أبرزت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إعلان الرئيس دونالد ترامب وحلفاؤه أمس الأحد بالفوز فى المواجهة الخاصة بالتعريفات الجمركية مع المكسيك بعد أن حصلت الإدارة على ما يبدو على التزامات كبيرة من الحكومة المكسيكية لوقف تدفق المهاجرين من أمريكا الوسطى على الحدود الأمريكية.
واعتبرت الصحيفة، أن الاتفاقية أعطت لترامب زخما جديدا وأفضلية ضد منتقديه ، الذين أشاروا إلى أن تكتيكاته التفاوضية المثيرة للجدل، قد أسفرت عن نتائج أقل بكثير مما وعد به بشأن قضايا متعددة خلال فترة وجوده في منصبه.
وأضافت الصحيفة، أنه غير معلوم بعد ما إذا كانت الصفقة ستقلل بالفعل من عدد المهاجرين الذين يدخلون الولايات المتحدة، لكنها تعكس رغم ذلك موقف المكسيك الجاد لبذل المزيد من الجهد بشأن قضية ستكون أساسية في حملة إعادة انتخاب ترامب بعد أن هدد بفرض تعريفة جمركية بنسبة 5 فى المائة على أحد أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.
وأعلنت المكسيك أنها ستنفذ "تدابير قوية" للحد من تدفق المهاجرين عبر أراضيها باتجاه الحدود الجنوبية للولايات المتحدة ، بما فى ذلك نشر غير مسبوق لآلاف من قوات الحرس الوطني المكسيكية، كما وافقت على توسيع برنامج يسمح للمهاجرين من أمريكا الوسطى بالبقاء في المكسيك أثناء انتظار الفصل في طلبات اللجوء الخاصة بهم.
وزير خارجية المكسيك
وقال المسئول فى وزارة الأمن الداخلى، كيفن ماكالينان ، في مقابلة مع موقع "فوكس نيوز صنداي": "تمكن الرئيس من جلبهم إلى طاولة المفاوضات من خلال حواره القائم على التهديدات بفرض التعريفات الجمركية .. وجاء وزير الخارجية المكسيكى خلال ساعات، وأعلن في اليوم التالي عن مقترحات حقيقية مطروحة. وهذه هي المرة الأولى التي نسمع فيها شيئًا مثل هذا النوع من تطبيق القانون الذي يتم نشره في المكسيك لمعالجة عمليات الترحيل. "
وأضافت صحيفة "واشنطن بوست" أنه مع الاعتقالات على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك ، وانتقاد ترامب للديمقراطيين والحكومات الأجنبية والقوانين الأمريكية - يتعرض مسئولو الأمن الداخلي لضغوط هائلة لوقف مد الهجرة. وأوضحت أن جهود إدارة ترامب لردع الهجرة لم تنجح ، حيث تم وقفها فى المحاكم من ناحية، وفشلت فى الوصول إلى الكونجرس لتمريرها من ناحية اخرى. ونفى المسئولون المكسيكيون بعض مطالبه السابقة.
وأثار تهديد ترامب بفرض الرسوم الجمركية على المكسيك للحصول على نفوذ في مفاوضات الهجرة انتقادات من المشرعين فى كلا من المعسكرين، الذين وصفوها بأنها تصعيد خطير يمكن أن يلحق الضرر بالاقتصاد الأمريكى.
وكتب ترامب على تويتر "المكسيك لم تكن متعاونة بشأن الحدود في أمور كانت تشغلنا... والآن لدي ثقة كاملة خاصة بعد التحدث مع رئيسهم بالأمس، أنهم سيكونون في غاية التعاون ويرغبون في إنجاز المهمة على النحو الصحيح".
وأضاف، "المهم.. أنه تم الاتفاق على بعض الأمور التي لم تذكر في البيان الصحفي أمس، وتحديدا أمر ما، وسيتم إعلان هذا في الوقت المناسب".
وأوضحت "واشنطن بوست"، أن تغريدة الرئيس ألمحت إلى مكون محتمل من الصفقة من شأنه أن يحول قواعد اللجوء في جميع أنحاء المنطقة ويجعل المتقدمين يلتمسون اللجوء في أول بلد يصلون إليه. ويسمح مثل هذا الاتفاق للولايات المتحدة بترحيل معظم طالبي اللجوء من غواتيمالا إلى المكسيك ، وسيتم ترحيل المسافرين من هندوراس والسلفادور إلى جواتيمالا.
ويعتقد مسئولو الأمن الداخلي أن مثل هذا الترتيب سيؤدي إلى انخفاض كبير في عدد المهاجرين الذين يصلون كل شهر على الحدود الأمريكية. ويُفرج عن هؤلاء المهاجرين عمومًا من الحجز إذا كان لديهم طفل معهم.
ومن ناحية أخرى، قال موقع "يورونيوز" إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دافع عن اتفاق إدارته مع المكسيك من الانتقادات بعدم وجود التزامات جديدة كبرى لوقف تدفق المهاجرين من أمريكا الوسطى إلى الولايات المتحدة، وقال إنه سيتم الإعلان عن مزيد من التفاصيل قريبا.
لا تزال الجوانب الرئيسية للاتفاق غير واضحة، بما في ذلك إن كانت المكسيك تعهدت بشراء المزيد من المنتجات الزراعية الأمريكية، وما إذا كان الاتفاق وسع نطاق التزام سابق من جانب المكسيك لفرض ضوابط أشد على حدودها الجنوبية مع جواتيمالا.
وقال أعضاء ديمقراطيون بارزون في مجلس الشيوخ، إن العديد من جوانب الاتفاق ليست جديدة، في حين رفض السفير المكسيكي لدى الولايات المتحدة تأكيد إن كان الاتفاق يتضمن أي التزامات بشأن السلع الزراعية.
ولم يتضمن الاتفاق، الذي أعلن يوم الجمعة بعد ثلاثة أيام من المحادثات في واشنطن، تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية نسبتها خمسة في المئة على جميع البضائع المكسيكية، والذي كان من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ يوم الاثنين، ما لم تلتزم المكسيك ببذل المزيد للمساعدة في الحد من زيادة المهاجرين الذين يصلون الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة