قالت منظمة الصحة العالمية، أن أسبوع الأمم المتحدة العالمى الخامس للسلامة على الطرق تحت عنوان "القيادة من أجل السلامة على الطرق"، وقد طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى إبريل 2018 إطلاق هذه الحملة العالمية الكبرى فى قرارها A/72/271 الصادر بشأن تحسين السلامة على الطرق فى العالم.
وأشارت المنظمة الى أنه لازالت السلامة على الطرق تمثل مشكلة بالغة الأهمية فى مجالَى الصحة العامة والتنمية للعالم، ولإقليم شرق المتوسط، ويُظْهر التقرير العالمى عن حالة السلامة على الطرق 2018 أن الحوادث المرورية على الطرق تحصد أرواح ما يقرب من 1.35 مليون شخص فى شتى أرجاء العالم سنويًا.
كما يتعرض 20 إلى 50 مليون شخص آخر للإصابات سنوياً من جرّاء تلك الحوادث، ويُصاب العديد منهم بإعاقات دائمة.
ولا يتأتى تحسين السلامة على الطرق دون قيادة سليمة، كما أنه لا غنى عن القيادة من أجل تحقيق غايات السلامة على الطرق، بما فى ذلك الغاية 3.6 من أهداف التنمية المستدامة الرامية إلى خفض عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن حوادث المرور إلى النصف، والغاية 11.2 من أهداف التنمية المستدامة التى تستهدف توفير إمكانية وصول الجميع إلى نظم نقل مأمونة، وميسورة التكلفة، ويسهل الوصول إليها ومستدامة.
وتُعدّ القيادة على جميع المستويات عنصراً أساسياً لإحداث التغيير، وزيادة الوعي، وتحفيز الطلب فى صفوف الجهات صاحبة المصلحة جميعها، وهذا يعنى البرلمانيين الذين يُحسِّنون القوانين، ورؤساء البلديات الذين يجعلون مدنهم آمنة للمشى وركوب الدراجات، ومديرى المدارس الذين يَدعون إلى وضع حدود للسرعة وإنشاء أرصفة للمشاة حول مدارسهم، والآباء والأمهات الذين يكونون قدوةً يحتذى بها أبناؤهم، ويمكن للشباب أيضًا أن يأخذوا بزمام المبادرة عن طريق الدعوة إلى اتباع سلوكيات أكثر أماناً بين أقرانهم وإلى تطبيق أنظمة أكثر أماناً لدعم هذه السلوكيات.
وتُعدُّ الوقاية من الإصابات الناجمة عن التصادمات على الطرق ومكافحتها أولوية من أولويات منظمة الصحة العالمية فى مجال الصحة العامة على المستوى الإقليمي، وجزءًا لا يتجزأ من الرؤية الجديدة للمنظمة فى الإقليم، وهى رؤية 2030، التى تدعو إلى التضامن والعمل من أجل تحقيق الهدف الأسمَى المتمثل فى "الصحة للجميع وبالجميع".
وتقع فى إقليم شرق المتوسط نحو 10% من الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية فى العالم، كما يسجل الإقليم ثالث أعلى معدل فى العالم للوفيات الناجمة عن تلك الحوادث من بين أقاليم منظمة الصحة العالمية، ويحدث أكثر من نصف تلك الوفيات فى صفوف مستخدمى الطرق الأشد تأثرًا وعرضة للخطر، وهم المشاة، وراكبو الدراجات النارية والدراجات الهوائية، وتُعدُّ الإصابات الناجمة عن التصادمات على الطرق ثامن الأسباب الرئيسية المؤدية للوفاة فى جميع الأعمار بالإقليم، وثانى سبب من الأسباب الرئيسية المؤدية للوفاة فى صفوف المراهقين وصغار البالغين ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا، بعد العنف الجماعى.
ويمكن الوقاية بقدر كبير من الإصابات والوفيات الناجمة عن التصادمات المرورية من خلال اعتماد نهج "النظام الآمن"، وذلك من أجل معالجة مختلف جوانب السلامة على الطرق وتنفيذ التدخلات المسنَدَة بالبيّنات التى أثبتت نجاحها فى العديد من البُلدان، ومن هذا المنطلق، تدعو منظمة الصحة العالمية فى مجموعتها التقنية: "إنقاذ الأرواح" إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات للتعامل مع التحكم فى السرعة، والقيادة، وتصميم البنية التحتية وتحسينها، ومعايير سلامة المركبات، وتنفيذ قوانين المرور، والبقاء على قيد الحياة بعد التصادم.
وقد تضمنت الحلول القيادية التى اضطلعت بها البُلدان فى إقليم شرق المتوسط إنشاء وكالة تتولى قيادة جهود تعزيز السلامة على الطرق، ووضع استراتيجيات للسلامة على الطرق، وتقييم الأثر الناجم عنها، ومواءمة البيانات المتعلقة بالإصابات الناجمة عن التصادمات على الطرق وتحسينها، وإذكاء الوعى وحشد التأييد الشعبي.
ولإظهار قيادتها فى مجال السلامة على الطرق، وضعت المنظمة سياسة شاملة للسلامة على الطرق وإدارة المركبات، وتهدف السياسة إلى ضمان تشغيل المركبات التابعة للمنظمة على نحو مأمون للحد من خطر التصادمات على الطرق، وإدارة أسطولها بمهنية، وسيشهد أسبوع السلامة على الطرق مبادرات كثيرة أخرى، منها أن تستضيف مكاتب المنظمة، بما فيها المكتب الإقليمى لشرق المتوسط، فعاليات متنوعة لدعم تنفيذ هذه السياسة.
وقالت المنظمة ،ستكون القيادة من أجل السلامة على الطرق موضوعًا هامًا للنقاش أثناء المؤتمر الوزارى العالمى الثالث للسلامة على الطرق، الذى تستضيفه حكومة السويد فى استكهولم يومَى 19 و20 فبراير 2020، وستستعرض وفود البُلدان من القطاعات المعنية، مثل النقل، والصحة، والداخلية، التقدم المحرز فى عَقْد العمل من أجل السلامة على الطرق 2011-2020، كما ستتفق على الخطوات العاجلة اللازمة لتسريع وتيرة العمل من أجل بلوغ الغايات العالمية للسلامة على الطرق.
ويُعد الأسبوع العالمى للسلامة على الطرق 2019 حدثًا فارقًا فى إطار المُضى قُدُمًا نحو تحقيق الغايات العالمية للسلامة على الطرق، وهو فرصة فريدة من أجل تجديد الالتزام العالمى بالعمل الجاد نحو إنقاذ آلاف الأرواح التى تُزهَق يوميًا على الطرق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة