اليونسكو تحذر: نشهد تدهورا غير مسبوقا فى الطبيعة

الثلاثاء، 07 مايو 2019 12:24 م
اليونسكو تحذر: نشهد تدهورا غير مسبوقا فى الطبيعة أودرى أزولاى المديرة العامة لمنظمة اليونسكو
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سيشهد مقر اليونسكو، اليوم الثلاثاء، تدشين تقرير التقييم العالمى للمنتدى الحكومى الدولى للعلوم والسياسات المعنى بالتنوع البيولوجى وخدمات النظم الإيكولوجية. وينذر التقرير فى نسخته هذه بأن العالم يشهد تدهورا غير مسبوق فى الطبيعة التى تمتلك اليوم قرابة مليون نوع مهدد بالأنقراض.

واعتبرت المديرة العامة لليونسكو، أودرى أزولاى، أن التقرير يعد بمثابة إنذار بضرورة الحراك: "لن يكون لأى شخص حجة بعد اليوم. فبعد اعتماد هذا التقرير التاريخى، لم يعد بإمكاننا الاستمرار فى تدمير التنوع البيولوجى من حولنا، فمن مسئوليتنا تجاه الأجيال القادمة أن نحافظ على هذا التنوع".

 

انقراض الحيوانات
انقراض الحيوانات

 

وأضافت مديرة اليونسكو "يذكرنا هذا التقرير بالحاجة الماسة إلى بذل كل ما يلزم لحماية التنوع البيولوجى، الذى يمثل تراثنا البيئى العالمى. ولم يفت الوقت بعد فلا تزال الفرصة سانحة أمامنا جميعا للتكاتف فى سبيل إنقاذ كوكبنا، وبالتالى إنقاذ الإنسانية جمعاء، لكن لابد من الإسراع فى ذلك، فأن حماية التنوع البيولوجى لا تقل أهمية البتة عن مكافحة تغير المناخ".

 

اجتماع اليونسكو
اجتماع اليونسكو

 

وتجدر الإشارة إلى أن اليونسكو من الشركاء المؤسسين الهامين للمنتدى الحكومى الدولى للعلوم والسياسات المعنى بالتنوع البيولوجى وخدمات النُظم الإيكولوجية لدى منظومة الأمم المتحدة، وذلك إلى جانب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.

إذ بادرت فى دعم المنتدى والإسهام فى قيامه منذ المراحل الأولى لإنشائه. ويستضيف برنامج اليونسكو المعنى بنظم المعارف المحلية ومعارف الشعوب الأصلية (LINKS) وحدة الدعم الفنى لفرقة عمل المنتدى والتى تُعنى بدورها بنظم المعارف الأصلية والمحلية.

وتسعى المنظمة من خلال برامجها إلى تشجيع الإنتاج المشترك للمعارف العلمية والمحلية والأصلية، وكذلك النهوض بالتعليم من أجل التنمية المستدامة.

 

جانب آخر من اجتماع اليونسكو
جانب آخر من اجتماع اليونسكو

 

وتعد الشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوى، التى يعيش فى محمياتها اليوم أكثر من 250 مليون شخص، ببيئة يعيش فيها البشر بتناغم كامل مع الطبيعة، وتقدم مثالا على المساهمة الفريدة التى تقدمها اليونسكو فى إطار تحقيق عن التناغم والانسجام بين البشر والطبيعة. وتضم شبكة مواقع اليونسكو (التى تضم مواقع التراث العالمى والحدائق الجيولوجية العالمية ومحميات المحيط الحيوى) أكثر من 10 ملايين كم مربع، أى ما يعادل مساحة الصين.

وتسهم هذه الشبكات بإشراك مواطنى العالم أجمع بالقضايا العالمية، فأن ما فيها من تفاعلات بين البشر والبيئة المحيطة بهم توفر حلولا وابتكارات فى جميع المجالات الرئيسية فى حياتنا، ومنها الطاقة المتجددة، والاقتصاد الأخضر، والغذاء، والصحة، والنقل، والترفيه والسياحة البيئية، ومعالجة النفايات.

وفى هذا السياق، تحرص اليونسكو على دعم الأفكار المعنية بالقضايا الأخلاقية وقضايا السلام والأمن المتعلقة بتدهور التنوع البيولوجى، وذلك من خلال تعزيز القيم والثقافات التى تحترم كل ما هو حى، وتبادلها، ومنها التضامن بين الأجيال (مواقع التعاون العابرة للحدود بما فى ذلك 20 محمية من محميات المحيط الحيوى العابرة للحدود)، والتضامن مع الكائنات الحية الأخرى (على غرار ما تقوم به الشراكة من أجل بقاء القردة العليا "GRASP") والتضامن مع الأجيال المقبلة إذ يعد الشباب أولوية عالمية بالنسبة للمنظمة).

 

النحل من الأنواع المهددة بالانقراض
النحل من الأنواع المهددة بالأنقراض

 

وتعد اليونسكو أحد الجهات الرئيسية الفاعلة فى إطار التعاون الدولى. إذ تحرص على تسخير برامجها وشبكاتها لتعبئة المواطنين والحكومات ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدنى والمجتمعات المحلية والشعوب الأصلية والعلماء.

وقد دعت اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات (IOC)، التابعة لليونسكو، بناء على طلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة، مجتمع المحيطات العالمى إلى وضع خارطة طريق علمية وتكنولوجية على مدار العقد المقبل بغية تعبئة جميع الجهات الفاعلة وتسخير العلم فى خدمة النظم الإيكولوجية.

ويرصد النظام العالمى لمراقبة المحيطات التابع للجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات تأثير التغيرات المناخية والاستغلال المفرط للمحيطات على التنوع البيولوجى وموارد وموائل النظم الإيكولوجية البحرية، مع العلم أن نظام المعلومات البيولوجية الجغرافية المتعلقة بالمحيطات (OBIS) يضطلع بدور رئيسى فى توفير المعلومات الأساسية التى تستند إليها التقييمات العالمية لحالة البيئة البحرية، ودراسة الأثر البيئى لذلك، وأدوات الإدارة المستخدمة فى كل منطقة.

تدرك اليونسكو أنه لا يمكن فصل المياه والتنوع البيولوجى عن بعضهما البعض. ومن هذا المنطلق، تضطلع المنظمة اليوم بأكثر من 30 مشروعا توضيحيا بشأن الهيدرولوجيا البيئية. وتهدف هذه المشروعات إلى تحقيق فهم متكامل للعمليات البيولوجية والهيدرولوجية على مستوى مستجمعات المياه، وذلك فى سبيل إنشاء أساس علمى لنهج الإدارة المستدامة لموارد المياه العذبة بحيث تكون مقبولة اجتماعياً ومربحة وممنهجة.

ويعد مشروع محمية المحيط الحيوى والتراث فى بحيرة تشاد (Biopalt‏) مثالا على المشروعات التى تضطلع بها اليونسكو فى هذا الصدد. إذ تضع اليونسكو كل خبرتها فى خدمة بلدان حوض بحيرة تشاد من أجل حماية الموارد المائية والنظم الإيكولوجية والاجتماعية والموارد الثقافية فى المنطقة وإدارتها على نحو مستدام.

إذا أردنا تحقيق تحول ملموس فى عالمنا وأساليب حياتنا واقتصاداتنا، فلابد لنا من تشاطر القيم والثقافات. وفى هذا السياق، تقدم اليونسكو مساهمة فريدة فى نشر وتعميم الثقافات والعلوم والمعارف المحلية والأصلية، وذلك فى إطار الجهود الرامية إلى بلوغ برنامج التنمية المستدامة بحلول عام 2030.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة