أعتقد أن الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، كان يعرف جيدا، أن شباب الكتاب يحبونه، وكان يعرف أنه بعد موته، سوف يظل باقيا، لذا عندما جاءه الموت مات.
نعم مات أحمد خالد توفيق فجأة فى مستشفى الدمرداش بالقاهرة فى الثانى من أبريل من عام 2018 ، بعيدًا عن طنطا بلده، محدثًا الكثير من الوجع والألم والخوف، حدث ذلك فى ليلة حزينة، عاشها عشاق كتابته الذين اختاروه عرابهم.
واليوم تمر ذكرى ميلاد أحمد خالد توفيق، وجوجل بذكاء شديد، استغل ذلك الحدث، واحتفل به، وذلك يذكرنا بذكاء أحمد خالد توفيق نفسه الذى ظهر فى تسعينات القرن الماضى، هذا الذكاء جعله يبحث عن "وصفة جديدة" تجعله يحدث شيئا مختلفا فى عالم الكتاب العربية، فكانت الكتابة عن "الرعب"، لذا ظهرت سلسلة ما وراء الطبيعة حيث الدكتور رفعت إسماعيل العجوز الذى يعيش وحيدًا ويرتدى بذلة "كحلية اللون"، شعره أشيب وفى عينيه نظرات فزع دائمة، هذه النظرة كان ينتظرها جيل كامل من القراء والحالمين بالكتابة.
استطاع أحمد خالد توفيق، كما فعل من قبله نبيل فاروق، أن يجتاز القطيعة التى تحدث غالبًا بين الكاتب والشباب المقدمين على القراءة، الذين هم بحاجة إلى صفات معينة فى النص، منها القدرة على الكشف وحب المغامرة واللغة غير المعقدة والفلسفة القريبة وكثير من غموض الأحداث ودمويتها أحيانًا.
ومما يحسب لأحمد خالد توفيق ذلك التنوع الكبير، فهو لم يكتف بالكتابة للشباب فقط، بل خاض أيضًا بقوة فى عالم الترجمة وكتابة المقالات، كما أنه ألف ثلاث روايات كبرى، آخرها شآبيب التى صدرت عن دار الشروق، وحتى كتبه غير الأدبية حققت نجاحًا وأحبها قراؤه واهتموا بها، كذلك مما يحسب له بشدة احتفاظه بإنسانيته وإيمانه بدوره فى الوقوف بجانب الشباب وتشجيعهم.
لا يمكن لنا أن ندرك قيمة ما يقدمه أحمد خالد توفيق، إلا حال غياب هذا النوع من كتابته، لأننا حينها سوف نجد جيلًا «قلقًا» يبحث عن طريق وعن كاتب يمسك بناصيتهم ويقدم لهم ما يتسق مع أرواحهم المؤرقة.
والآن فى ذكرى ميلاده السابعة والخمسين، على أحمد خالد توفيق أن يعرف أن وراءه حشد من المحبين لا يزالون يذكرونه ويتبعون أثره فى عالم الكتابة.