الدولة مهما بلغت امكانياتها وعظمت قدراتها ووضعت الخطط الجيدة للنهوض بمستوي شعبها لن تنجح الا بمساعدة مؤسسات المجتمع المدني ورجال الاعمال والقادرين في تفعيل دورهم المجتمعي تجاه المواطنين من خلال المساعدة في بناء المدارس او المستشفيات او دور العبادة او تقديم مساعدات مالية او عينية للمحتاجين وغير القادرين وهذا ما نراه في كل دول العالم المتقدم والمتحضر وابرزهم عالميا رئيس شركة مايكروسفت الذي انفق ملايين الدولارات في خدمة الاعمال الاخيرية والانسانية في بلده وخارج وطنه
ومؤسسات المجتمع المدني ورجال الاعمال في مصر يقومون بدور لابأس به في خدمة الناس اصحاب القدرات المالية المحدودة والاسر المحتاجة من تقديم لهم مساعدات مالية او اجراء لهم عمليات جراحية بالمجان وهناك مبادرات كثيرة تقدمها مؤسسات خيرية منها جمعية الاورمان ومصر الخير وصناع الخير وبنك الطعام وغيرها وهذه المؤسسات والجمعيات تقدم الكثير والكثير من مساعدات مالية وعينية وغيرها لرفع العبء عن كاهل غالبية الشعب المصري الذي تحمل بمفرده اجراءات الاصلاح الاقتصادي القاسية والتي كان لابد منها لاصلاح الخلل الهيكلي بالموازنة العامة للدولة وللنهوض بالاقتصاد المصري ووضعه علي الطريق الصحيح للوصول بمصر الي ان تكون قوة اقتصادية بين النمور الاسيوية وتبوءها المكانة العالمية التي تليق بها بين دول العظمي
والحقيقة ان غالبية هذه المؤسسات والجمعيات تنشط خلال المناسبات الدينية وخاصة خلال شهر رمضان حيث تقدم الملابس والسلع الغذائية واقامة موائد الرحمن للصائمين للمحتاجين وعابري السبيل ويضعف نشاطها بقية شهور العام ولكن هناك من يستمر في تقديم نشاطه بنفس الكفاءة والهمة يوميا دون ملل او كلل وسنويا ومنهم جمعية الاورمان التي تفتح بابها يوميا لكل محتاج سواء علاجيا بالمجان او تقديم قروض بدون فوائد وايضا مؤسسة خالد عبدالله الاجتماعية التي تقدم يوميا وعلي مدار العام وجبتي افطار وغذاء مجانا لكل المحتاجين والفقراء وعابري السبيل والمسافرين في 5 مناطق وهي جامع الفتح برمسيس والسلام والدويقة ومنطقة اهالينا وفي بني سويف وهي المؤسسة الوحيدة التي تفعل ذلك وجزاهم الله كل خير هم وغيرهم لما يقدمونه لبلدهم
ويجب علي القادرين ورجال الاعمال والشركات والمؤسسات الكبيرة ان تقف بجانب الدولة في هذه الظروف الاقتصادية بتقديم كافة المساعدات قدر الامكان للمحتاجين والاسر محدودة الدخل طوال العام لرفع العبء عنهم وتوفير احتياجات اسرهم الاساسية بصفة شهرية وعلي الدولة ان تشجع رجال الاعمال والمؤسسات علي القيام بدورهم الخيري من خلال تقديم حوافز وتيسيرات لهم سواء بتخفيض شرائح الضرائب لهم او توفير الخدمات لهم برسوم مخفضة لتشجيعهم علي مزيد من الاعمال الخيرية او منحهم اوسمة شرفية نظير دورهم في خدمة المجتمع
mahmoud.diab@egyptpress.org