سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 1 يونيو 1962.. «جاهين» يرد على «الغزالى» بست كاريكاتيرات ساخرة.. ومظاهرة من الأزهر تحاصر جريدة الأهرام

السبت، 01 يونيو 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 1 يونيو 1962.. «جاهين» يرد على «الغزالى» بست كاريكاتيرات ساخرة.. ومظاهرة من الأزهر تحاصر جريدة الأهرام صلاح جاهين ومحمد الغزالى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بلغت معركة الشيخ محمد الغزالى والشاعر الفنان رسام الكاريكاتير صلاح جاهين ذروتها يوم 1 يونيو «مثل هذا اليوم» 1962، بعد أن انطلقت بانتقاد الغزالى لما جاء فى وثيقة الميثاق الوطنى حول مساواة المرأة بالرجل يوم 27 مايو 1962 أثناء مشاركته فى المؤتمر المنعقد لمناقشة الميثاق بجامعة القاهرة.. «راجع-ذات يوم 27 و28 و29 مايو 2019».
 
نشر «جاهين» 6 رسومات كاريكاتيرية فى الأهرام يوم 1 يونيو 1962 ضد الغزالى بعنوان جامع هو «تأملات كاريكاتورية فى المسألة الغزالية»، وقدمها بقوله: «طالبت حق الرد على الشيخ محمد الغزالى بعد كل الذى قال فى اجتماع المؤتمر الوطنى للقوى الشعبية ، وليس لى اعتراض على مهاجمة الشيخ الغزالى لشخصى، ولا على أسلوب الهجوم، ولا على الألفاظ التى رضى لنفسه بأن يتفوه بها.. لى اعتراض واحد.. إنى اعترض على أن يخلط بين خلاف الرأى وبين قداسة الدين، إن ملابس الشيخ الغزالى لا تعطيه حصانة تجعل آراءه فوق مستوى النقد».
 
أعطى للكاريكاتير الأول عنوان: «الغزالى واعتراضه على اشتغال المرأة»، والرسم لشيخ يوجه سؤاله لفتاة تحمل كتابا: «انت ياست انتى.. مين اللى سمح لك تشتغلى؟».. والثانى لجموع من الشعب المصرى يحملون لوحة كبيرة عليها: «أهداف الميثاق.. الخبز للجميع.. المسكن للجميع.. الكساء للجميع.. الكساء للجميع.. الدواء للجميع.. العمل للجميع.. الفرصة للجميع.. الثقافة للجميع.. التأمين للجميع.. الحكم للجميع.. وفى مواجهة هؤلاء يقف شيخ تلف عمامة وجهه بعينيه رافعا يده وموجها إصبعه إليه قائلا: «أما عن الميثاق.. فإنى أرى...».
 
والكاريكاتير الثالث بعنوان: «أبوزيد الغزالى سلامة»، وعبارة عن «شيخ يركب فرسا بالمقلوب ويمسك ذيله، ويحمل حربة مكتوبا عليها: «الإرهاب باسم الدين»، وتحتها شعر ساخر: «هنا يقول أبوزيد الغزالى سلامة/وعينيه ونضارته يطقو شرار/أنا هازم الستات ملبسهم الطرح/أنا هادم السينما على الزوار/أنا الشمس لو تطلع أقول إنها قمر/ولو حد عارض..يبقى من الكفار/ويا داهية دقى لما أقول ده فلان كفر/جزاؤه الوحيد الرجم بالأحجار/فأحسن لكم قولوا (آمين) بعد كلمتى/ولو قلت الجمبرى يبقى ده خضار».. وجاء الكاريكاتير الرابع من وحى الثورة المسلحة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسى، وكان لإرهابى يقف وظهره لإرهابى آخر يجلس أمام آلة كاتبة، والاثنان يغطيان رأسهما بالكامل، وعلى ثيابهما«OAS»، ويملى الواقف على الجالس: «اكتب: السيد الأستاذ محمد الغزالى بالقاهرة.. بعد التحية.. تعلمون سيادتكم أننا فقدنا زعيمنا الإرهابى الكبير الجنرال(..) ويسرنا بعد إطلاعنا على مواهبكم أن ندعوكم خلفا له وشكرا».. إمضاء: «التنظيمات الإرهابية بالجزائر».
 
أما الكاريكاتير الخامس، فعنوانه: «الغزالى يلفق للعبد لله أقوالا باطلة عن الحجر الأسود»، والرسم لشيخ يتحدث أمام المؤتمر، وأمامه «العبد لله» يعترض قائلا: «تراهن ياأستاذ غزالى من جنيه لعشرة.. إن عمرى ماجبت سيرة الحجر الأسود.. والمسألة لوفيها أى حجر يبقى داخل رأس سيادتك بس».
 
استثمر جاهين فى الكاريكاتير السادس، حدثا كرويا مهما وهو مباراة «الأهلى وبنفيكا البرتغالى» فى نفس اليوم (1 يونيو 1962)، فرسم«ستاد القاهرة»، وأمامه يافطة إرشادية عليها: «مباراة الأهلى وبنفيكا»، وفى الجهة الأخرى مسجد وبجواره يافطة عليها: «المؤتمر الوطنى مغلوق الجمعة»، وشيخ يسرع الخطى فى اتجاه المباراة، والتعليق: «الغزالى: النهادرة مفيش جلسة ميثاق، لما أروح أغلوش على مباراة الأهلى وبنفيكا».. كانت المباراة وطبقا لموقع «أنا أهلاوى»، بعد شهر من حصول بنفيكا على كأس بطولة أندية أوربا بهزيمته لريال مدريد الإسبانى 5-3، وحضر «بنفيكا» بنجومه، وأبرزهم إيزيبو أحسن لاعب فى أوربا، وفاز الأهلى 3–2.
 
دخل المسجد فى نفس اليوم المعركة.. يذكر الدكتور محمد عمارة، فى كتابه «معالم المشروع الحضارى فى فكر الشيخ محمد الغزالى» رواية الغزالى له: «ألقيت خطبة الجمعة فى الأزهر مختارا لها موضوعا أبعد ما يكون عن قضية الساعة، وأحسست أن الزحام شديد جدا، وبعد الصلاة سكنت مكانى دقيقة واحدة، انفجر المسجد المكتظ بعدها بصياح اختلط فيها التكبير بالبكاء وبالهتاف، ورأيتنى محمولا فوق الرؤوس لا أعرف ماذا أصنع، والمصلون فى المسجد يزيدون على عشرين ألفا، انضم إليهم من مسجد الحسين والمساجد القريبة، وانطلقت مظاهرة إلى جريدة الأهرام، وكلما قاربت تضاعف عددها، وعندما أقبل صباح الغد علمنا أن المظاهرات لم تكن مقصورة على القاهرة وحدها».. يضيف: «بعض عواصم الأقاليم تحركت فيها الجماهير مناصرة لللإسلام وناقمة على النيل من علمائه».
 
يذكر الكاتب محمود عبده فى كتابه «محمد الغزالى داعية النهضة»: «فى يوم الجمعة خطب الشيخ حول موضوع الآية القرآنية: «إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون»، وتناول آداب المعارضة والاختلاف، لتخرج عقب الصلاة مظاهرة شعبية ضمت عشرات الألوف متجهة إلى الأهرام».. وحسب «بهاء صلاح جاهين» فى مقاله «الأستاذ.. وصلاح جاهين» الأهرام، 19 فبراير 2016: «التفوا حول مبنى الأهرام القديم بشارع مظلوم وحاصروه، مطالبين بدم المارق صلاح جاهين، وكان جاهين وهيكل فى مبنى الجريدة».. وفى مقال «صلاح جاهين رسام بدرجة مقاتل» (روز اليوسف- 20 أبريل 2102 ) ينقل محمد بغدادى عن «جاهين»: «بدأت المساعى لإنهاء الأزمة.. جمعنى أحمد بهاء الدين بالشيخ الغزالى فى مكتب هيكل وتصالحنا».. وعن موقف عبدالناصر، يقول «جاهين»: «قال عبدالناصر: لا أريد أن تتدخل باقى الصحف، والحوار يقتصر على الأهرام فقط باعتبارى صحفيا فيها، حتى لا تبدو المسألة غوغائية».
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة