"الجار قبل الدار" مثل شعبي، يرسخ لأهمية الجار في حياتنا، والحذر من جيران السوء، ممن لا نأمن شرورهم.
وفي هذا الإطار، كانت جرائم الجيران حاضرة بقوة خلال الأيام القليلة الماضية، حيث كان تنمر الجيران حاضراً، والتهمت نيران الحقد الأبرياء.
جريمة قتل دارت فصولها في محافظة الغربية، بطلتها سيدة قررت الانتقام من جارتها وصديقتها، بعدما أكلت في منزلها "عيش وملح"، لكن حقد المتهمة على جارتها دفعها للانتقام منها في ابنتها، حيث تلقى مركز شرطة كفر الزيات بمديرية أمن الغربية بلاغًا من ربة منزل مُقيمة بقرية الدلجمون، بقيام ربة منزل سبق اتهامها فى إحدى القضايا، وزوجها عامل، باختطاف ابنتها التى تبلغ من العمر 12 سنة، طالبة، أثناء تواجدها بجوار ترعة الباجورية أمام القرية.
المتهمان
وتم تشكيل فريق بحث جنائى بإشراف اللواء طارق حسونة مدير أمن الغربية، أسفرت جهوده عن ضبط المتهمين، وقالت المتهمة في اعترافاتها: "خنقتها بـ"إيشارب" ثم وضعت جثتها داخل جوال بلاستيك وحمله زوجى وألقاه فى مياه نهر النيل، لكن " يا فرحة ما تمت..طلع الحلق فلصو"، وتمكنت قوات الإنقاذ النهرى من انتشال جثة الطفلة القتيلة عقب الإرشاد عن مكان الجريمة.
وكانت الطفلة تعتبر جارتها مثل والدتها تمامًا، فقد تعودت أن تراها كثيرًا فى منزلهم تتجاذب أطراف الحديث مع والدتها، لكنها لم تدر أن نهايتها ستكون على يد هذه السيدة.
المتهمون
هذه الجريمة لم تختلف كثيراً عن حادث سوهاج المؤسف، بعدما قررت سيدة اختطاف ابن جارتها لمساومة أسرته بالمال، حيث تلقى قسم شرطة ثان سوهاج بلاغاً من مالك سوبر ماركت، بغياب ابنه الذي يبلغ من العمر 10 سنوات، طالب بالمرحلة الإبتدائية، عقب خروجه من المنزل متوجهاً إلى المدرسة.
وأوضح الأب أنه أثناء البحث عنه أكد له شاهد عيان مشاهدته برفقة سيدة وشخص مجهول أثناء إختطاف الطفل من أمام المدرسة داخل سيارة ملاكى وإنصرفوا .
وتم تشكيل فريق بحث قاده العميد عبد الحميد أبو موسى مدير مباحث سوهاج، توصلت جهوده إلى تحديد مرتكبى الواقعة أربعة أشخاص "ربتى منزل شقيقتين إحداهن جارة المبلغ ، وطالبين مقيمين بسوهاج".
وعقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتهمين وبرفقتهم الطفل المختطف أثناء إستقلالهم سيارة ملاكى سوهاج فى الإتجاه إلى محافظة أسيوط، وقال المتهمون في اعترافاتهم، كنا بصدد التوجه لأسيوط واحتجاز الطفل وبدء مساومة أسرته على المال، لكن حضور الشرطة السريع حال دون ذلك، ووجه والد الطفل الشكر لرجال الشرطة على اليقظة وسرعة تتبع الجناة وإعادة ابنه سالماً لأحضان أسرته.
أهالي الضحايا
وفي محافظة الجيرة وبقرية أم دينار بمركز منشأة القناطر، اختطف شاب ابن جاره، بعدما تسربت شائعات بالقرية حول إمتلاك والد الطفل لقطع أثرية، فقرر المتهم مساومته على الكنز الوهمي، لينتهي الأمر بقتل الطفل والتخلص منه في النيل، والقبض على المتهم.
بدوره، قال اللواء دكتور علاء الدين عبد المجيد الخبير الأمني، إنه للأسف يوجد بعض الجرائم التي يقف خلفها الجيران، خاصة أنهم فى الأعم الأغلب يعرفون الكثير من التفاصيل عن حياة الضحايا، ومن ثم يكون ارتكابهم للجريمة أمراً سهلاً، ويعتمدون على عدم شك الضحايا فيهم.
وأضاف الخبير الأمني، في تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن معظم هذه الجرائم يقف خلفها الحقد والغيرة، خاصة في الجرائم التي تلعب السيدات فيها دور البطولة، مشدداً على أهمية ألا يفشي المواطن كثيراً من أسراره أمام جيرانه، فربما يستغل جاره هذه المعلومات في ارتكاب الجرائم، مثل سرقة الأموال والمجوهرات وخطف الأبناء وغيرها من الجرائم.
ولفت الخبير الأمني، إلى أن فكرة الجيرة دائماً قائمة على الود والحب والتزاور والتراحم، لكن لكل قاعدة استثناء، وهناك شياطين الإنس الذين يحولون هذه المعاني النبيلة لجرائم بسبب حقدهم وغيرتهم من جيرانهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة