه الجماعات فيما يسمى بالمراجعات، للإفراج عنهم من السجون، وكان ذلك بدعم من قطر، ومن هنا فحينما وقعت الانتفاضة فى ليبيا عكفت قناة الجزيرة على تضخيم الأحداث، والتلاعب فى الأرقام، وخاصة فى الفئات المشمولة بالحماية مثل النساء والأطفال، وذلك لإظهار حالات القمع، وكان هناك تركيزا كبيرا بصورة سيئة على منطقة مصراته.
شادى منصور رئيس وحدة تقدير الاتجاهات الأمنية بالإمارات مع محرر اليوم السابع
وكيف تم كشف هذا التلاعب من قبل قناة الجزيرة؟
حينما أصدرت منظمات حقوق الإنسان أرقام الضحايا، تبين أن هناك فجوة كبيرة بين هذه الأرقام الحقيقة، والأرقام التى كانت تذكرها قناة الجزيرة، فعلى سبيل المثال، فإن العدد الإجمالى لمن سقطوا فى مصراتة من النساء والأطفال، لم يكن يتجاوز 2% أو 3%، فى حين أن قناة الجزيرة ضخمت هذا العدد بشكل كبير، حيث كانت تزعم أن الأعداد وصلت إلى الملايين.
إن ما يجعل نتحدث عن تطبيق حروب الجيل الخامس فى ليبيا، لا يقتصر على هذا، بل تمثل فى الدعم الذى تم تقديمه إلى الجماعات الإرهابية أو الجماعات التى تمت تسميتها بالثوار أو المعارضة ضد القذافى، فأغلب الجماعات التى حصلت على الدعم هى الجماعة المقاتلة، والتى هى بالأساس موالية إلى تنظيم القاعدة، فهم من شاركوا فى العمليات العسكرية، وكذلك مشاركة بعض القوات الخاصة من قبل فرنسا أو بريطانيا فى بعض المراحل، وفى هذه الأثناء كان قرار مجلس الأمن الذى ينص على عدم استخدام الطيران، استغلته الولايات المتحدة الأمريكية فى دعم الجماعات التى هى فى أغلبها محسوبة على الإرهاب.
شادى منصور صاحب كتاب حروب الجيل الخامس
وفى النهاية، وبعد كل هذا، فإن ما حدث من تدمير للدولة الليبية، حدث بدون أى احتلال عسكرى، والسؤال هنا، هل أنفقت الولايات المتحدة الأمريكية مبالغ طائلة من أجل تحقيق ذلك؟، الإجابة، إطلاقا، فما أنفقته كان محدودا جدًا، مقارنة بحجم الدمار، وكان من بين الأسئلة المطروحة، هى أن مخازن السلاح للجيش الليبى استولت عليها الجماعات الإرهابية الموالية لتنظيم القاعدة، وتم استخدامها فى مناطق أخرى، منها مالى، وإذا كان الولايات المتحدة الأمريكية ترغب فى وقف ذلك، لقامت باستهداف مخازن السلاح لتدميرها، حتى لا تقع فى أيدى هذه الجماعات الإرهابية، لكنها وقفت صامتة، وربما كان هذا أحد أهدافها، فلولا هذه الأسلحة لما كان يمكن لتنظيم القاعدة أن يستولى على مالى بعد عام أو اثنين، لولا هذا السلاح، وكذلك، فإن تدهور الوضع الأمنى فى مصر أثناء ذلك، كان بسبب الجماعات الإرهابية التى حصلت على السلاح وقدمت من شرق ليبيا، وحاولت تنفيذ عمليات داخل مصر.
نعود لمفهوم الجيل الخامس.. ما هى أشكاله الأخرى؟
من بين أشكاله أو أدواته، هو العمل على جعل الحكومة كخصم فى مواجهة المجتمع، والعمل على إسقاطها وتدميرها، فمنذ الثورات الربيع العربى، دائما ما كانت تظهر دعوات ومحاولات إسقاط حكومات معينة، بعد إظهار الحكومات بصورة فاسدة، يتم إسقاطها من أجل بناء أخرى، بهدف السيطرة، والهدف الأكبر هو جعل هذه المناطق مرتعا للفوضى، وحينما انتشر هذا الفكر، لم يتم بناء أى شيء مثلما حدث فى ليبيا، لو كانت هناك رغبة لتحجيم دور الجماعات الإرهابية فى ليبيا لتم ذلك، ولكنه تم توظيفها فى العديد من المعارك الجارية حاليا، حيث قامت تركيا بنقل إحدى الجماعات من ليبيا إلى سوريا، ومن ثم إلى ليبيا للمشاركة فى معركة طرابلس، لكن الجديد فى هذا الموقف، هو تغير موقف الولايات المتحدة الأمريكية بإدارة الرئيس دونالد ترامب، اتخذت موقفا صريحا، وأيدت خليفة حفتر.
شادى منصور قطر ساهمت فى تدمير ليبيا
وهنا نذكر ما حدث فى انتخابات عام 2013 فى ليبيا، وخسارة جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وكل حلفائهم، نتيجة لما حدث فى مصر، بعد الإطاحة بنظامهم، إلا أنها لم تعترف بنتيجة الانتخابات، وقامت بالسيطرة على طرابلس، وقاموا بفرض سيطرتهم كأمر واقع، وحينها هربت الحكومة الشرقية، وحينما تدخل المجتمع الدولى فى ذلك، أسس حكومة الوفاق، والتى لا تستند إلى أى انتخابات، وشاركت فيها عناصر من الإخوان، وكأن الأمم المتحدة فى ذلك الوقت كانت تكافئ الإخوان على فرض سيطرتها، بعدما استخدمت القوة العسكرية، وضمت جماعات إرهابية معترف بها، مثل الجماعة المقاتلة، التى سبق وأن شاركت بدعم من قطر إلى الاستيلاء على النفط فى شرق ليبيا، الذى يخضع للحكومة.
ولهذا فإن الموقف الأمريكى الآن مختلف تماما، ويقوم بدعم لأول مرة القضاء على التنظيمات الإرهابية، بعدما كانت هناك اتهامات للإدارة إبان حكم الرئيس الأمريكى باراك أوباما، إلا أنها كانت تتجاهل هذه الاتهامات وكذلك التنظميات.
وهنا فإن حروب الجيل الخامس، فهى كما وصفها أحد المنظرين لها بأنها تشبه عملية التفجير من الداخل، واللعب على التناقضات الموجودة داخل المجتمع، والضغط عليها وتضخيم الأحداث، ودعم كافة الجهات للعمل على إحداث الانهيار الداخلى.
شادى منصور مصر تواجه حروب التفجير من الداخل
وبالنسبة إلى مصر.. كيف تقوم قطر والإخوان بممارسة أشكال حروب الجيل الخامس؟
قطر لديها مشروع تعمل عليه باستمرار، يتمثل فى التحالف مع الجماعات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة، أو غيرها، وفعلت ذلك بشكل لا يخفى على أحد فى سوريا، وكذلك حاولت كثيرا من خلال تحالفها مع هذه الجماعات على إضعاف الاقتصاد والحكومة المصرية، والعمل على إظهار أن الأوضاع الاقتصادية فى مصر لن تستمر، والضغط على الدولة، فجميع العمليات التى شهدها صعيد مصر، هى بالأساس مرتبطة بالجماعات التى كانت متواجدة فى ليبيا، وجاءت لتنفيذها بهدف إسقاط الدولة، وكل هذا لا يمكن عزله بعيدا عن الدور القطرى، وفى إحدى العمليات الإرهابية التى تم تنفيذها فى إحدى الكنائس، كان المنفذ قد ذهب إلى قطر ثم عاد إلى لمصر تنفيذ عمليته.
شادى منصور يتحدث عن مواجهة مصر لحروب الجيل الخامس
وكيف ترى عملية استغلال السوشيال ميديا فى حروب الجيل الخامس؟
لا شك أن الأخبار الكاذبة التى نراها على مواقع السوشيال ميديا هى إحدى ملامح حروب الجيل الخامس للتأثير سلبيا على المجتمعات، وهو أسلوب شديد الخطورة، لعدة أسباب، أولها أن أغلب مستخدمى السوشيال ميديا لا يعتمدون على الأخبار من مصادرها، ناهيك أن أحدث الدراسات أثبتت أن انتشار الأخبار الكاذبة على السوشيال ميديا يعادل 5 أضعاف الأخبار الحقيقة، لأنه يعتمد على العناوين الجذابة التى تجافى الواقع، والإغراء الذى يغرى به نوعية من الناس يتم استقطابهم إلى هذه النوعية من الأخبار، وأبسط مثال على ذلك، هو ما حدث فى الانتخابات الأمريكية، وكيفية إثارة المجتمع ضد هيلارى كلينتون، والاتهامات التى وجهت إلى روسيا بتدخلها فى هذا الأمر، وهو ما أوضح حجم وتأثير وإمكانية ضرب دولة من الداخل من خلال السوشيال ميديا.
وما هو الحل برأيك؟
التشريعات، مثلما فعلت الدول الأوروبية، التى حذرت مواقع السوشيال ميديا فى حال عدم قيامهم بحذف أية أخبار كاذبة يتم الإبلاغ عنها، وذلك خلال فترة 48 ساعة، وفى عدم تنفيذ ذلك، يتم فرض غرامات مالية، وفى الولايات المتحدة الأمريكية، تم الضغط على إدارة "فيس بوك" لتوظيف عدد أكبر من أجل مراقبة عمليات "الشير" الضخمة التى تحدث لنوعية معينة من الأخبار، وهو ما لاحظناه أيضًا فى العمليات الانتخابية التى كانت تراقب دور السوشيال ميديا فيها، إلا أن المشكلة الحقيقة التى تحتاج إلى عمل وجهد، فهى تتعلق بفئة من البشر لديهم رغبة وميول لتصديق هذه الأخبار، وفقا لميول أو انتماءات أو توجهات خاصة بهم، ولهذا فإن أية أخبار تصب فى هذا الاتجاه فهم يدعمونها، هذا غير قاصر على الدول العربية فقط.
وهل هذه ظاهرة تحتاج إلى نوع من التعامل النفسى أم ماذا؟
هذه الظاهرة، تم الاصطلاح عليها بـ"سياسات ما بعد الحقيقة"، والتى تتمثل فى أن هناك إنسان يعلم بأن الأخبار التى يتم الترويج لها بشكل كبير تتضمن معلومات غير صحيحة، فإن هؤلاء الفئة لديهم رغبة فى تصديقها، وحدث هذا كثيرا، ومن أشهر هذه الوقائع ما حدث فى ألمانيا من نشر أخبار حول قيام أحد المهاجرين السوريين باغتصاب فتاة، وعلى الرغم من وزارة الداخلية أثبتت بالدليل القاطع أن هذا لم يحدث، وقيام الفتاة نفسها بإنكار الواقعة، إلا أن اليمين المتطرف ظل على موقفه وقام بمظاهرات كثيرة، وهو ما يظهر رغبة وإصرار هذه الفئة من المجتمع على تصديق الأكاذيب.
وهل ثمة أمل فى شفاء هذه الفئة؟
الحل الوحيد للتعامل مع هذه الفئة، هو تبنى الدولة لسياسات نشطة للرد على هذه الأكاذيب، مثلما فعل الاتحاد الأوروبى الذى قام بتمويل مشروع لإظهار حقيقة الأخبار الكاذبة، كما يمكنا هنا الاستفادة من التجربة الإيطالية، التى قامت باستحداث المناهج التعليمية، بإضافة مقررات حول كيفية التعامل مع السوشيال ميديا، والأخبار، وكيفية قراءتها، وكيفية تبيان حقيقتها إذا ما كانت حقيقة أم كاذبة، حتى لا يساهم المواطن الإيطالى فى نشر الأخبار الكاذبة، وهو ما يوضح أهمية المواجهة بالوعى والتعليم، وهو ما ينبغى على الدول العربية العمل عليه.
محرر اليوم السابع والدكتور شادى منصور
وكيف رأيت قيام سيريلانكا بوقف السوشيال ميديا عقب التفجيرات الأخيرة؟
هذا أمر بديهى، فوقف أو تعطيل السوشيال ميديا فى أوقات الأزمات أمر بديهى، فجميع الدول بدأت بالفعل فى التفكير ذلك، لأن تداعيات نشر الأخبار الكاذبة كبيرة جدا تفوق الحادث نفسه، وتماما كما فعلت نيوزيلاند حينما طلبت من "فيس بوك" حذف المشاهد الإرهابية.
على ذكر نيوزيلاندا.. كيف رأيت عملية التنفيذ وعلاقتها بحروب الجيل الخامس؟
للأسف الشديد، فإن اليمين المتطرف لا يتم إدراجه كمنظمة إرهابية، ومن هنا فإن الاهتمام الأمنى بهم لا يكون فى المقام الأول، لأن الأمن لديهم اهتمامات أخرى تتمثل الخوف أو الاستعداد من الإرهاب القادم من الشرق، وهو ما يعنى أن هذا خطأ منهم، وفى النهاية فكل هذا مرتبط بتعريف كل دولة للإرهاب، وهو ما يوضح لنا أن الدول التى ترفض تصنيف بعض الجماعات بالإرهابية، يكون ذلك لصالح استخدامها ضد دول أخرى، وهنا أيضا ننظر إلى موقف مصر حينما صنفت بعض الجماعات بكونها إرهابية، ومن أيدتها دول أخرى، لكن المشكلة الحقيقة التى دولا مثل مصر خلال مواجهتها للأخبار الكاذبة أو الأفكار المتطرفة، تتعرض لاتهامات بقمع الحريات، إذ يتم الخلط بين مكافحة الإرهاب والأفكار المتطرفة، وهو ما يثير الدهشة، لأن التنظيم يمارس أفعاله بنشر الأفكار المتطرفة، وبالتالى لا يمكن تبرير أو النظر إلى الأفكار المتطرفة باعتبارها حرية رأى.
ومن هنا، فإن مصر بحاجة إلى عملية ضغط على شركات مواقع التواصل الاجتماعى، وهذا لا يمكن اعتباره تحت أى بند بأنه ضد حرية الرأى والتعبير.
شادى منصور مصر تواجه حروب التفجير من الداخل
كمواطن عادى.. هل أنا ملزم بقراءة الكتب المتخصصة فى جيل الحروب الخامس حتى لا أشارك فيها بدون وعى أم ماذا؟
لا، لكن الأساس فى هذا، هو أن يكون الإنسان لديه عقلية نقدية، وأبسط الطرق هى أن تقوم بالبحث عن عنوان الخبر المنشور على السوشيال ميديا بكثرة، وفى حالة عدم وجود مصدر خبرى واحد جدير بالثقة، فهذا يعنى أن الخبر كاذب، الأمر لا يحتاج لأن تكون على ثقة تامة بأساسيات كتابة الخبر، فقط كل ما عليك هو أن تضع عنوان الخبر على محرك البحث، فإن لم يظهر فهو كاذب، وفى هذا السياق، فإن الحكومة المصرية، قامت باستحداث آلية للتعامل مع المحتوى الكاذب من خلال الرد على الشائعات بصفة مستمرة، وهناك تجربة مصرية فى نفس السياق تعتمد على تبيان حقيقة الخبر، وبخاصة تلك التى تحقق نسبة عالية من "الترافيك".
وهنا نتذكر تجربة قديمة، حينما تم تسريب فيديو نشرته قناة الجزيرة، قبل الاحتلال الأمريكى، يظهر أحد ضباط الشرطة إبان حكم الرئيس صدام حسين، وهو يقوم بضرب مواطن كردى حتى الموت، وبعد عدة سنوات، تبين أن الفيديو تم تصويره بشكل خاص لنشره لإثارة الأوضاع ضد نظام صدام حسين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة