فاجأ الرئيس الإندونيسى جوكو ويدودو، شعبه، بخطة تفريغ العاصمة «جاكرتا» من الوزارات والهيئات، وبناء عاصمة جديدة، بعد أن وصلت العاصمة القديمة حد الخطر من التلوث والزحام الشديد..!!
ومخطط العاصمة الإدارية الجديدة، وفق ما أعلنه وزير التخطيط الإندونيسى، عقب مناقشة الحكومة للاقتراح، ستقام على مساحة تتراوح ما بين 74 و90 ألف هكتار ويبلغ عدد سكانها نحو 1.5 مليون، مع الوضع فى الاعتبار أن عدد سكان العاصمة «جاكرتا» يبلغ حوالى 30 مليون نسمة.
ومن المعلوم بالضرورة، أن جماعة الإخوان الإرهابية تعتبر إندونيسيا بجانب ماليزيا، عمقا استراتيجيا، يلى فى الأهمية قطر وتركيا، كما يعتبرها التنظيم الدولى، نموذجا حيا وقويا للنهضة والتقدم ووصفها بالنمر الآسيوى المهم، ونسأل: ما رأى الإخوان وذيولهم فى قرار الحكومة الإندونيسية إنشاء عاصمة جديدة غير جاكرتا..؟ وهل تعد الجماعة القرار مهما وجوهريا، ويأتى فى إطار النهضة التنموية الشاملة لإندونيسيا..؟!
أعود بحضراتكم بالذاكرة للوراء قليلا، وتحديدا منذ قرار مصر حفر قناة جديدة، فى إطار خطة تنموية شاملة لمحور قناة السويس، ورأينا حجم التسفيه والتسخيف والتشكيك الذى قادته الجماعة وذيولها من القرار، وبعد الانتهاء من الحفر وافتتاحها رسميا، أعلن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى منتصف يناير 2018 عن حفر قناة إسطنبول واعتباره «مشروع العصر»، وأضخم عمل سيتم إنجازه فى تاريخ الجمهورية التركية، وخرجت قناة الجزيرة، لتطنطن للمشروع وتعتبره من أهم المشروعات الاقتصادية التى ستدفع بالاقتصاد التركى إلى مصاف اقتصاديات الدول الكبرى، أمريكا والصين وألمانيا وغيرها من الدول.
كما رحبت جماعة الإخوان الإرهابية بالمشروع، وهللت له، واعتبرته مشروع الإنقاذ والدعم الكبير للاقتصاد التركى، وذلك عبر كل منابرها الإعلامية، وهنا نعيد الكرة من جديد، ونؤكد مدى الانحطاط الوطنى والقيمى والأخلاقى الذى تستأثر به جماعة الإخوان الإرهابية، فبينما أهالت التراب وشوهت مشروع حفر قناة السويس الجديدة، رأيناها على النقيض تدشن حملات الإشادة العارمة بقرار أردوغان بحفر قناة إسطنبول، واعتبرته بمثابة إنقاذ للاقتصاد التركى!!
وعندما قرر الرئيس عبدالفتاح السيسى، إنشاء عاصمة جديدة، خرجت نفس الجماعة الإرهابية وذيولها فى حملات مستعرة لتشويه القرار والتشكيك فى جدواه الاقتصادية، رغم الإشادات الكبيرة من مختلف المؤسسات الاقتصادية بجدوى القرار..!!
نعرف، كما يعرف معظم الشعب المصرى، أن جماعة الإخوان الإرهابية وذيولها والمتعاطفين معها، تستمرئ الكذب، وتجعل منه فقها، وتشرعن الخراب والدمار والاغتيالات، بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان، والاستثمار الأسود فى الدين بما يخدم أهدافها ومصالحها فى الوصول للسلطة، والبحث عن «أستاذية العالم».. ولا يعنيها أمن الشعب المصرى، ولا استقرار الوطن، لذلك يزعجها كل خطوة نجاح تخطوها مصر فى طريق التقدم والازدهار، وتصاب باكتئاب ويأس وإحباط، عندما تنعم البلاد بالأمن والاستقرار، وأن قمة غبطتها وابتهاجها، أن ترى أقدام الوطن تنزلق فى مستنقع الفوضى..!!
لكن للأسف القلة من البسطاء يصدقون شعارات هذه الجماعة الإرهابية، وينخدعون بوعودها المزيفة، وما وعودها وشعاراتها إلا مبطنة بغطاء ناعم، وفى أحشائها سم قاتل.
ونقول للجماعة المنتشرة فى بعض الدول، والذين روجوا بوقاحة أن التجربة المصرية فاشلة، فأهلا بالفشل الذى يحقق الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار، ووضع مصر فى مكانتها الطبيعية التى تليق بتاريخها بين الكبار.
وإذا كانت إندونيسيا وتركيا، قبلتا الإخوان، تقتبسان من مشروعات التجربة المصرية، مثل إنشاء عاصمة جديدة، أو حفر قنوات بحرية، وإذا كانت كل القيادات اللبنانية تشيد بالتجربة المصرية، فأهلا بالفشل..!!
نعلم أن فشلنا فى عيون الإخوان، هو قمة النجاح، وندرك أن حملات التشكيك والتسخيف من كل مشروع تنموى، هى عين الإنجاز والنجاح لمصر وشعبها.. وستظل مصر رائدة، فى تجاربها، وقاطرة لمن يريد أن يلحق بركب التقدم والازدهار، ونموذجا يحتذى به، شاء من شاء وأبى من أبى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة