فى الـ 12 من أبريل 2018 هدد الرئيس الإيرانى حسن روحانى، بأن بلاده مستعدة للإجراءات "المتوقعة وغير المتوقعة" إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووى، وقتها كانت الولايات المتحدة تعد خطة الإنسحاب التى أعلنتها فى 8 مايو من العام نفسه، واليوم وبعد مرور عام على الانسحاب والشد والجذب والتصعيد بين الطرفين، اتخذت ايران قرار عدم الالتزام ببعض التزاماتها فى الاتفاق، وابتزت شركاء الصفقة النووية بأوراق التخصيب والمياه الثقيلة، فى خطوة يراها مراقبون تمهيدا وللانسحاب التدريجى وموت الاتفاق النووي، وبات السؤال الأبرز: ماذا ستفعل طهران ببرنامجها النووى الذى عاد يثير الجدل مجددا وباتت حوله علامات استفهام؟.
الإسراع من وتيرة الأنشطة النووية
بحسب تصريح للرئيس حسن روحانى فإن بلاده "سوف تستكمل ما كنانت قد بدأته قبل الاتفاق النووي"، ما قد يرجح أنها سوف تسرع من وتيرة أنشطتها النووية الحساسة والتى أثارت جدل المجتمع الدولى السنوات الماضية، ففى عام 2015 كانت إيران تمتلك يورانيوم عالى التخصيب بنسبة وصلت إلى 20%، واقتضت بنود الاتفاق النووى الحد من أنشطة تخصيب اليورانيوم بنسبة تقف عند درجة تخصيب 3.67%، والتخلص من مخزونها من اليورانيوم المخصب، والأن سوف ترفع من التخصيب عن هذه النسبة.
زيادة مخزون اليورانيوم خلال فترة قصيرة
من خلال الخطوات الإيرانية وتصريحات روحانى بوقف بيع اليورانيوم المخصب وإنتاجه دون قيود، فمن المتوقع أن تعود إيران خلال فترة قصيرة إلى نسبها العليا فى التخصيب.
رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية على أكبر صالحى هدد بعد ساعات من الاعلان عن القرارات، بالعودة إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% فى منشأة "فوردو" خلال 4 أيام.. وقال "لو تقرر ان نقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة فبإمكاننا القيام بذلك في غضون 4 ايام وفي مستوى مقبول"، إضافة إلى ذلك سوف ترفع طهران مخزونها من اليورانيوم بعد أن خفضت المخزون بنحو 98% إلى 300 كيلوجرام لمدة 15 عاما بموجب الاتفاق.
مفاعلات إيران النووية
روحانى يهدد بتحديث مفاعل "أراك"
وفى السياق نفسه هدد روحانى بتحديث مفاعل "أراك" للماء الثقيل وعدم بيع المياه الثقيلة، حيث كان يعطل الاتفاق النووى من وتيرة انتاج المياة الثقيلة، وبحسب بنوده "وافقت إيران على عدم تشغيل المفاعل أو تغذيته بالوقود، وإعادة تصميمه بشكل لا يمكنه إنتاج لوتونيوم بمستويات تسمح بإنتاج أسلحة، على أن ترسل جميع كميات الوقود المستنفد خارج البلاد، وتحتفظ بـ 6 أطنان لتصنيع نظائر طبية"، واليوم يتكون طهران ينكون قادرة على إعادة تشغيل أراك، حيث يحتوى الوقود المستنفد منها على بلوتونيوم يمكن استخدامه في صناعة قنبلة نووية. ومتوقع أن تعيد إيران تصميم المفاعل ايضا وتنتج كمات ضخمة من المياة التقيلة التى ستستفيد منها لإنتاج البلوتونيوم حيث لن ترسلها إلى الخارج كما كان يحدث فى السابق.
حسن روحانى
أجهزة الطرد المركزى
روحانى هدد بخطوات أخرى ستتخذها بلاده حال لم يفى الأوروبيين بوعودهم خلال 60 يوما، ويمكن أن نتوقع أن ترفع إيران من أجهزة الطرد المركزى، فقل الاتفاق النووى كانت إيران تمتلك نحو 20 ألف جهاز، وألزمتها بنوده إلى تخفيض عددها إلى 5060 جهازا للطرد المركزي الأقدم والأقل كفاءة في منشأة نطنز لمدة 10 سنوات، ومن المتوقع أن تعيد تركيب أجهزة الطرد المركزية الأعلى كفاءة لتصل إلى الرقم السابق لها قبل إبرام الاتفاق.
ومن المتوقع أيضا فى مرحلة متقدمة أن تقوم إيران بعرقلة عمليات المراقبة والتفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتى كانت قد خضعت إليها فى الاتفاق منذ عام 2015، ووفقا لبنود الاتفاق واصل مراقبون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، هيئة المراقبة النووية العالمية، بمراقبة المواقع النووية الإيرانية، والتحقق أيضا من عدم نقل أية مواد انشطارية سرا إلى مواقع غير معروفة لإنتاج قنبلة نووية، الأمر الذى ستعرقله طهران بذريعة انسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق النووى، بل وأكثر من ذلك فقد تظهر إلى النور مفاعلات نووية سرية.