حياةُ المرءِ فترات متتالية، فترةٌ تلو الأخرى، يعيش فيها أيامهُ ولياليهِ، يسعى ليكونَ يومهُ أفضلُ من ماضيهِ، وغدهُ أفضل من يومهِ. وقالت لى النفسُ: لمــــاذا حين تنظرُ لى فى فترة من عمركَ سابقة تُسعدك، مع توبيــــخك وتألمِك فى الوقت ذاتهِ؟! أهى فترة حسبتَ نفسك فيها السوي!
لا تدرى الآن ما ألم بها من داء عضال، أهو ندم أم تحسر! ما أسوأ الإجابة حين تكون: نعم.
ألا أقوى عقلياً ونفسياً على مواجهة الحـــقيقةِ التى باتت تُؤلمُنى، وأنــا بكل أسف أنزوى عنـــها وأهربُ لحالةٍ هيستريةٍ، ظناً منى أن تلك هى الحقيقة والعلاج.
الحقيقة التى باتت أمام عينــى توارت خلف – مُسايرة - الواقع الـــمؤلم حقاً، وبحجة واهيةٍ "هكذا الجميع صار حولى"، بصدق صرت لا أدرى من أنا! لا يَهِمُنــــى من مدح ومن ذم، لا فرق. فأنا فحسبى بنفسي، وإن نظر الجميع لى ولوَّحو بأيديهم: لا زلت أنتَ أنتَ الذى نعرفهُ، فعلى الجانبِ الآخر ما لا تعرفونه.
وقفات عديدة، وتوبيخات مريرة، لكن سرعان ما أعودُ أنا الذى لا أعرفهُ وكأن لا شيء يعنيني. فقدان صحبةٍ طيبة، وضياع نظرة جادةٍ، وفراق أماكن رسخت إلهام معرفة، وانسياب كل لون مستقيم راسخ "صرت أنا لا أعرفه". صرت أحزنُ على نفسي، أكثر من فرحة الآخرين علىَّ.
فيكفى من الضَحكِ ما يميت القلب، فاللهم نورٌ يَزيل الظلمة، وأملُ يدفع اليأس، وقيمة لكل شــىء مستقيم، وعفو منك ورحـــمة، ولا تجعل نعمــك على استدراج، بل رحمة منك وفضل، لا تجعلنا نعمل السوء، ظانين أننا نحسن صُنعاً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة