يواصل رئيس المجلس الرئاسى الليبى فائز السراج تضليل الشارع حول مدى شرعية حكومة الوفاق الوطنى التى يترأسها، وذلك فى محاولة لشرعنة وجوده فى البلاد بالتزامن مع العملية العسكرية التى يقودها الجيش الليبى ضد المليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة فى العاصمة طرابلس.
وأجرى رئيس المجلس الرئاسى الليبى جلسة مباحثات مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى الإليزيه، أمس الأربعاء، وذلك فى محاولة لحشد التأييد الدولى لحكومة وشرعنة المليشيات المسلحة المسيطرة على العاصمة طرابلس.
وخلال حديثه تليفزيونى وصف رئيس المجلس الرئاسى الليبى حكومته بالـ"الشرعية" فى البلاد، متجاهلا عدم نيل حكومة الوفاق ثقة مجلس النواب الليبى وعدم إدلاء وزراء الحكومة بالقسم القانونية، وهو ما شددت عليه المادة الثالثة من الاتفاق السياسى الموقع فى مدينة الصخيرات المغربية.
وحاول السراج خلط الأوراق بتصوير عملية الجيش الليبى لتحرير طرابلس على أنها هجوم يستهدف حكومة الوفاق الوطنى، وأعلنت القيادة العامة للجيش الليبى مطلع أبريل الماضى ان العمليات العسكرية تستهدف المليشيات المسلحة والعصابات الاجرامية المسيطرة على طرابلس.
ورغم تورط حكومة الوفاق برئاسة السراج فى عدة مجازر ضد مدنيين وعسكريين فى ورشفانة وبراك الشاطئ وتاورغاء إلا أن رئيس المجلس الرئاسى الليبى وصف حكومته بــ"المسالمة" فى البلاد، وفرض شروط للتشاور مع المكونات فى المنطقة الشرقية متغافلا عن بنود الاتفاق السياسى الذى حدد مهام حكومة الوفاق لتولى المرحلة الإنتقالية لحين إجراء الانتخابات، فضلا عن انتهاء المدة القانونية للمجلس الرئاسى الليبى وعدم تدخل البعثة الأممية لإعادة هيكلة المجلس والاتفاق على جسم جديد.
وتجاهل السراج خلال حواره على قناة "فرنسا 24" ما تم الاتفاق عليه مع المشير خليفة حفتر فى اجتماع أبو ظبى، وذلك بدخول القوات المسلحة الليبية للعاصمة لتأمينها والقضاء على المليشيات، زاعما ان الملتقى الوطنى الجامع فى غدامس يعد التحرك الأهم الذى تقوده البعثة لحل الأزمة السياسية فى البلاد.
وحاول السراج شرعنة وجود المليشيات المسلحة المسيطرة على العاصمة طرابلس، ونقل صورة مغايرة للواقع فى العاصمة وترويج إدعاءات حول تخلص حكومته من المليشيات واحتواء بعضها داخل الأجهزة الأمنية لحكومة الوفاق الوطنى، وهو حديث مغاير لواقع الأحداث فى طرابلس والتى يعانى المواطنين الليبيين فى العاصمة بسبب سلطة المليشيات المسلحة.
حديث رئيس المجلس الرئاسى يحاول من خلاله فرض واقع جديد ويشرعن مجلسه وحكومته التى فشلت فى حل الأزمات التى يعانى منها الشعب الليبى، مشترطا استبعاد رئيس مجلس النواب الليبى المستشار عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر من أى عملية سياسية، ومطالبته بتغيير ممثلى المنطقة الشرقية فى أى حوار سياسى.
ويعد الفشل الكبير لبعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا بتفعيل الترتيبات الأمنية المنصوص عليها فى اتفاق الزاوية التى تنص على حل التشكيلات المسلحة أحد أسباب دخول الجيش الليبى إلى العاصمة طرابلس، ورغم ذلك زعم السراج أن حكومته استوعبت أكثر من 150 مليشيا مسلحة بما فيها أبرزها، متجاهلا الجرائم التى ارتكبتها المسلحين المسيطرين على طرابلس بفرض سطوتهم على مؤسسات الدولة فى طرابلس وابتزاز المواطنين والهيمنة على المصارف.
والواضح من حديث رئيس المجلس الرئاسى الليبى انه لا يتابع بدقة سير العمليات العسكرية فى طرابلس، حيث اكتفى بالإشارة إلى أن قواته تتقدم بشكل جيد متجاهلا التراجع الكبير للمليشيات المسلحة واستسلام العشرات فى محاور طرابلس، وهو ما يؤكد عدم إطلاع السراج على الموقف العسكرى لمليشياته فى العاصمة.
وشن رئيس المجلس الرئاسى فائز السراج هجوما على وسائل الإعلام الليبية بعد سؤاله عن الطيار الأجنبى المرتزق الذى ألقى القبض عليه فى منطقة الهيرة، متجاهلا اعترافات الطيار البرتغالى بتعاقد أحد العسكريين التابعين لحكومة الوفاق فى الكلية الجوية بمصراتة معه.
ورفض فائز السراج التعليق على حصول مجلسه الرئاسى وحكومته على تمويل من تركيا وقطر لعرقلة عملية الجيش الوطنى الليبى فى طرابلس، مشيدا بعمل المليشيات المسلحة فى العاصمة التى تواجه الجيش الليبى قائلا: "الشباب يصدون هجوم حفتر ونحن نقوم بدور آخر فكل منا يقوم بدور مكمل للآخر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة