أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أن الرد على ما يسمى "صفقة القرن" يكون بالتمسك بالقانون الدولى والشرعية الدولية، مشددا على أن فلسطين لم ولن تخول أحدا للتفاوض عنها، وأن منظمة التحرير هى الممثل الشرعى والوحيد لشعبنا الفلسطينى.
جاء ذلك خلال ندوة سياسة عقدتها جامعة القدس، اليوم الأحد، تحت رعاية رئيسها عماد أبو كشك، بعنوان (القضية الفلسطينية فى ظل المتغيرات الاقليمية والدولية – ما العمل؟)
وأوضح عريقات أن المرحلة السياسية الحالية لا يوجد فيها شريك إسرائيلى ولا أمريكى لعملية السلام، حيث يعمل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وبدعم من إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على إلغاء حل الدولتين واستبداله بنظام الفصل العنصري، ويقوم على أساس إنكار الوجود الفلسطينى كشعب له حقوق وطنية أولها حق تقرير المصير، وهو بالضبط ما يعبر عنه قانون القومية العنصرى الذى يستند تنفيذه على إنكار الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن إدارة الرئيس ترامب شريك إسرائيل فى محاولة إنكار صفة الشعب عن الفلسطينيين، "إلا أن هذا التوجه هو الجنون بعينه، وفقا لتعريف اينشتاين للجنون، وهو تجربة الشيء بذات الأدوات أكثر من مرة وتوقع نتائج مغايرة"، مشيرا إلى أن محاولات إنكار الشعب الفلسطينى جربتها الحركة الصهيونية وقوى الاستعمار منذ وعد بلفور ومصيرها كان الفشل، وسيكون مصير هذه المؤامرة الفشل الحتمي.
وتابع "أن لقاءات عدة عقدت مع إدارة ترامب، أربعة منها على المستوى الرئاسي، تم خلالها تقديم الفرصة لهذه الإدارة للمحافظة على حل الدولتين، والتوصل إلى اتفاق وفق القانون الدولى يقود إلى إنهاء الاحتلال، وحل كافة القضايا الجوهرية، وتجسيد الاستقلال بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية"، إلا أن إدارة ترامب أفشلت هذه المساعى بقراراتها لصالح إسرائيل، وأولها قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ظنا منها أن العالم سيقبل إملاءاتها، حيث يتعامل الرئيس ترامب بمنطق الصفقات ويعتقد أن بإمكانه المقايضة على حقوق وثوابت شعبنا الفلسطيني، مستخدما ما يتمتع به من نفوذ وقوة.
وأشار عريقات إلى أن الإدارة الأمريكية تريد إضعاف صمود الشعب الفلسطينى بكل الوسائل المتاحة، كقطع المساعدات عنه، ومحاولة إلغاء "الأونروا"، ووقف المساعدات حتى عن المستشفيات فى القدس، وإغلاق مكتب منظمة التحرير فى واشنطن، وإغلاق القنصلية الأمريكية فى القدس كدليل على إنكارها للوجود الفلسطينى كشعب، وذلك كخطوات يعتقدون أن من شأنها إضعاف ثبات الموقف الفلسطينى تمهيدا لإملاء "صفقة القرن"، التى نفذ منها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإلغاء قضية اللاجئين، وضم المستوطنات، وفصل الضفة عن غزة، مؤكدا رفض كل هذه القرارات جملة وتفصيلا.
وأضاف عريقات أن من ضمن أبرز الأهداف التى تسعى أمريكا لتحقيقها، هى إلغاء المرجعيات الدولية الخاصة بتسوية الصراع التى تستند إلى القانون الدولي، واستبدالها بالإملاءات الأمريكية وفقا لقواعد جديدة تقوم على أساس ما تم فرضه من وقائع احتلالية على الأرض، وعلى أساس ما يمليه الجانب الإسرائيلي.
وشدد على أن القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس ترفض كل الإملاءات، وأن الرئيس عباس أعلن بصوت عال رفضه "صفقة القرن"، وعدم الرضوخ للإملاءات الأمريكية، وأن إدارة ترامب بسلوكها هذا قد فقدت أهليتها كراع لعملية السلام.
وفيما يتعلق بقطاع غزة، أكد عريقات أنه جزء لا يتجزأ من فلسطين، وأن الانقسام يعزز من مخطط الاحتلال بفصل القطاع الذى يهدف من خلاله إلى قتل إمكانية قيام دولة فلسطينية، وللتخلص من الثقل الديمغرافى المتمثل بمليونى فلسطينى كشرط لتنفيذ قانون القومية العنصري.
ودعا عريقات إلى إنهاء الانقسام والاحتكام إلى صندوق الاقتراع، لا إلى صندوق الرصاص فى تسوية الخلاف، وبالتالى "لن يكون هناك دولة فى غزة ولن يكون هناك دولة دون قطاع غزة، وسنواصل العمل مع كل من يؤمن بحل الدولتين وبالشرعية الدولية"، مؤكدا إدانته للجرائم التى ترتكبها إسرائيل فى القطاع.
وثمن مواقف جميع الدول العربية، خاصة مواقف مصر والأردن والسعودية، وكذلك قرارات القمة العربية الأخيرة التى عقدت فى تونس.