ــ فائز السراج وضع نفسه فى مهزلة وأصبح لعبة فى أيدى نخابرات دولية
ـ جماعة الإخوان الليبية منبوذة ولا تمتلك قاعدة شعبية
ـ التنظيمات الإرهابية مكون رئيسى داعم لحكومة الوفاق الوطنى الليبية برئاسة فائز السراج
ـ البعثة الأممية أعادت تدوير الميليشيات المسلحة فى ترتيبات أمنية وهمية وخططت لإعادة إنتاجهم فى المشهد السياسى
ـ مقاتلون أجانب وعرب يدعمون الجماعات المتطرفة فى طرابلس
أكد خبراء ومحللون سياسيون ليبيون، أن الجيش الوطنى الليبى يقوم بعملية عسكرية فى طرابلس للقضاء على الجماعات الإرهابية والتشكيلات المسلحة التى تسيطر على مؤسسات الدولة فى طرابلس، متهمين حكومة الوفاق الوطنى برئاسة فائز السراج بالتحالف مع إرهابيين ومسلحين.
وقال أستاذ القانون الدولى، فى جامعة طرابلس الدكتور محمد الزبيدى، إن تحرك الجيش الليبى لتحرير العاصمة هدفه تحريرها من قبضة الإرهابيين والميليشيات المسلحة، وتحرير مؤسسات ومقدرات الدولة من قبضة الكتائب المسلحة التى تبسط سيطرتها على تلك المؤسسات.
وأكد الزبيدى، أن الجيش الوطنى الليبى تمكن من تحرير أكثر من 90% من مساحة البلاد، مشيرا إلى أن طرابلس عنوان لسلطة الدولة وتهمين عليها تشكيلات مسلحة، لافتا إلى عدد كبير من سكان ليبيا يمثلون 60% من عدد السكان يقبعون فى طرابلس ويتعرضون لتنكيل من الميليشيات المسلحة.
وأوضح أستاذ القانون الدولى أن الميليشيات المسلحة كافة والمتطرفين يتمركزون داخل العاصمة طرابلس ما حولها إلى نموذج مشابه لمدينة إدلب السورية، مؤكدا أن داعش والإخوان والقاعدة يتواجدون فى هذه البقعة.
ولفت الزبيدى إلى دعم تركيا وقطر لهذه الجماعات الإرهابية والتشكيلات المسلحة لإقامة «الخلافة المزعومة»، مؤكدا أن هناك مخططا خبيثا تقوده دول خارجية كان يهدف لتحويل ليبيا إلى مركز استقطاب للإرهابيين للتدريب والإعداد ونقلهم إلى دول الجوار الليبى والقتال فى سوريا والعراق، مشيرا إلى أن المخطط يهدف لتحويل ليبيا لما يعرف بـ«بيت مال المسلمين» دعما للجماعات الإرهابية نظرا للثروات النفطية الضخمة التى تمتلكها البلاد.
وأشار أستاذ القانون الدولى إلى أن الجيش الليبى حريص على تحرير كافة الأراضى الليبية من الإرهابيين، مؤكدا أنه عقب تحرير العاصمة طرابلس يمكن الحديث عن أى حل سياسى للأزمة بين الفرقاء، لافتا إلى صعوبة تفعيل أى بنود اتفاق سياسى بسبب قادة الميليشيات المسلحة الذين يعرقلون التوصل لأى تسوية سياسية فى الدولة الليبية لأنها تسيطر على مقرات الوزارات والسجون ومؤسسات البلاد. وبدوره قال الكاتب الصحفى الليبى عبد الباسط بن هامل، إن التشكيلات المسلحة تتمركز فى طرابلس بالتحالف مع جماعات متطرفة، مؤكدا وجود عشرات الإرهابيين الذين قاتلوا الجيش الليبى فى مدن بنغازى ودرنة وإجدابيا، موضحا أن التنظيمات المتطرفة باتت مكونا رئيسيا داعما لحكومة الوفاق الوطنى برئاسة فائز السراج.
.
وأكد «بن هامل» وجود اتفاق بين رئيس المجلس الرئاسى الليبى فائز السراج والقائد العام للجيش الليبى المشير خليفة حفتر بدخول الجيش سلميا لطرابلس، موضحا أن السراج تراجع عن الاتفاق عن زيارات قام بها إلى الدوحة وأنقرة، مشيرا لوجود عناصر إرهابية تقاتل الجيش الليبى فى طرابلس، منها الإرهابى صلاح بادى الذى أحرق مطار طرابلس عام 2014، لافتا إلى أن الأخير يتلقى دعما مباشرا من النظام التركى لعرقلة تقدم الجيش الوطنى الليبى فى طرابلس.
وأشار الكاتب الصحفى الليبى إلى أن الخطاب الدينى والإعلامى الليبى يعانى بشكل كبير، لافتا إلى الدور الخبيث الذى يقوم به الإعلام القطرى والتركى لدعم حكم الميليشيات المسلحة فى طرابلس، مؤكدا أن وسائل التواصل الاجتماعى باتت مصنعا لأكاذيب القطريين والأتراك حول معارك تحرير العاصمة الليبية.
ولفت «بن هامل» لوجود حاضنة اجتماعية للجيش الليبى من القبائل الليبية فى البلاد بعد معاركه ضد الإرهابيين والمسلحين، مؤكدا أن حماية القرار السياسى أو أى مشروع مصالحة وطنية تحتاج لقوة وطنية تضغط لتفعيل الاتفاقات وفقًا لمبادئ القانون.
وأكد أن الجيوش لا تبنى بالمتفجرات والأحزمة الناسفة، وهو ما استوردته حكومة الوفاق، مضيفا: «هذه الحكومة على مدى سنتين بما يسمى وزارة الدفاع أو وزارة الداخلية الموجودة عند فتحى باشاغا ومن قبله من أشخاص ضعفاء ارتهنوا الميليشيات، استوردوا الكثير من الأحزمة الناسفة والمفخخات وهذه تنشط بها الجماعات».
وحول ما إذا كانت الجماعات المسلحة فرضت نفسها على طاولة المفاوضات، وكيفية التعامل معها، قال عبدالباسط بن هامل، إن الجيش الليبى لا يتعامل مع الميليشيات المسلحة أو الإرهابيين فى البلاد، مضيفا: «هؤلاء حملوا السلاح وقاتلوا وبعضهم قتل، استخدام العنف مع هذه الجماعات، جربناهم فى مدينة بنغازى تجربتنا معهم مريرة لا ينفع معهم حوار».
وأكد بن هامل أن المبعوث الأممى إلى ليبيا غسان سلامة أعاد تدوير الميليشيات المسلحة فى ترتيبات أمنية وهمية بتوقيع اتفاق «الزاوية» لإعادة إنتاجهم مجددًا فى المشهد السياسى الليبى، مشيرا إلى أن البعثة الأممية تغاضت عن دور خطير لعناصر إرهابية تورطت فى جرائم اختطاف دبلوماسيين ومسؤولين ليبيين وابتزاز المواطنين فى طرابلس.
ولفت «بن هامل» إلى وجود مقاتلين أجانب وعرب يقاتلون إلى جانب التشكيلات المسلحة والجماعات المتطرفة فى طرابلس، مؤكدا أن الإدارة الأمريكية تمتلك معلومات مؤكدة عن انتقال عناصر لتنظيمى داعش والقاعدة وتشكيلات مسلحة فى العاصمة الليبية.
ولفت «بن هامل» لوجود إرهابيين يشكلون خطرا كبيرا فى منطقة تاجوراء بالعاصمة طرابلس تتمركز بها قوات تتبع الإرهابى «بشير البقرة»، متهما بعض دول الجوار الليبى فى تنقل إرهابيين ومسلحين إلى داخل طرابلس وهو موقف مناهض لإرادة الشعب الليبى.
وحول السفينة الإيرانية، أكد الكاتب الصحفى الليبى، أن إيران تقوم بدور خطير للغاية فى دولنا العربية، مشيرا إلى أن السفينة التركية التى رست فى ميناء مصراتة كانت تهمة صواريخ وأسلحة للإرهابيين فى طرابلس.
ومن جانبه، قال الباحث السياسى الليبى إبراهيم بلقاسم، إن جماعة الإخوان فى ليبيا منبوذة وأملها الوحيد الآن هو التمسك بالسلطة لعدم وجود قاعدة شعبية لها فى ليبيا.
وأكد بلقاسم أن الشعب الليبى أصبح واعيا وما حدث فى مصر كان له أثر إيجابى على ما يحدث فى ليبيا، مضيفا: «هناك انعكاس إيجابى فى مصر بعد نبذ الشعب المصرى لجماعة الإخوان والتنظيمات المتشددة». وأشار الباحث السياسى الليبى إلى تماسك الدولة المصرية خلف الرئيس السيسى بعد ثورة 30 يونيو، مؤكدا أن تماسك الشعب المصرى كان له دور كبير فى إعادة دولة المؤسسات.
وأكد «بلقاسم» وجود تحالف بين جماعة الإخوان الليبية وميليشيات مسلحة فى مصراتة، مشددا على ضرورة تفكيك الميليشيات المسلحة وتسليم أسلحتها والمجاهرة بدعم المؤسسة العسكرية الليبية، منتقدا توجيه مليارى ونصف مليار لاستقطاب المسلحين والإرهابيين لدعم حكومة الوفاق الوطنى.
وانتقد رمزى الرميح المستشار السابق بالجيش الليبى، أن مجلس النواب ارتكب خطأ كبيرا بدعم تصنيف جماعة الإخوان إرهابية فى ليبيا خلال العام 2014. وأكد الرميح أن العملية العسكرية للجيش الوطنى الليبى تهدف إلى استقرار ليبيا، مشددا على أن الحسم العسكرى يجب أن يسبق أى حسم، أى إنهاء حالة الميليشيات المسلحة التى يبلغ عدد المقاتلين فى صفوفها 50 ألف مسلح.
وانتقد المستشار السابق بالجيش الليبى انتشار الأسلحة بشكل كبير فى مدن الغرب الليبى بين الميليشيات المسلحة، وتساءل قائلا: «كيف يمكن بناء دولة وإجراء استفتاء على الدستور وعقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والانتقال إلى مرحلة الدولة بوجود هذه الأعداد من الميليشيات».
وأوضح الرميح، أن القوات المسلحة الليبية لا ترغب فى السلطة، لأن البلاد فى حالة فوضى حقيقية ووضع مدمر، وإنما تريد تطهير وتحرير البلاد، لبدء مرحلة بناء الدولة، مضيفًا: «فائز السراج فى موقف يحسد عليه، وهو من وضع نفسه فى هذه المهزلة وأصبح فى لعبة إيد مخابرات دولية، وعلى رأسهم الإنجليزية وبيادقها القطرية والتركية، ولم يملك قراره على الميليشيات، هو مجبر الآن، وفى إقامة جبرية، وقوة الميليشيات هى التى تحرك طرابلس».