تشهد مصر غداً الأحد، عبوراً ثانياً نحو التنمية بعد العبور الأول الذى أعاد الأرض فى معركة الكرامة والشرف حرب أكتوبر 1973؛ حيث يفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى عدد من المشروعات الضخمة بمحافظة الإسماعيلية، وهى أنفاق قناة السويس، ومدينة الإسماعيلية الجديدة، ومحطة مياه الشرب الكبرى بالإسماعيلية الجديدة، وكورنيش بحيرة الصيادين الجديد، والممشى السياحى على البحيرة، وسوق الأسماك المتطور الجديد، ومشروع المحاور المرورية، وكوبرى سرابيوم العائم بالإسماعيلية، إضافة إلى كوبرى الشهيد أحمد عمر شبراوى بمنطقة الشط بالسويس.
وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، لـ"اليوم السابع"، إن الافتتاحات الجديدة بمثابة تدشين لعملية تنمية شبة جزيرة سيناء، مؤكداً أن مشروعات الأنفاق التى تم تنفيذها أسفل القناة تعتبر المنظومة الأضخم من نوعها فى تاريخ مصر بل وعلى مستوى العالم، من حيث الأطوال والأقطار وحجم الأعمال، والخطة الزمنية القياسية التى تم تنفيذها خلالها، وأن تنفيذ تلك المشروعات الكبرى، جاء نتيجة قرار ذا رؤية استراتيجية ودراسات علمية دقيقة وتمت بسواعد وخبرة مصرية.
وكان الرئيس السيسى، قال فى كلمته للشعب المصري، بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين لتحرير سيناء قبل أيام، إن الأطماع فى سيناء لم تنته، وأن التهديدات وإن تغيرت طبيعتها فإن خطورتها لم تقل، مؤكداً أن مصر تبنت خيار السلام، باعتباره توجهاً استراتيجياً، وتبنت خيار التنمية الشاملة المستدامة، باعتباره الطريق نحو المستقبل اللائق بشعب مصر.
وأضاف الرئيس السيسى أن مستقبل الأوطان لا تصنعه الشعارات والمزايدات، ومقدرات الشعوب لا يمكن أن تُترَك عُرضَة للأوهام والسياسات غير المحسوبة، و"نحن فى مصر عقدنا العزم ومضينا فى طريق البناء والتنمية، طريق التعمير والسلام، وبينما نستمر فى مواجهتنا الشاملة للإرهاب، نسير فى الوقت ذاته على طريق تنمية سيناء وزرع الخير فى كافة أرجائها، واثقين أن شعب مصر العظيم لن يتأخر عن المساهمة بأقصى ما يستطيع، من أجل تحقيق هذه التنمية فى أسرع وقت ممكن.. فالمساهمة فى الحرب على الإرهاب، ليست بالسلاح والقتال فقط، وإنما بالبناء والتنمية وتشييد المشروعات، وتوفير فرص العمل وتحقيق الآمال فى مستقبل مشرق".
فى السياق ذاته، ووفقاً لمتخصصين، فإن العمل بالأنفاق تم وفقاً للمعايير الدولية وبأسلوب علمى متقدم، حيث يحتوى كل نفق على آخر أسفل منه وممرات للطوارئ، وأنظمة لمكافحة الحرائق، وكاميرات مراقبة، فضلاً عن نظام إضاءة "ليد" حديث، وكذلك وجود مكبرات الصوت لكل 100 متر لتوجيه قائد السيارة فى حالة حدوث أى طارئ أو عطل.
وتربط أنفاق قناة السويس الجديدة، شرق الإسماعيلية بغربها والعكس، وتستغرق مدة العبور بالأنفاق الجديدة ما بين 15 و20 دقيقة، كما أن السرعة داخل الأنفاق 60 كيلو مترًا تحت رقابة الرادار.
وتمر الأنفاق أسفل سطح الأرض والمجرى الملاحى لقناة السويس بعمقى 70 و53 مترًا، ويبلغ طول أنفاق قناة السويس 5 آلاف و820 مترًا.
وتم ربط نفقى قناة السويس بمجموعة من الممرات العرضية المتكررة كل 500 متر من طول النفق، والتى تستخدم فى عمليات إخلاء الأفراد فى حالات الطوارئ، لزيادة معدل الأمان، و يتضمن النفقان حارتين للسيارات.
كما تم إنشاء وحفر وبناء وتشطيب أنفاق قناة السويس بأيادٍ مصرية، بتكلفة نحو 12 مليار جنيه، وشيدها 3 آلاف مهندس وفنى وعامل مصرى بداية فى يوليو 2016 حتى 2019، وتعد الأكبر على الإطلاق على الصعيدين المحلى والقارى، وتنقل سيناء لآفاق رحبة اقتصاديًا واجتماعيًا.
وتبدأ رحلة العبور عبر الأنفاق من الإسماعيلية إلى سيناء من المنطقة الأمنية خارج النفق والتى تحتوى على 10 نقاط تفتيش بكل اتجاه بإجمالى 20 نقطة فى الاتجاهين من وإلى سيناء، حيث يتم بها إجراءات التفتيش لكل سيارة باستخدام أحدث أجهزة الأشعة والكلاب البوليسية.
وخصصت إدارة أنفاق قناة السويس 4 نقاط فى كل اتجاه لتفتيش السيارات الملاكى و6 نقاط لتفتيش النقل الثقيل والأتوبيسات، وبعد انتهاء تفتيش السيارة تذهب إلى بوابة دفع الرسوم "الكارتة"، والتى تبعد نحو 2 كيلو ونصف عن جسم النفق، حتى لا يحدث زحام أو تكدس أمام مدخل النفق، وتحتوى منطقة دفع الرسوم والتفتيش على ساحات للانتظار ومسجد ومنطقة خدمات للسيارات.
أما مدينة الإسماعيلية الجديدة فتضم 57 ألف وحدة سكنية بهدف إنشاء مجتمع عمرانى متكامل شرق القناة؛ وشارك فى تنفيذ مدينة الإسماعيلية الجديدة 120 مقاولًا و198 شركة و15 ألف عامل ومهندس وفنى، بالإضافة إلى 200 مصنع وشركة تقوم بتصنيع وتوريد مستلزمات البناء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة