ذكرت صحيفة "فوكس" الأمريكية، أن جوناثان كوهين، مرشح الإدارة الأمريكية لتولى منصب سفير أمريكا فى القاهرة، يبدو أنه يقترب من الرحيل إلى مصر.
وبحسب الموقع الإلكترونى للصحيفة الأمريكية، فإن إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قدمت بالفعل لمجلس الشيوخ ترشيح كوهين، وهو دبلوماسى محترف والذى يشغل حاليا منصب القائم بأعمال السفير الامريكى لدى الأمم المتحدة، مما يعنى أنه سيرحل قريبا جدا إلى القاهرة.
جوناثان كوهين
وحسب الإجراءات الأمريكية المعروفة، فإن الرئيس الأمريكى ووزير خارجيته يطرحون قائمة ترشيحاتهم للسفراء الجدد على لجنة الشئون الخارجية فى مجلس الشيوخ بالكونجرس، التى تعقد جلسة استماع لكل سفير، لتوجيه أسئلة بشأن كيفية تعامله مع القضايا الخاصة بالداخل والقضايا الحساسة فى العلاقات بين البلدين.
منذ نحو عامين يظل منصب السفير الأمريكى فى القاهرة، شاغرا، حيث يتولى إدارة السفارة القائم بالأعمال توماس جولدبيرج، منذ رحيل السفير روبرت ستيفن بيكروفت، فى 2017 عقب حلف الرئيس دونالد ترامب، اليمين الدستورية كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، إذ قرر إعفاء جميع السفراء الأمريكيين من مناصبهم، ومغادرة مكاتبهم.
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب
وقد طرح البيت الأبيض، أخيرا، بعد طول انتظار وانتقادات للعملية البيروقراطية فى وزارة الخارجية الأمريكية، اسم السفير جوناثان كوهين، كمرشح للمنصب فى القاهرة، وهو الممثل الدائم بالنيابة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة بعد مغادرة نيكى هالى منصبها كسفير لأمريكا لدى الهيئة الأممية.
يتزامن ترشيح كوهين مع العديد من التقارير الصحفية الأمريكية بشأن قرب إعلان خطة إدارة الرئيس ترامب للسلام بين الفلسطينين والإسرائيليين، وهو ما يطرح معه العديد من التساؤلات بشأن السفير الجديد المحتمل ودوره فى المفاوضات الخاصة بهذه القضية التى تشغل الأهتمام المصرى والعقل العربى، فضلا عن مدى الترحيب المصرى بكوهين.
مجلس الشيوخ الأمريكى
وليس خفيا الدور الذى طالما لعبه السفراء الأمريكيون فى قضايا المنطقة وحتى الشئون الداخلية للدول، والمثال الأبرز على ذلك، تلك السفيرة الأمريكية التى أثارت غضب المصريين فى 2013 بتحالفها مع الإخوان فى مصر. فوسط غليان شعبى حيال حكم جماعة الإخوان فى يونيو 2013، لم تتورع السفيرة الأمريكية السابقة، آن باترسون، عن إعلان دعمها للجماعة الإرهابية، بل وصل الأمر إلى التجرؤ على القوات المسلحة المصرية ومخاطبتها بلهجة آمرة.
آن باترسون، التى لقبها المصريون بالـ"الحيزبونة"، فى إطار السخرية والغضب منها، لم تتوقف عند هذا الحد، بل تجاوزت حتى بحق القوى المدنية والمعارضة، معلنة فى خطاب لها بمركز "ابن خلدون" للدراسات الإنمائية، نشر موقع CNN بالعربية مقتطفات منه وقتها، رفض بلادها لاحتجاجات المعارضة ضد المعزول محمد مرسى، لتدفع المصريين إلى رفع صورتها إلى جانب صورة "مرسى" فى الاحتجاجات المنددة بحكم الجماعة الإرهابية.
باترسون
وكتبت السفيرة الأمريكية تقول: "البعض يقول إن عمل الشارع سيأتى بنتائج أفضل من الانتخابات فى مصر، ولأكون صادقة معكم، فإن حكومتى، وأنا شخصيًّا، لدينا شك عميق"، فى خطوة واضحة من الدعم والمساندة للإخوان الذين ارتكبوا أعمال عنف وقتل بحق المعارضين خلال عام واحد من الحكم، ومنهم الشهيد الصحفى الحسينى أبو ضيف، الذى قتلته عناصر الجماعة أمام قصر الاتحادية فى ديسمبر 2012، عندما أطلقت الجماعة أعضائها ومؤيديها فى مواجهة المعارضين للإعلان الدستورى الذى أعلنه "مرسى" نهاية نوفمبر من العام نفسه، وصادر كثيرًا من الصلاحيات الدستورية لمؤسسات الدولة، مركزًا السلطة بكامله فى يده وحده.
وانتهى عهد آن باترسون بنجاح ثورة 30 يونيو والإطاحة بحكم جماعة الإخوان، وفى سبتمبر 2013 أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية انتهاء فترة عمل سفيرتها فى مصر، ورغم ذلك لم ترحل عرابة الإخوان نهائيًّا عن منطقة الشرق الأوسط، فقد تسلمت منصبها كمساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأدنى، لكن رحيلها عن القاهرة سجل نهاية لواحدة من أكثر الفصول توترا فى العلاقات بين مصر والولايات المتحدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة