تاريخ السلفيين بمصر.. تعرف على السجل الأسود لجماعة الجهاد الإسلامى وصراعها

السبت، 01 يونيو 2019 06:30 م
تاريخ السلفيين بمصر.. تعرف على السجل الأسود لجماعة الجهاد الإسلامى وصراعها غلاف كتاب سلفيو مصر
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تخوض مصر حربا كبيرة ضد الإرهاب، الذى حاول الإفساد فى الأرض، وسفك الدماء، وفى سبيل هذه الحرب صارت معرفة هذه الكيانات المتطرفة ضرورة لا بد منها، ويأتى ذلك من خلال الكتب والدراسات والمواد الإعلامية.

 

ومؤخرا صدر كتاب "سلفيو مصر" للإعلامى والباحث محمود الوروارى، يناقش فيه نشأة وصعود الجماعة السلفية فى مصر، ويتتبع بدايات السلفية منذ وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - حتى اللحظة الحالية، وكيف تحول بعض المغالين فى النصف الثانى من القرن العشرين من دعاة للسلفية إلى جهاديين يطالبون بالحكم عن طريق العمل المسلح والصدام مع الدولة.


وممن أفسح لهم الكتاب مجالا جماعة "الجهاد الإسلامى":

يقول محمود الوروارى: "ولم تتكون أى جماعة إسلامية فى إطار الحركة الإسلامية الحديثة بعد تأسيس "شباب محمد" و"القطبيين" إلا فى عام 1964 عندما تأسست الخلايا الأولى لتنظيم الجهاد المصرى.

 

نشأة تيار الجهاد فى مصر وأسبابها:

نشأت أول مجموعة جهادية فى مصر حوالى عام 1964 بالقاهرة، وكان أبرز مؤسسيها ثلاثة هم: علوى مصطفى (من حى مصر الجديدة)، وإسماعيل طنطاوى (من حى المنيل)، ونبيل مرعى (من حى المعادي) وكانوا جميعا طلبة فى الثانوية العامة وقتها، ولقد تخرج إسماعيل فى كلية الهندسة فيما بعد بينما تأخر نبيل مرعى دراسيا ثم التحق بكلية الآداب بجامعة بيروت.

 

أصبحت هذه المجموعة تنظيما يضم عددا من المجموعات فى القاهرة والجيزة والإسكندرية، وربما قليل من المحافظات الأخرى، وكانوا جميعا من طلبة ثانوى أو الجامعة لكن التنظيم استمر سنوات كبر فيها كل صغير، وكان من بين أعضاء هذا التنظيم أيمن الظواهرى فى نهاية الستينيات، كما كان من أعضاء هذا التنظيم يحيى هاشم ورفاعى سرور، وأيضا كان من أعضائه محمد إسماعيل القادم من الإسكندرية، كما انضم لهذا التنظيم فى نفس الفترة (نهاية الستينيات) مجموعة الجيزة التى كان من أبرز قادتها مصطفى يسرى وحسن الهلاوى لكن هذه المجموعة سرعان ما انفصلت فى أوائل التسعينات عند أول بادرة خلاف مع التنظيم.

 

انشقاق فى التنظيم ونشأة تنظيم يحيى هاشم:

بعد هزيمة 1967 ثم محاكمة قادة سلاح الطيران المصرى الذين اعتُبروا مسئولون عن الهزيمة 1968، ومجىء الأحكام مخففة، خرجت مظاهرات حاشدة من الطلبة والعمال فى القاهرة والإسكندرية ضد نظام الرئيس جمال عبد الناصر محتجة على الأحكام والهزيمة معا واستمرت هذه المظاهرات لفترة.

 

وانتهز يحيى هاشم، وهو وكيل نيابة، المظاهرات ضد عبد الناصر والتحم بالجماهير للإطاحة بعبد الناصر لأنه كان يشعر فى وقت سابق أن طريق الانقلاب العسكرى بالطريقة التى تبناها تنظيم الجهاد بقيادة إسماعيل طنطاوى هو طريق طويل سيستغرق عشرات السنوات إن لم يكن مستحيلا أصلا. ولقد خطب يحيى هاشم فى الجماهير المحتشدة الذين حملوه على الأعناق وطافوا به قليلا بالشوارع قبل أن يلقى القبض عليه، وحيئذ بدأت المشاكل والخلافات ليس بين يحيى والسلطات ولكن بين يحيى هاشم ومعه مجموعة كان أبرزها رفاعى سرور من جهة ويقابلهم فى الجهة الأخرى إسماعيل طنطاوى وعلوى مصطفى وبقية التنظيم، كان رأيى يحيى هاشم ومن معه أن خطة التنظيم مستحيلة التحقق وأن الوقت مناسب لكشف حقيقة عبد الناصر ونظامه للناس بعد الهزيمة وتأليبهم عليه والقيام بمشروع تغييرى ذى طابع جماهيرى إما ثورة شعبية وإما حرب عصابات.

 

وفى المناقشات ظهرت خلافات عديدة أخرى أبرزها أن إسماعيل طنطاوى وفريقه يرون حتمية الالتزام بالشكل الظاهرى (من لحية الرجل ونقاب المرأة) بينما يرى يحيى يحيى وفريقه عدم حتمية ذلك فى ظروف عدم قيام الحكم الإسلامى فى البلاد كى تتيسر حركة التنظيم السرية.

 

ولم تفلح كل محاولات الوفاق وانشق يحيى وفريقه وأسسوا جماعة أخرى، وفى عام 1975 اشتبكت مجموعة يحيى هاشم مع الأمن فى الجبل، وتمت تصفية يحيى هاشم ومحموعة من القادة وسجن آخرون. وبذلك انتهت جماعة يحيى هاشم.

 

إثر حرب أكتوبر 1973 تفجر خلاف آخر بين أعضاء التنظيم بشأن مدى إسلام ضباط الجيش من أعضاء التنظيم الذين شاركوا فى الحرب خاصة من مات منهم فيها، وكان من ضمن الذين ماتوا شقيق علوى مصطفى، وتزعم علوى القول بأنهم شهداء بينما أصر آخرون على أنهم غير شهداء لأنهم قاتلوا تحت راية الطاغوت، على حد زعمهم.

 

حاول إسماعيل طنطاوى التوفيق بين الطرفين دون جدوى، وانشق علوى عن التنظيم، كما فارق آخرون التنظيم دون أن يعملوا فى إطار تنظيمى آخر، واستمر التنظيم بقيادة إسماعيل طنطاوى، وظل معه كثيرون أشهرهم نبيل البرعى وعصام القمرى وأيمن الظواهرى، وكان معهم فى ذلك الوقت أو بعده بقليل سيد إمام الشريف.


استقلال مجموعة الجيزة:

وإثر تعدد الخلافات هذا اقترح حسن الهلاوى من قادة مجموعة الجيزة على مصطفى يسرى القائد الأرفع منه أن تستقل المجموعة عن إسماعيل طنطاوى، إلى أن تنتهى الخلافات عنده، وبهذا استقلت المجموعة إلى حين.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة