هل يصبح التجسس تحت الماء أداة واشنطن فى مواجهة خصومها؟.. تقارير: الجيش الأمريكى يجرى أبحاثًا لاستخدام الكائنات البحرية فى أعمال المراقبة والتجسس.. والمبادرة تستغل استجابة الأسماك للإشارات

السبت، 01 يونيو 2019 03:00 ص
هل يصبح التجسس تحت الماء أداة واشنطن فى مواجهة خصومها؟.. تقارير: الجيش الأمريكى يجرى أبحاثًا لاستخدام الكائنات البحرية فى أعمال المراقبة والتجسس.. والمبادرة تستغل استجابة الأسماك للإشارات التجسس
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مع اتساع نطاق أعداء الولايات المتحدة فى السنوات الأخيرة، بدأ المخططون فى وزارة الدفاع الأمريكية فى التفكير فى أساليب جديدة للتجسس على هؤلاء الخصوم حتى يكون لواشنطن السبق دائمًا فى صراع المعلومات الاستخباراتية.. وقريبًا لن يكون مفاجئًا أن يستخدم الأمريكيون الكائنات البحرية فى التجسس.

قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، إن الجيش الأمريكى يجرى أبحاثًا لاستخدام الأسماك والكائنات البحرية فى التجسس تحت الماء.

وأوضحت الصحيفة فى تقرير لها على موقعها الإلكترونى، أن وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية، التى تعرف اختصارا باسم "درابا" والتابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، تريد أن تعرف ما إذا كانت الحيوانات البحرية يمكن أن تستخدم كمكونات فى أنظمة المراقبة تحت الماء وتكون قادة على الكشف عن الدرونز الخاصة بالعدو فى المحيطات أو غواصاته النووية الكبرى أو أى مركبات أخرى تحت المياه، ويسمى هذا المشروع  مجسات الحياة المائية المستمرة "بالس".

وتستند الفكرة فى هذا المشروع إلى أن العديد من الحيوانات البحرية تستجيب بشكل مسموع أو مرئى للتحولات الصوتية والضوئية والكهرومغناطيسية والكيميائية فى المياه المحيطة بها، فعلى سبيل المثال، تغير أسماك فى البحر الأسود من سلوكها عندما تنزعج من المركبات الموجودة تحت المياه، وتتفاعل بعض الميكروبات مع  الإشارات المغناطيسية للغواصات. ويمكن لتكنولوجيا المراقبة الحالية أن تلتقط هذا السلوك لكنها تتعامل معه على أساس أنه ضوضاء فى الخلفية.

وقد خصصت درابا بالفعل 45 مليون دولار لخمس فرق بحثية، يقوم كل منها بدراسة كيفية استجابة كائن بحرى معين للمركبات تحت الماء.

ويقول لورى أدورناتو، مدير المبادرة، إن برنامج بالس تم تطويره باستغلال الحساسية الكبرى لدى الكائنات الموجودة فى المحيط للتغيرات التى تحدث فى بيئتها.

وأضاف أن الكائنات البحرية قد تكون جواسيس مفيدة لأنها يمكن أن تصدر أصواتًا وأيضًا إشارات بصرية ومغناطيسية وكيميائية.

وعادة ما تتم المراقبة تحت الماء باستخدام السونار، لكن الخصوم يمكنهم اكتشاف أصواته. كما أن التكلفة العالية  لأجهزة استشعار السونار وصعوبة تثبيتها وميلها للتآكل تمثل جوانب سلبية لهذه التقنية. ويشير أدورناتو إلى أن هذا التفكير الجديد  يمنح مرونة أكبر فى كيفية مراقبة الأمور فى المحيط.

فمن خلال استخدام هذه الكائنات يمكن النظر فى التغطية المستمرة واسعة النطاق عكس استخدام جهاز استشعار واحد يقوم بالمهمة كلها.

لكن هناك جانبين سلبيين محتملين لهذه الفكرة، وهى أن الوكالة ستحتاج إلى أجهزة رصد لمعرفة سلوك الحيوانات، والتى يمكن أن تواجه نفس المشكلات التى تواجه أجهزة السونار، كما يقول الخبراء. كما يجب أن يكون هناك بعض الفهم لسلوك الحيوانات، وهذا أيضًا أمر صعب.

ويأتى تقرير "إندبندنت" بعد أن رصد مجموعة من الصياديين النرويجيين حوتا يعتقدون أنه كان فى مهمة تجسس دولية من روسيا، وقال أحد الصيادين إنه كان قبالة الساحل عند قرية نرويجية صغيرة عندا أقترب الحوت منهم وكان يضع جهازًا على رأسه.

 وقد أكدت تقارير، أن الحكومات والجيوش حول العالم طالما حاولت استغلال المهارات الطبيعية للحيوانات وحواسها الحادة فى التجسس والأغراض العسكرية الأخرى.

ففى عام 1908، سعى الجيش الألمانى لوضع كاميرات فى الحمام لالتقاط صور جوية، واستخدم الزاجل بشكل واسع فى الحرب العالمية الأولى، حتى أن إحدى الحمامات تسمى "شير أمى" فازت بميدالية فرنسية للدور البطولى الذى قام به فى معركة فردان قبل إطلاق النار عليها لاحقًا.

وفى الحرب العالمية الثانية، استخدم الجاسوس البلجيكى جوزيف راسكين حمامة لإرسال تقارير استخباراتية ورسومات لخطوط العدو إلى إنجلترا.

كما استخدمت أسود البحر أيضًا فى التجسس. فخلال الحرب العالمية الأولى، سعت البحرية البريطانية إلى تدريبهم للتجسس على الغواصات الألمانية.

وفى الستينيات، تم إنفاق 12 مليون دولار تقريبًا من قبل السى أى إيه لوضع أجهزة استماع لدى القطط يمكن أن ترسل للتجول حول الكرملين لتلتقط معلومات استخباراتية، لكن المشرع انتهى بالفشل.

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة