كل إنسان سواء كان طفلا أو شابا يمكن أن يكون ملهما لمن حوله، بأخلاقياته وتصرفاته، خصوصا إذا كان ذلك من خلال مشاركة إنسانية لإسعاد الآخرين، تجعلنا نقدم يد العون والمساعدة لهم، مهما كلفنا ذلك، فهناك أشياء فى الحياة ينطبق عليها قول الشاعر أمل دنقل ""هى أشياء لا تشترى"، فيمكن أن نقدم كل نفيس لإسعادهم إلا أن هناك أشياء معنوية كثيرة تكون أكثر إسعادا لهم.
وهذا ما حدث مع الطفل الإماراتى عمر الحجاج الذى لم يتجاوز الـ 8 سنوات، وتعرض لانتقادات شديدة لتطويل شعره، وتحمل الانتقادات ولم يبالى بها، ولم يبرر لكل من ينتقد طول شعره بأنه عمل إنسانى نبيل نابع من أعماق طفل شهد على معاناة أقرب الناس وأحبهم إلى قلبه.
عمر الحجاج
بداية قصة الطفل عمر الحجاج
وبدأت قصة الطفل عمر الحجاج، عندما مرضت خالته بمرض السرطان، وكان مرافقا لوالدته خلال زيارة خالته المريضة، إذ كان يرى معاناتها وشكلها الذى تغير وشعرها الذى تساقط نتيجة العلاج، فكان لذلك أثر كبير فى حياته، ودافعا قويا لتطويل شعره والتبرع به لمرضى السرطان.
ومن أجل هدف بداخله تحمل العديد من الانتقادات، حيث لمس عمر رفض خالته الشعر المستعار وإصرارها على ارتداء قبعة مصنوعة من الفرو، وكان يرى تلك المعاناة تتجسد أمامه فدفعه ذلك لتطويل الشعر والتبرع به مرتين، ويعتزم التبرع به للمرة الثالثة على التوالى لأطفال مرضى السرطان، حسبما ذكرت صحيفة البيان الإماراتية.
وذكرت الصحيفة أن عطاء عمر لامس القلوب وحظى بلقاء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال إطلاق مبادرة تطبيق «عضيدك»، التى تهدف إلى تكريس رؤية ونهج الدولة، فيما يتعلق بتعزيز تماسك نسيج المجتمع، وإرساء أفضل الممارسات التربوية التي تسهم في ترسيخ استقرار المجتمع المدرسى بما ينعكس إيجاباً على أداء الطلبة أكاديمياً ومجتمعياً وتربوياً.
عمر الحجاج.. طفل يطيل شعره دعماً لمرضى السرطان.. تابعوا قصته عبر #البيان في هذا الفيديو: https://t.co/j9YLrqJYYV@ShoofAlBayan
— صحيفة البيان (@AlBayanNews) June 11, 2019
#البيان_القارئ_دائما pic.twitter.com/pct8VAghco
والدة عمر تلعب دوروا كبيرا فى حياته
ولعبت والدة عمر دوراً كبيراً فى حياته للقيام بهذا العمل الإنسانى ومنحته الدعم المعنوى والثقة فى نفسه وكان الدافع القوى وراء هذا العمل معاناة خالته مع مرض السرطان.
وسردت والدته قصتها مع ابنها منذ أن كان صغيراً حيث كانت تحثه على انتهاج العمل الإنسانى، بعد أن عاشت معاناة طويلة مع أختها منذ أن كانت فى سن السابعة ومنَّ الله عليها بالشفاء بعد معاناة طالت سنوات، قدمت الأسرة جميعها تضحيات لمساندة الأخت (مها) المصابة بسرطان العظام وكان يرافقها عمر خلال فترات علاجها ويفضل اللعب معها ويحظى بأوقات من السعادة والترفية بصحبتها.
وقالت إنها كانت تلحقها عبارات نقد لطول شعر عمر كما لاحقته تلك العبارات ذاتها إلا انهم لم ينظروا للأمور الناقدة وهم أدرى بظروفهم ولم يبرروا لكل من ينتقد طول شعر "عمر" بأنه عمل إنسانى نبيل .
وأوضحت أم عمر أن والدتها ساندتها فى تربية أبنائها الثلاثة خلال وجودها كمرافقة مع أختها للعلاج خارج الدولة.
الطفل عمر الحجاج
قصة عمر تنشر على مواقع التواصل الاجتماعى لتعزيز العمل الإنسانى
ومن جانبها قالت أليسار نصر سوبرا التى تدير مدرسة المواكب، إنهم اهتموا بنشر قصة عمر عبر مواقع التواصل الاجتماعى تزامناً مع شهر رمضان الماضى، لتعزيز مفهوم العمل الإنسانى النابع من طفل لم يتجاوز 8 أعوام.
وأوضحت أنها اعدّت كتاباً باللغة الإنجليزية كقصة تحكي حكاية عمر يمكن أن تكون ذكرى لحكاية إنسانية، حيث تحرص المدرسة على توجيه الطلبة لتعزيز القيم المجتمعية الإماراتية تماشياً مع عام التسامح، مشيرة إلى أن عمر لديه وعي كافٍ بما يمر به، و«هذا ما نسعى إليه كإدارة مدرسية.
وتابعت: انها عندما شاهدت عمر للمرة الأولى سألته لماذا شعرك بهذا الطول؟ فقال لها «أحتاج ليطول شعرى 2 ونصف سنتيمتر لأصل للطول المطلوب الذي يحتاجونه، فقالت له: من هم؟ فقال لها: هذا الطول الذي يتمُّ التبرع به لأطفال السرطان، وللمرة الثالثة فى حياتى أطيل شعرى وأتبرع لهم، لذا يجب أن ينمو شعرى أكثر».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة