سمير غانم.. مدفع الكوميديا سريع الطلقات .. ملك الارتجال والإفيهات .. اختار السير فى طرق لم يسبقه غيره إليها وابتكر فى كل مرحلة حالة مختلفة من النجاح .. استطاع أن يجد له مكانا راسخا على عرش الكوميديا

الإثنين، 06 مايو 2019 01:30 م
سمير غانم.. مدفع الكوميديا سريع الطلقات .. ملك الارتجال والإفيهات .. اختار السير فى طرق لم يسبقه غيره إليها وابتكر فى كل مرحلة حالة مختلفة من النجاح .. استطاع أن يجد له مكانا راسخا على عرش الكوميديا سمير غانم
كتبت زينب عبد اللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يكفى أن تسمع اسمه وصوته أو ترى صورته لتستدعى مخزون الضحك ورصيد الكوميديا المستقر فى وجدان أجيال على مدار ما يقرب من 60 عاما.
 
على امتداد تاريخه الفنى الطويل كان الفنان الكبير سمير غانم مختلفا، وذكيا طوال الوقت، قدم فنا لا يشبه غيره، وتربع منذ بدايته على عرش الكوميديا منذ كون مع صديقيه الضيف أحمد وجورج سيدهم أشهر وأنجح فرقة كوميدية «ثلاثى أضواء المسرح» فى الستينيات، فكانت الورقة الرابحة فى كل الأعمال الفنية التى شاركت فيها وقدمت أعمالا سينمائية ومسرحية واسكتشات كوميدية حققت نجاحا منقطع النظير.
 
لم يتنازل سمير غانم عن القمة بعدما انحلت فرقة الثلاثى بوفاة الضيف أحمد، واستطاع أن يجد له مكانا راسخا على عرش الكوميديا بمئات الشخصيات التى قدمها، فطوطة وميزو ومسعود والكابتن جودة وبهلول فى إسطنبول، وفارس وبنى خيبان، وجحا، وغيرها، ونسج من هذه الشخصيات مدرسة كوميدية خاصة به وحده، استقر من خلالها فى وجدان الملايين الذين حفظوا إفيهاته، وعشقوا فنه وينتظرون دائما ما سيفاجئهم به لأنهم يوقنون دائما أنه يستطيع أن ينتزع الضحكات والبسمات بطريقته المتفردة وأسلوبه الخاص.
 
استطاع سمير غانم خلال مشواره الفنى أن يفاجئنا طوال الوقت وألا يشبه أحداً، أن يجدد من نفسه دائما وأن يكون نهرا يفيض دائما بالضحك وأن يسلك طريقا لم يسبقه إليه غيره، فوضع نفسه فى منطقة لا تقبل المقارنة أو التكرار.
 
«سمورة» ابن عرب الأطاولة بمحافظة أسيوط، المولود عام 1937على النمطية اختار منذ بداياته التمرد على النمطى، وأن يكون متفردا، انضم بعد الثانوية العامة إلى كلية الشرطة احتذاءً بوالده وتركها بعد رسوبه عامين متتاليين ليلتحق بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، وهناك انضم إلى الفرق الفنية.
 
فكر سمورة خارج الصندوق وكون مع صديقيه وحيد سيف وعادل نصيف فرقة اسكتشات غنائية وعروضا على المسرح في الإسكندرية، ولكن بعد انتقاله للقاهرة تفرق أعضاء الفرقة وظلت الفكرة فى رأسه، ووقتها كانت شهرة جورج سيدهم انتشرت بجامعة عين شمس، وكذلك الضيف أحمد بجامعة القاهرة، فاجتمع الثلاثة وكونوا فرقة «ثلاثى أضواء المسرح»، التى حققت نجاحا كبيرا فى السينما والمسرح وقدمت أعمالا واسكتشات حققت نجاحا كبيرا مازال الكبار والصغار يرددونها رغم مرور سنوات طويلة ومنها اسكتش كوتوموتو، لو كانوا سألونا»، وكانت فقرة رئيسية فى كل الحفلات، وبعدما انحلت الفرقة بوفاة الضيف أحمد عام 1970 استمر التعاون بين جورج وسمير وقدما معا عددا من أنجح وأشهر الأعمال الكوميدية سواء فى السينما أو المسرح منها «موسيقى فى الحى الشرقى، والمتزوجون، وأهلا يادكتوور».
 
انطلق سمير غانم فى طريقه كالصاروخ، كان دائما مثل مدفع الكوميديا سريع الطلقات، وفى كل مرحلة من مراحل مشواره الفنى كان ينتقل من نجاح لآخر بطريقة مختلفة لا يتوقعها الجمهور، شارك فى عشرات الأفلام السينمائية سواء فى بطولات جماعية أو بطولة مطلقة أو حتى فى أدوار ثانية، شارك خلالها كبار النجوم فتميز فى كل منها وكان يضيف للعمل مذاقا خاصا فيبهر جمهوره، وفى عام 1977 حقق سمورة نجاحا مبهرا فى الدراما التليفزيونية حين قدم شخصية ميزو فى مسلسل حكايات ميزو الذى حقق نجاحا كبيرا وجماهيرية واسعة، وقدم بعده عددا من المسلسلات التى كان اسمه على أى منها يكتب لها النجاح، كما قدم عشرات الأعمال والمسلسلات الإذاعية.
 
وفى مرحلة جديدة من مراحل المفاجأة والنجاح أبهر سمورة جمهوره حين قدم فوازير فطوطة بداية من عام 1982، ولمدة 3 سنوات فكانت الفوازير تحديا جديدا اجتازه بنجاح مبهر، رغم أنها لم تكن المرة الأولى التى يقدم فيها الفوازير، حيث قدم مع فرقة ثلاثى أضواء المسرح عام 1967 أول فوازير عربية وكانت خليطاً بين الدراما والاستعراض 1967.
 
 كان التحدى فى الثمانينيات أن فوازير فطوطة التى قدمها سمير غانم جاءت بعد نجاح استمر لسنوات قدمت خلالها الفنانة نيللى الفوازير، ولكن استطاع سمير غانم أن يقدم الفوازير بشكل مختلف وبأسلوبه الساحر، وأن يخلق من شخصية فطوطة حالة نجاح جديدة ومستمرة ومختلفة ومبهرة لتصبح هذه الشخصية أحد أيقونات شهر رمضان، فصنعت العرائس والزينات التى تحمل صورة فطوطة الذى عشقه الكبار والصغار واستغل المنتجون نجاح الشخصية لتقديم أعمال فنية جديدة تحمل اسم فطوطة، ومنها مسلسل الكرتون «فطوطة وتيتا مظبوطة»، كما قدم سمورة في التسعينيات وعلى مدى ثلاث سنوات متتالية من عام 1992 وحتى 1994 فوازير المتزوجون في التاريخ، والمضحكون، وأهل المغنى.
 
أما المسرح فهو بيته الأول وعشقه الأكبر واستطاع سمورة أن يصنع فيه حالة خاصة من النجاح والإبهار، وأن يكون علامة من علاماته التاريخية، وملكاً للارتجال والإفيهات، فحققت مسرحياته نجاحا منقطع النظير واستمر عرض الكثير منها لسنوات عديدة ومنها «أخويا هايص وأنا لايص، جحا يحكم المدينة، فارس وبنى خيبان، أنا والنظام وهواك، بهلول فى إسطنبول، أنا ومراتى ومونيكا، دو رى مى فاصوليا وغيرها».
 
وخلال السنوات الأخيرة، شارك صاروخ الكوميديا سمير غانم فى عدد من المسلسلات التليفزيونية أهمها ما شارك فيه ابنتيه الموهوبتين دنيا وإيمى، ومنها مسلسل لهفة والكبير أوى ونيللى وشريهان، وحققت عائلة الفنان الكوميدى معا نجاحا جديدا وحالة مختلفة، ورغم ذلك لايزال الجمهور يحلم بتلك الحالة الفريدة التى يصنعها صاروخ الكوميديا على المسرح، وبالتأكيد فإن سمورة يشتاق لهذه الحالة من الإبداع المسرحى، فهل يلبى صاروخ الكوميديا نداء الجمهور ليقدم عملا جديدا تتجدد فيه هذه الحالة من الإبداع، وهل يمكن أن تجتمع عائلة سمير غانم فى عمل مسرحى يتألق فيه أفراد الأسرة الموهوبة وعلى رأسهم مدفع الكوميديا سريع الطلقات؟






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة