أكرم القصاص

سقوط عشماوى ومفاتيح تمويل الإرهاب شرقاً وغرباً

الخميس، 30 مايو 2019 07:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك أكثر من نصر يحققه تسلم مصر للإرهابى هشام عشماوى، بعد شهور من القبض عليه فى ليبيا، منها مكاسب معنوية تتعلق بتحقيق الوعد الذى قطعته الدولة بالقصاص لشهداء سقطوا فى مواجهة الإرهاب، فضلًا عن تحقيق العدالة بمحاكمة ومحاسبة عشماوى، على ما ارتكبه من عمليات إرهابية فى الفرافرة أو غيرها.
 
مع الأخذ فى الاعتبار، حجم ما تحقق فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب حيث تشير أى مقارنة بين الوضع اليوم وما قبل سنوات عندما كانت العمليات الإرهابية فى أشدها يعرف حجم ما تحقق على أيدى أبطال القوات المسلحة والشرطة فيما يتعلق بالمواجهة المباشرة أو العمليات الاستباقية لاصطياد الخلايا النائمة والزاحفة.
 
وقد حققت قوات الجيش والشرطة فى محاصرة بؤر الإرهاب فى العريش وتنظيفها، بعمليات نظيفة كانت قواتنا فيها تحرص على العمل بعيدًا عن المدنيين وتطبق معايير الأمان للسكان. وهو ما يرد عمليًا على أكاذيب منظمات حماية الإرهاب، مثل «هيومن رايتس ووتش» التى أصبحت تعبيرا واضحا عن إعلام ودعاية التنظيمات الإرهابية، بما تصدره من تقارير عبارة عن تجميع لمقالات وتقارير هى نفسها مفبركة منشورة فى مواقع الجزيرة أو المواقع التى ترعاها قطر ويسكنها حماة الإرهاب.
 
والأهم من هذه المكاسب هو أن القبض على هشام عشماوى هو ما يوفره القبض عليه حيًا من معلومات حول التنظيمات المختبئة أو الهاربة ومدى العلاقات والتشابكات والاتصالات بين التنظيمات التى تحمل واجهات مختلفة. خاصة أن عشماوى تنقل بين تنظيمات سوريا والعراق ومصر وليبيا، وانضم لتنظيم داعش ثم تركه ليؤسس تنظيمًا على مبادئ تنظيم القاعدة. وهو ضابط سابق، ويمكن من دراسة تطوره الكشف عن كيفية تحوله هو وأمثاله إلى الإرهاب، خاصة أن هناك أسماء أخرى مشابهة يمكن تتبعها.
 
ثم أن سقوط هشام عشماوى فى أيدى القوات الليبية ثم المصرية يعنى أن هناك جزءا كبيرا من مخازن المعلومات سوف ينفتح ليتيح الكثير من المعارف حول خطوط الإرهاب وتمويله وداعميه. وهذه هى النقطة الأهم فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب. 
 
هناك طوال الوقت مساحات معتمة وغموض فيما يتعلق بتحركات وتمويل التنظيمات الإرهابية، التى تتعدد فى الأسماء لكنها تخفى طرفا واحدا. يضاف إلى ذلك أن ليبيا تمثل آخر المعاقل التى يمكن أن يلجأ إليها الإرهابيون من سوريا والعراق، حيث تنمو التنظيمات فى غياب الدولة والمؤسسات، ولهذا فإن الميليشيات فى ليبيا تحارب لضمان استمرار الفوضى، والأوضاع غير المستقرة التى تتيح حرية الحركة للإرهابيين والميليشيات. 
 
وهناك تقارير عن وجود عدد من كبار قيادات داعش فروا إلى ليبيا بعد هزيمة التنظيم فى سوريا والعراق، وهناك تقارير تشير إلى احتمالات وجود أبو بكر البغدادى نفسه زعيم داعش فى ليبيا، مع عدد آخر من الإرهابيين الكبار الذى يمثل القبض عليهم خطوة مهمة فى الحرب على الإرهاب. لأن استجواب عشماوى وأمثاله يمكن أن يفيد فى فك تعقيدات العلاقة بين الإرهاب والدول الممولة مثل قطر وتركيا، وكلتاهما متورطتان الآن فيما يتعلق بدعم ميليشيات الإرهاب. وكل معلومة تتوفر عن تشابكات علاقات الإرهاب تقود إلى انتصار جديد.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة