إذا مررت بمنطقة الدرب الأحمر حيث المبانى التاريخية القديمة الشاهدة على تطور العصور المختلفة منذ بنائها حتى يومنا هذا، والتى تعتبر مقصد السائحين عند التجول بمصر القديمة، سيلفت انتباهك الورش المجاورة لبعضها البعض والتى تعمل على صناعة الأشكال المختلفة من الحرف اليدوية من صناعة القبقاب لإكسسوارات الخيول، والصوانى النحاسية، وغيرها من المنتجات التى تحتاج لاستخدام الأدوات الحديدية لصناعتها لتملأ الحارات بأصواتها وكأنها فرقة موسيقية تعزف على نغمات مختلفة.
وإذا تجولت أكثر بمنطقة الدرب الأحمر، تجد بعض الحارات التى تحمل بعض أسامى الحرف التى كانت مشهورة بها فى عصر ما، مثل حارة الكحكيين، فعندما تقرأ اللافتة من الوهلة الأولى تظن إنك تجد العديد من الأفران بداخلها تعمل على صناعة أنواع الكعك المختلفة المحشو بالفسدق واللوز والبندق وعين الجمل وغيرها من أنواع المكسرات، التى تضيف لها طعم ومذاق مختلف، لكن تفاجىء بالعديد من محلات العباءات السوداء بمقاساتها وأشكالها المختلفة وكذلك الإسدالات والإيشاربات والمدون عليها أسعارها.
وإذا تجولت أكثر بحارة الكحكيين، المعروفة منذ العصر الفاطمى بصناعة المخبوزات، المختلفة من كعك وبسكويت، لكن مع تطور العصر، اختلف نشاط المحلات وأصبحت تعمل على صناعة أنواع المخللات المختلفة من جزر وخيار وصولاً للأنواع الجديدة والتى منها مانجو المخللة، وهذه المحلات لها زبونها الذى أعتاد على الشراء منها، وباقى المحلات تمارس النشاط التجارى المنتشر فى جميع الحارات والشوارع المصرية من تجارة الطعام والمشروبات وغيرها، ولن تجد سوى فرن واحد يعمل على خبز الأنواع المختلفة من المخبوزات الشرقية والأفرنجية، وفى العيد يعمل على إعداد الكعك والبسكويت والبتيفور، وبذلك أصبح اسم الحارة مجرد اسم فقط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة