بالرغم من شهرته الواسعة، لا يعرف الكثيرون عن الشيخ عطية صقر، الجانب الإنسانى فى حياة هذا العالم، والذى عاش زاهدا فى الحياة يرفض الواسطة، و برا بأهل بلدته، ومر بعدد من المحن الصعبة أبرزها استشهاد نجله .
انتقل "اليوم السابع" لقرية بهنباى مركز الزقازيق مسقط رأس الشيخ، لتعرف من أسرته على أهم الجوانب الإنسانية فى حياته، وفور الوصول للقرية ذهبنا إلى المقابر، حيث يرقد جثمان الشيخ بجوار أبنائه المتوفيين، فاستوقفنا عدد من الأهالى قائلين " الله يرحمه، الشيخ هو فخر بلد، كان متواضع ومحبا للخير، ومازالت صدقاته تصل للفقراء كما كانت أثناء حياته ".
بالوصول إلى منزله الذى يقع وسط القرية وتحيطه حديقة صغيرة التقينا بعم شحتة أبو سعفان حارس المنزل، والذى قال "أعيش فى هذا المنزل منذ كنت طفلا مع والدى، تربيت فيه و زوجت ابنائى " موضحا أنه يمت بصلة عمومة مع الشيخ، الذى كان يستأمنه على أرضه و منزله، خلال فترات غيابه، لافتا إلى أنه كان يحضر كل فترة وفى المناسبات و الأعياد.
وأكد عم شحتة الرجل السبعنينى، أن الدكتور عطية صقر، كان يجلس على الأريكة فى بلكونة المنزل، لاستقبال الأهالى الذين يتوافدون من كل القرى لمودته واستشارته فى الفتاوى الدينية، مضيفا أنه كان يخصص مبالغ شهرية للمحتاجين من الأهالى يتسلمها نجل شقيقته ويوزعها عليهم، وأنه بعد وفاته حمل سيارتين من الكتب النادرة والمصاحف التى كانت فى مكتبة منزله بالقاهرة تم توزيعها على طلاب العلم والأهالى، والمنزل حاليا يتردد عليه أبنائه كل فترة، بالأخص نجله الأكبر الذى يتسلم ريع أرضه الزراعية هى 10 أفدنة ليوزعها صدقات على المحتاجين، لافتا إلى أن عمه كان له 9 أبناء توفى منهم ثلاثة، والباقى على قيد الحياه، كما توفيت زوجته هى الأخرى .
ويكمل المهندس أحمد على صقر نجل شقيق الشيخ، أن عمه كان متواضع زاهد فى الدنيا، بالرغم من مكانته العليا بين المشايخ فكان يعيش فى شقة بالإيجار فى حى شبرا، ويذهب لماسيبرو لتسجيل حلقات برنامجه الشهير "فتاوى وأحكام" بالأتوبيس فهو لم يمتلك سيارة خاصة به طوال حياته.
ويكمل: الشيخ مر بعدد من المحن والاختبارت، فقد توفى له ابنتين وهما فى سن الشباب، وكذلك استشهاد نجله ضابط بالقوات المسلحة، بالرغم من هذة الاختبارات الصعبة فكان دائما يستقبل خبر رحيل أبنائه بصبر ورضا بقضاء الله، لافتا إلى أن عمه له 9 من الأبناء جميعهم بمراكز عليا منهم ضابطين و مهندسان و ثلاث أطباء، وكذلك الأحفاد، مؤكد أن أبنائه وصلوا لتلك المراكز بجهدهم، فهو دائما كان يرفض مبدأ التوسط لأى شخص، ويرى أن فيها حرمانية على اعتبار أنه يأخذ حق غيره .
وتابع: الشيخ عانى من مضاعفات مرضية فى أخر حياته، بسبب عملية جراحية ظل يعالج لفترة فى المنزل حتى توفى، مؤكدا أنه فرغ نفسه حتى يوم وفاته فى كتابة العلوم الدينية والفتاوى والتى حرص على تدوينها بخط يده، فكان له 31 مؤلفا أهمها الدعوة الإسلامية دعوة علمية وهو الكتاب الحاصل على جائزة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، كما أن له مجلد من 6 أجزاء حول الأسرة تحت رعاية الإسلام، ومن مؤلفاته " الدين العالمى ومنهج الدعوة إليه ،العمل والعمال فى نظر الإسلام ،الحجاب وعمل المرأة ،فن إلقاء الموعظة " كما كانت مكتبة ذاخرة بعدد كبير من الكتب النادرة لكبار العلماء.
وأضاف أنه حصل على العديد من الجوائز منها جائزة المجلس الأعلى للشؤن الإسلامية، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى سنة 1983م، نوط الامتياز من الطبقة الأولى سنة 1989 م .
ولد الشيخ عطية صقر فى الأحد 4 من المحرم 1333 هـ الموافق 22 من نوفمبر 1914 م قرية بهنباى بمركز الزقازيق، حفظ القرآن الكريم وعمره تسع سنوات، وجوَّده بالأحكام وعمره عشر سنوات، والتحق بالمدرسة الأولية بالقرية، ثم بمعهد الزقازيق الدينى سنة 1928 م، وتخرج فى كلية أصول الدين و تددرج فى المناصب الوظيفية حتى وصل إلى رئيس لجنة الفتوى، كما عين بمجلس الشورى عام 1989 و عمل مستشارًا لوزير الأوقاف، وعضوًا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وعضوًا بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر و توفى فى 9 ديسمبر عام 2006 .
الشيخ عطية صقر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة