طمأنت صحيفة "الرياض" السعودية أسواق النفط العالمية التى قد تتأثر بالعقوبات المفروضة على إيران، وقالت في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان (مبادئ المملكة لتوفير الطاقة ) : تتحمل المملكة، مسؤولية تحقيق الاستقرار داخل أسواق النفط العالمية، وهو دور تضطلع به الرياض منذ عقود مضت، لأنه يتماشى مع مبادئ وقيم، أعلنتها والتزمت بها أمام العالم، بتأمين الطاقة لكل البشرية، من أجل تعزيز النمو والازدهار العالمي وعيش الشعوب في سلام واستقرار دائمين.
وأكدت الصحيفة على حرص المملكة، على استقرار أسواق النفط، في خضم العقوبات الأمريكية المفروضة على نفط إيران، دفعها إلى أن تراقب عن كثب التطورات الأخيرة التي أسفرت عن تصاعد أسعار النفط بشكل مفاجئ، وبرؤية الخبير، طمأنت المملكة العالم، وأكدت أن هذا التصاعد، ظاهرة لا مبرر لها على الإطلاق، في ضوء توازنات السوق الحالية، التي ما زالت جيدة، وفي ضوء مستوى الالتزام العالي من قبل الدول المنتجة للنفط الأعضاء في مجموعة "أوبك بلس".
وقالت أن المملكة تدعم بشكل كامل العقوبات المفروضة على طهران، باعتبارها خطوة مهمة، لكسر التعنّت الإيراني، الذي يهدد استقرار المنطقة والعالم، فهي -في الوقت ذاته- حريصة على طمأنة العالم، بأنه لا خوف إطلاقاً على إمدادات الطاقة، مع وصول صادرات إيران النفطية إلى "الصفر"، هذا الحرص، ليس وليد الوضع الحالي للعلاقات الإيرانية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وإنما هو مبدأ المملكة.. التي ترى أن الاستقرار والنمو العالمي جزء لا يتجزأ من استقرار المملكة ومنطقة الشرق الأوسط. فمنذ ظهور النفط بكميات تجارية في أرض الجزيرة العربية، والمملكة تعمل على تأمينه بأقل أسعار ممكنة تحفظ مصالح المستهلك والمنتج، وهذا يفسر الجهود السعودية على أن تبقي دومًا على طاقة إنتاجية فائضة لديها، لا تقل عن مليوني برميل يوميًا، لمواجهة أي انقطاعات طارئة لإمدادات المعروض العالمي للنفط.
واضافت: منطقياً، فمن صالح المملكة أن ترتفع أسعار النفط، وتصل إلى أعلى مستوى ممكن، وهذا ليس أمراً صعباً على الرياض إن هي أرادت ذلك، بيد أن هذا الصنيع ليس من مبادئ المملكة، ولم تسعَ له في يوم من الأيام، لأن هدفها الأسمى، استقرار العالم من بوابة "الطاقة"، ويدل على ذلك، جهود المملكة في استثمار علاقاتها الممتازة مع روسيا، وهي دولة مهمة في إنتاج النفط، غير أنها ليست عضواً في منظمة "أوبك".
واختتمت "المملكة نجحت في إقناع روسيا بضرورة تقليل إنتاجها، للحد من تراجع الأسعار، واليوم المملكة قادرة على تطويع العلاقات مع روسيا وغيرها من دول العالم، بالشكل الذي يتماشى مع متطلبات الأسواق العالمية والأحداث السياسية والاقتصادية، وهذا يبعث برسالة جديدة للعالم، مفادها بأن إمدادات الطاقة العالمية، في أمان تام، بضمان ما تؤمن به المملكة من مبادئ وقيم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة